الجزائر وسلوفينيا .. البداية مهمة

mainThumb

13-06-2010 08:44 PM

تحن الجزائر الى بدايتها الرائعة في مونديال اسبانيا 1982 عندما تستهل مشوارها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الاولى منذ 24 عاما الاحد  بمواجهة سلوفينيا في بولوكواني في الدور الاول (المجموعة الثالثة) لمونديال جنوب افريقيا.


وكانت الجزائر فجرت مفاجأة من العيار الثقيل في مباراتها الاولى في المونديال الاول في تاريخها عام 1982 عندما تغلبت على المانيا الغربية ونجومها كارل هاينتس رومينيجه وبول برايتنر 2-1، وكانت قاب قوسين او ادنى من بلوغ الدور الثاني لولا تواطوء الالمان والنمسا في المباراة الثالثة الاخيرة من الدور الاول.


وتمني الجزائر النفس في تحقيق الفوزه اليوم لانه فرصتها الوحيدة لتعزيز حظوظها في تحقيق ما فشلت فيه في مشاركتيها السابقتين في اسبانيا 1982 والمكسيك 1986 وهو التأهل الى الدور الثاني، لان المباراة الثانية ستكون صعبة امام المنتخب الانجليزي المرشح بقوة الى الظفر باللقب الى جانب اسبانيا والبرازيل والارجنتين، ومن بعده الولايات المتحدة التي ابلت البلاء الحسن في كأس القارات الاخيرة في جنوب افريقيا عندما تغلبت على اسبانيا بطلة اوروبا في نصف النهائي وتقدمت على البرازيل 2-0 في الشوط الاول للمباراة النهائية.


وتعول الجزائر على الروح القتالية للاعبيها والتي كانت وراء ملحمة التأهل الى المونديال المصري بطل القارة السمراء في النسخ الثلاث الاخيرة، وكذلك وراء الفوز الرائع على ساحل العاج 3-2 بعد التمديد في ربع نهائي كأس الامم الافريقية.


بيد ان الامور مختلفة تماما في المونديال لان مهمة المنتخب الجزائري ستكون أصعب بكثير خصوصا وانه جاء الى جنوب افريقيا في أسوأ حالاته بعد العروض المخيبة في مبارياته الاعدادية حيث تعرض لخسارتين مذلتين امام صربيا وجمهورية ايرلندا بنتيجة واحدة 0-3، قبل ان يحقق فوزا متواضعا على الامارات 1-0 من ركلة جزاء.


واعترف المدير الفني رابح سعدان بان منتخبه ليس بين افضل المنتخبات المشاركة: لاننا لم نأت الى جنوب افريقيا في قمة مستوانا بسبب الاصابات الكثيرة التي تعرضت لها صفوفنا في الاونة الاخيرة كما ان تواريخ الاتحاد الدولي لم تساعدنا كثيرا على العمل جيدا والاستعداد كما يجب للمونديال، لكننا بذلنا كل ما في وسعنا في المعسكرات التدريبية التي خضناها وسنفعل كذلك هنا في المباريات الرسمية من اجل الدفاع عن سمعة كرة القدم الجزائرية خاصة والعربية بصفة عامة.


وقال: تأهلنا الى المونديال بعد 24 عاما ليس فقط من اجل المشاركة بل لتحقيق افضل النتائج الممكنة، صحيح اننا في مجموعة قوية وصعبة وامام منتخبات لها سمعتها، لكن الحظوظ متساوية، وانا متفائل.


واضاف: جميع المنتخبات تعتبر الجزائر فريقا ضعيفا بالنظر الى المباريات الاعدادية المخيبة والعقم الهجومي، لكن هذه المنتخبات نسيت بان الجزائريين بصفة خاصة والعرب بصفة عامة معروفون بالروح القتالية وبالتالي سنقاتل من اجل تحقيق نتائج مشرفة.


