الاستراتيجيات التربوية بين موروث التلقين ومستجدات العصر

mainThumb

22-05-2010 01:37 AM

تشكل الاستراتيجيات التربوية الحديثة وما تمثله من وسائل مستحدثة ثورة على الأدبيات التربوية القديمة المتبعة في المدارس والكليات والجامعات ما دفع بالقادة التربويين والخبراء الأكاديميين الى تبني حراك جدي يواكب تلك التغييرات.

وأبرز التحديات التي يواجهها خبراء الحقل التربوي لمواكبة التغييرات انتهاج وسائل جديدة تنأى بالمتعلم بعيداً عن منهج التعليم بالتلقين باعتباره من الموروثات القديمة التي لاتتواءم مع روح النهضة الفكرية والمعلوماتية ومستجدات العصر.

وفي استطلاع تم طرح اكاديميون ومختصون مواكبون لتلك التطورات وجهات نظرهم في هذا السياق.

الدكتور محمد الريماوي: ويقول نائب عميد كلية العلوم التربوية للدراسات العليا في الجامعة الاردنية واستاذ علم النفس التربوي الدكتور محمد الريماوي إن التلقين في الموروث العربي ليس بدعة جديدة، فقد كان سائدا عندما كان الهدف من التعلم والتعليم حفظ ما هو مطلوب من المتعلم، مبينا أن الراوي كان يتلقى الشعر العربي بواسطة التلقين واستطاع حفظ التراث بتلك الطريقة رغم التقلبات السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة.

ويضيف الريماوي ان من الإيجابيات في تراثنا الثقافي والاجتماعي وجود الكتاتيب التي استخدمت التلقين والتي لولاها لما وصل إلينا التراث العربي والإسلامي من شعر وقرآن وحديث، الأمر الذي لم يستوجب الثورة على التلقين أوانتقاده آنذاك.

وأوضح أن الهدف من التعلم والتعليم اليوم ليس كما كان بواسطة التلقين والحفظ دون الالتفات إلى المعنى، إذ يكون باكتساب مهارات التفكير في مواجهة المشكلات وحلها لا سيما وظيفة التعلم بالتلقين تغيرت وتغيرت معها أداة التعليم وتطورت إلى حل المشكلات بالتفكير الأمر الذي دعا إلى رفض التلقين تبعا لتغير الوظيفة.

واشار الى ان التجديدات التربوية بدأت تقدم طرائق جديدة لتحقيق هدف التفكير وتعلم مهاراته، مشيرا إلى ان التعلم بحل المشكلات تقتضي من المتعلم حل المشكلة وفي حال عدم القدرة يقوم المعلم بحلها ويدعو الطلبة لحفظ ذلك الحل.

وبين أن التعلم بالمشكلات هو نوع آخر من التعلم سواء في التاريخ أو السياسة أو الاقتصاد، موضحا أنه عندما تعرض المشكلة يقدم لها التلاميذ حلولا مفترضة نتيجة انشغالهم بالتفكير بها سواء حلوها أم لم يحلوها، وهذا يقود الطالب إلى أن يفكر تفكيرا ابداعيا ناقدا ومنطقيا ويعطيك حلا ليس متوقعا وهذا ما يسمى بالتفكير مافوق العالي.
"بترا"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد