صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - ماجد توبة - عن الغد - فشل المكتبان التنفيذيان لجماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي، اللذان واصلا أمس بحث واستكمال ترشيحات الحركة الإسلامية للانتخابات النيابية، في ثني الأمين العام للحزب زكي بني ارشيد عن "حرده السياسي ومقاطعته غير المعلنة" للاجتماعات المشتركة للمكتبين المتواصلة منذ نحو أسبوعين بصورة مكثفة لإقرار قائمة المرشحين.

وفيما نفت قيادات في الحركة "الغياب الاحتجاجي" لبني ارشيد، كشفت أوساط إسلامية أن الأخير "ما يزال يقاطع اجتماعات المكتبين"، موضحة أنه رفض وساطات سعت خلال اليومين الماضيين لإقناعة بالعودة لحضور الاجتماعات وإبداء رأيه في ترشيحات الحركة"، والتي غلب عليها تيارا الحمائم والوسط، مع تراجع ملحوظ لتيار الصقور وجزء من تيار الوسط، الذي يعد بني ارشيد أبرز رموزه.

وتمسك بني ارشيد، ردا على سؤال لـ"الغد" برفض التعليق على خبر مقاطعته واحتجاجه، في الوقت الذي تغيب فيه عن اجتماع المكتبين مساء أمس، والذي "لم ينته من إقرار القائمة النهائية" بحسب نائب الأمين العام للحزب ارحيل غرايبة.

وكانت أوساط إسلامية كشفت لـ"الغد" قبل أيام أن مقاطعة وتغيب بني ارشيد عن اجتماعات المكتبين التنفيذيين تعود لـ"احتجاجه على استثنائه من تشكيلة وفد قيادة الحركة الذي التقاه رئيس الوزراء معروف البخيت قبل نحو أسبوعين"، فضلا عن عدم رضا تيار في الحركة عن أسس اختيار مرشحي الحركة للانتخابات والعديد من الأسماء فيها".

واشارت مصادر إسلامية مطلعة إلى أن المكتبين التنفيذيين للإخوان والجبهة، اللذين يسيطر عليهما تيارا الوسط والحمائم بذلا "جهدا خلال الأيام القليلة الماضية في سحب فتيل أزمة داخلية بعد بروز اعتراضات واسعة على بعض الترشيحات والأسماء المطروحة أو المستبعدة من قائمة الترشيحات، خصوصا من قبل رموز ومناصري تيار الصقور في بعض الدوائر والمناطق، وتحديدا إربد وصويلح والزرقاء والدائرة الثالثة في عمان".

وبذل المكتبان التنفيذيان محاولات لإقناع الصقوري همام سعيد بقبول الترشح في أي دائرة يختارها في عمان باستثناء الدائرة الخامسة (صويلح وتلاع العلي)، لكنه أصر على الترشح عن الخامسة فقط في حال الاصرار عليه". ويشار إلى أن قيادة الحركة أقرت ترشيح أمين سر الحزب نمر العساف عن الدائرة الخامسة.

كذلك اعتذر عبد المحسن العزام، وهو يصنف من ضمن تيار الصقور عن الترشح عن الوسطية في إربد، في حين تراجعت القيادة وقررت ترشيح إسلامي عن الدائرة الرابعة في عمان، واختارت لها سعادة سعادات، وهو من المقربين من تيار الصقور.

كما وافق المكتبان التنفيذيان قبل أيام قليلة لفرع جبهة العمل الإسلامي في الطفيلة على فرز مرشحين مقترحين للانتخابات والتنسيب بهم. ويتوقع أن يحظى الصقوري أحمد الزرقان عضو المكتب التنفيذي للجبهة بالمرتبة الأولى في الترشيحات.

وكان المكتبان التنفيذيان امتنعا عن إقرار ترشيح الصقوري علي العتوم عن إربد، رغم تنسيب القواعد به، وقدما لتلك الدائرة عضوا المكتب التنفيذي للجبهة نبيل الكوفحي ومحمد البزور، وهما يصنفان ضمن تيار الحمائم. كما استبعد قرارا لشورى الإخوان ترشيح نائب المراقب العام للإخوان جميل أبو بكر وعضو تنفيذي الإخوان سعود أبو محفوظ (وسط) وعضو تنفيذي الإخوان عبد الحميد القضاة (صقور).

وبحسب أوساط إسلامية مطلعة، فإن العديد من الانتقادات داخل الحركة "انصبت على ترشيح المكتبين لأغلب أعضاء المكتب التنفيذي للجبهة، وبالتحديد خمسة أعضاء من أصل تسعة، وأحيانا على حساب من رشحتهم القواعد، كما في الدائرة الثالثة، التي رشحت لها القيادة نائب الأمين العام للحزب ارحيل غرايبة، في حين رشحت قواعد تلك الدائرة النائب السابق زهير أبو الراغب".

وضمت قائمة الإسلاميين للانتخابات، التي باتت شبه مكتملة خمسة أعضاء من المكتب التنفيذي للحزب، وهم: ارحيل غرايبة، نمر العساف، موسى هنطش، محمد البزور، ونبيل الكوفحي.

ولم تستبعد مصادر إسلامية أن "يتأخر الإقرار النهائي لقائمة مرشحي الحركة إلى الأسبوع المقبل في ظل وجود اعتراضات وخلافات على عدد من الترشيحات".

كذلك تراجعت الحركة الإسلامية عن تشكيل قائمة موحدة بين الإسلاميين وبين قوى وشخصيات مستقلة وعشائرية وحزبية، وهو خيار كان يدفع إليه بقوة بني ارشيد.