وقال: ليس لدينا شيئا نخسره ولا نهاب اي منتخب، سنقدم كل ما في وسعنا لتحقيق الفوز، مؤكدا ان المباراة الاولى امام سلوفينيا ستكون صعبة للغاية، وقال: سلوفينيا بلد صغير لكن منتخب بلادها كبير ويجب الحذر كثيرا لدة مواجهته.


تملك سلوفينيا الافضلية على الجزائر بفضل الانسجام الكبير بين خطي الدفاع والهجوم، مضيفا: انه منتخب لا يقوم بتبديلات كبيرة على تشكيلته، فاللاعبون يعرفون بعضهم جيدا وهذه نقطة القوة في هذا المنتخب. المباراة صعبة على المنتخبين.


ويملك سعدان خبرة كبيرة في البطولات الكبرى وسبق له خوض تجربة المونديال مع الجزائر في مشاركتيها السابقتين حيث كان ضمن الجهاز الفني في مونديال اسبانيا 1982 ومدربا في مونديال المكسيك 1986. وهو صانع انجاز التاهل الى المونديال للمرة الاولى منذ 24 عاما.


وفرض سعدان نفسه بطلا قوميا ويعتبر ما حققه «الشيخ» انجازا لان اشد المتفائلين حتى وسائل الاعلام المحلية لم يكن ينتظر ان يحقق «ثعالب الصحراء» ذلك. سعدان ورقة يلجأ اليها الاتحاد المحلي بعد فشل المدربين الاجانب وفي كل مرة يكون عند حسن الظن، فسعدان نفسه صنع ملحمة التأهل الى الدور ربع النهائي للكأس القارية للمرة الاخيرة في تونس عام 2004 عندما سقطت الجزائر امام الجار المغرب 1-3 بعد التمديد.


ومنذ ذلك التاريخ الذي استقال على اثره سعدان من منصبه، لم تطأ اقدام الجزائريين العرس القاري فغابوا عن نسختي مصر 2006 وغانا 2008، حتى اعادهم اليه «الشيخ» عن جدارة واستحقاق قبل ان ينهوه بخسارة قاسية امام الفراعنة 0-4 في دور الاربعة.


وواجه سعدان مشكلة كبيرة في الاونة الاخيرة بسبب الاصابات التي تعرضت لها الركائز الاساسية في التشكيلة على غرار حسان يبدة ومجيد بوقرة اللذين لم يتعافيا بنسبة مئة بالمئة حتى الان، كما كانت سببا في انسحاب لاعب وسط لاتسيو روما الايطالي مراد مغني.


ولاحقت الاصابات لاعبي الجزائر حتى في التدريبات في دوربن وكان اخر الضحايا مهاجم ايك اثينا رفيق جبور الي كان مقررا ان يلعب اساسيا اليوم بدلا من مهاجم سيينا الايطالي عبد القادر غزال الصائم عن التهديف منذ فترة طويلة. واصيب ايضا مدافع بوخوم الالماني عنتر يحيى لكنه سيكون جاهزا لمباراة اليوم حيث سيحمل شارة القائد بعد استبعاد يزيد منصوري لتراجع مستواه.


نقاط القوة والضعف

الجزائر

 نقاط القوة
  مدرب خبير: يملك المدير الفني للمنتخب الجزائري رابح سعدان خبرة كبيرة في المسابقات الدولية وتحديدا كأس العالم ومع منتخب بلاده على الخصوص كونه كان ضمن الجهاز الفني للخضر في مونديال 1982 في اسبانيا ومدربا في مونديال 1986 في المكسيك.


  لاعبون محاربون: تضم صفوف المنتخب الجزائري لاعبين اغلبهم ولدوا وترعرعوا في فرنسا يتميزون بالروح القتالية والانظباط التكتيكي على الرغم من انضمامهم الى صفوف الخضر في الفترة الاخيرة بعدما كان اغلبهم يدافع عن الوان الفئات الصغرى للمنتخب الفرنسي.


