صحيفة السوسنة الأردنية

استعاظ مواطنون من الرافضين أو غير القادرين على الاشتراك بقنوات الجزيرة بالقنوات الموجودة على الأقمار المختلفة سواء كانت الأوروبية أو التركية أو بعض التقنيات التي تفك تشفير القنوات التي تبث المونديال.


وكانت قناة الجزيرة الرياضية رفضت في وقت سابق بيع حق بث مباريات المونديال على القنوات الارضية للأردن بعد أن طلبت مبلغ (8) ملايين دينار مقابل بث (22) مباراة من أصل ( 64) مباراة تبثها أصلا على قنواتها المفتوحة ومن المباريات ذات المستوى الفني المتدني وليست من المباريات القوية.


ووسط الاشتراك الذي اعتبره مواطنون بأنه مرتفع بعض الشيء قرر البعض منهم متابعة العرس المونديالي على القنوات الأوروبية وتحدي التشفير من خلال الاتفاق عليه وقهر الشيفرة على القنوات الأجنبية.


وكان مواطنون شعروا بخيبة أمل بعد رفض الجزيرة بيع المونديال للتلفزيون الأردني وشعروا أنهم سيحرمون من مشاهدة هذا العرس الكروي بعكس بعض الدول التي بثت المونديال على التلفزيون الأرضي ووفرته لمواطنيها بالمجان أو بأسعار زهيده.


إلا أن الفنيين الذين وفروا أفضل الحلول التقنية للمواطنين وساعدوهم على مشاهدة ومتابعة سحر المستديرة في بيوتهم وبالمجان.


خالد جبران (41 عاما) استعان بفني يمتلك قدرة على فك تشفير بعض القنوات على القمر الأوروبي أو بعض الأقمار من أجل متابعة المونديال وقام بتركيب قطعة على جهازه مكنته من مشاهدة كافة المباريات وبوضوح تام.


وقال الرجل الذي يعمل سائق حافلة مدرسة أنا انتظر هذا العرس الكروي بفارغ الصبر منذ (4) أعوام ولن تحرمني هذه الاشتراكات «الباهضة» من مشاهدته قد لا أكون أمتلك القدرة المادية على الاشتراك ولكني أمتلك القدرة الفنية على ذلك.


وللتغلب على مشكلة الصوت لجأ مواطنون إلى تثبيت التلفاز على القناة التي تبث المباراة ومن ثم وضعه على كاتم الصوت ووضع سماعات المذياع فوقه وتثبيتها على الإذاعات التي تبث المونديال عندها يستطيع مشاهدة المباريات والاستماع لها بالتعليق العربي.


ويضيف فاضل علي أحد الفنيين لقد عملت لفترات طويلة مع بداية المونديال من أجل فك التشفير للكثير من المواطنين كما أنني اعتبر هذه الفترة موسما لقد تحدينا الاشتراك.


وأضاف لقد اشتكى الكثير من المواطنين من ارتفاع سعر الاشتراك واعتبروه مبالغا فيه بالنسبة لشهر وقال أن الدول المجاورة لنا حصلت على حقوق البث على قنواتها الارضية بأسعار زهيده لكننا تحدينا الاشتراك وشاهدنا كأس العالم بالمجان.


ولجأ كثيرون من الأردنيين لهذه الحلول المبتكرة من أجل مشاهدة العرس الأجمل كرويا خاصة أنهم اعتبروا أن المبلغ المطلوب مبالغ فيه مقابل الاشتراك في شهر واحد.


ويبلغ رسم الاشتراك في باقة كأس العالم لمدة شهر واحد قرابة الـ(80) دينارا فيما يبلغ اشتراك الجزيرة الرياضية قرابة الـ(50) دينارا للعام الواحد غير باقة كأس العالم.


ورأى مواطنون أن الاشتراك في كأس العلم ودفع مبالغ :»عالية» مقابل مشاهدته يناقض فكرته الأساسية والتي جاءت لتوحيد الشعوب والأمم وجمعهم في عرس كروي حول الكرة المستديرة ليتساوى الجميع وسط أجواء من التسامح والروح الرياضية والتنافس الشريف بين كافة شعوب واجناس سكان المعمورة.


إلا أنهم اعتبروا أن فرض رسوم اشتراك يجعل من هذا العرس الكروي حكرا على طبقة معينة ويحرم الكثيرين من مشاهدته والاستمتاع به كما أنه تحول إلى تجارة تستهدف الربح وجني الأموال.


وفي مشهد آخر لتحدي رسم الاشتراك «المرتفع» قام بعض الشباب من القاطنين في عمارة واحدة بالاشتراك ببطاقة واحدة ومشاهدتها كل في منزله من خلال مد الأسلاك الموصلة للبيوت مقابل تقسيم سعر البطاقة عليهم.


وقال خالد أحد الشباب الذين يشاهدون المونديال من خلال هذه الطريقة لقد اشتركت أنا وأصدقائي الثلاثة والذين يقطنون العمارة ذاتها وقمنا بشراء بطاقة واحدة وقسمنا المبلغ علينا جميعا حتى نستمتع بمشاهدة المونديال من المنزل.


وقال الشاب نحن قمنا بعمل هذه التجربة في المرة الماضية وكانت ناجحة ليس بمقدورنا أن نشاهد كأس العالم باشتراك منفصل, وقال مازحا «في الاتحاد قوة».
"الراي"