 الكرات الثابتة: الكرات الثابتة من ركلات حرة مباشرة او غير مباشرة وركلات ركنية هي نقطة القوة في المنتخب الجزائري خصوصا كريم زياني ونذير بلحاج. وإذا كان الجزائريون يفضلون الكرات العالية فان المدافعين عنتر يحيى ومجيد بوقرة لديهم موهبة حقيقية في هذا المجال خصوصا الاخير الذي اعتاد على اسلوب اللعب البريطاني بحكم دفاعه عن الوان رينجرز الاسكتلندي.



 نقاط الضعف

  الهجوم: إذا كان المنتخب الجزائري اكتسب قوة دفاعية مع مرور المباريات فان ذلك كان على حساب خط الهجوم حيث يعاني الامرين. الاسباب؟ غياب صانع للالعاب رقم 10 الذي يمكن ان يكون رياض بودبوز، بالاضافة الى تقدم رفيق صايفي في السن والنحس الذي يلازم عبد القادر غزال المعزول في خط الهجوم. في نهائيات كأس الامم الافريقية الاخيرة لم ينجح غزال مهاجم سيينا الايطالي في تسجيل اي هدف..


  الضغط الجماهيري المحلي: بعد غياب عن النهائيات العالمية منذ عام 1986، نجح المنتخب الجزائري في احياء امال جماهيره وشعبه بالتاهل الى المونديال بفضل فوز تاريخي على المنتخب المصري. الشعب الجزائري باسره الان في انتظار انجازا اخر وتتطلع الى مواصلة الطفرة الايجابية للمنتخب. كما انه ينتظر بفارغ الصبر مواجهة انجلترا لكن لا يبدو مقتنعا بان التاهل سيكون صعبا وانه قد يحسم في المباراة الاولى ضد سلوفينيا او الثالثة ضد الولايات المتحدة.



سلوفينيا

نقاط القوة


  اللعب الجماعي: تألق رجال المدرب ماتياس كيك خلال التصفيات الاوروبية المؤهلة الى المونديال بفضل اللعب الجماعي وثبات التشكيلة. اذا كان لاعبو المنتخب السلوفيني يلعبون في اندية متواضعة في اوروبا (كولن الالماني وفيرنا الايطالي ووست بروميتش البيون الانجليزي واوكسير الفرنسي)، فإنهم أثبتوا فعاليتهم: نجحت سلوفينيا التي فاجأت الجميع بتأهلها الى الملحق الاوروبي، في ازاحة روسيا ومدربها الهولندي جوس هيدينك، بفضل الصرامة والروح القتالية.


  المعنويات العالية: يعيش المنتخب السلوفيني في حالة نفسية ومعنوية عالية بفضل الثقة التي اكتسبها في التصفيات والتي قادته الى نهائيات كأس العالم. تلعمت سلوفينيا الدروس من الخلاف الذي دار بين المدرب واللاعبين في مونديال 2002، ونجحت في تشكيل مجموعة ملتحمة حول المدرب كيك وسمير هاندانوفيتش وروبرت كورين وميليفوي نوفاكوفيتش وبوستيان سيزار.


  الجدار الدفاعي. تملك سلوفينيا جدارا دفاعيا صلبا حيث دخل رماها 5 اهداف في 12 مباراة في التصفيات بما في ذلك مباراة الملحق. القوة البدنية والطول الفارع للمدافعين سيربك اسلوب لعب الانجليز خصوصا في الكرات العالية.
     


 نقاط الضعف

  المونديال الاول لجميع اللاعبين. لم يشارك اي من اللاعبين السلوفينيين الذين تم اختيارهم للمونديال في المغامرتين الودليتين الكبيرتين لسلوفينيا: نهائيات كأس الامم الاوروبية 2000 وكأس العالم 2002. وحتى على مستوى الاندية، لم يذق اي من اللاعبين طعم المسابقات الأوروبية. نقص الخبرة قد يكون عائقا كبيرا امام لاعبي سلوفينيا.


  غياب النجم الاوحد: منذ اعتزال زلاتكو زاهوفيتش عام 2005، وسلوفينيا لا تملك الجوهرة النادرة لحسم نتيجة المباراة في اي وقت.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد