الملك يحذر من تبعات فشل لقاء آنابوليس

mainThumb

04-11-2007 12:00 AM

السوسنة - أكد جلالة الملك عبد الله الثاني، أن الفرصة التي سيوفرها اللقاء الدولي للسلام الذي دعت الولايات المتحدة لعقده في آنابوليس بولاية ميرلاند، يجب استثمارها لإيجاد حلول دائمة لقضايا الحل النهائي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكد جلالته خلال استقباله الاحد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني السيد روبريخت بولينز، ضرورة أن يتمخض هذا اللقاء المرتقب، عن نتائج إيجابية تفضي إلى دفع عملية السلام وتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ولفت جلالته في هذا الإطار، إلى الدور الهام الذي تلعبه المانيا ودول الاتحاد الأوروبي، في دعم مسيرة السلام، وتشجيع الأطراف المعنية على الانخراط في عملية سلام جدية، تؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة الدولة الفلسطينة.
وتطرق اللقاء الذي حضره مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله، والمستشار الخاص لجلالة الملك فاروق قصراوي، والسفير الالماني في عمان الدكتور كلاوس بيركهارت إلى الأزمة السياسية التي يعاني منها لبنان، حيث أكد جلالته أهمية إيجاد مخرج لهذه الأزمة، من خلال حل الخلافات عبر الحوار الذي يضع بالاعتبار قيام جميع القوى والتيارات السياسية اللبنانية بتغليب المصالح الوطنية على أية مصالح أخرى، حفاظا على سيادة لبنان ووحدته الوطنية.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، لفت جلالته إلى العلاقات المتينة التي تربط بين الاردن والمانيا والحرص على تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة، مشيرا إلى الزيارة التي سيقوم بها قريبا إلى المانيا ولقائه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي ستركز على العديد من الموضوعات، وفي مقدمتها تعزيز علاقات التعاون الثنائي، وعملية السلام في المنطقة، ودعم المانيا التي تترأس حاليا مجموعة الدول الثماني، لمجموعة الدول الإحدى عشر، التي تضع في سلم أولوياتها النهوض باقتصادياتها وتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة.
من جهته، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، عن تقديره للمساعي المستمرة التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني، على مختلف الصعد، لإحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، مثمنا الجهود التي يبذلها جلالته لإحداث نقلة نوعية في مسيرة الأردن في المجالات كافة.
يشار إلى أن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، التي تعد من أهم اللجان البرلمانية، تعنى بالنظر في السياسيات الخارجية للحكومة الفيدرالية الألمانية، واقتراح السياسات والتوصيات التي توجه السياسية الخارجية لألمانيا، كما يناط بهذه اللجنة، النظر في المسائل الحساسة والجوهرية التي لها علاقة بسياسة المانيا الخارجية.
جلالته يلتقي وفدا اميركيا
الى ذلك التقى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم وفداً اميركياً يضم 40 شخصية من مسؤولين وقادة رأي، استعرض امامهم الجهود الهادفة لإطلاق عملية السلام لا سيما اللقاء الدولي المقرر عقده في مدينة انابوليس بولاية ميرلاند الاميركية قبل نهاية العام الحالي.
وأكد جلالته أهمية أن يؤسس لقاء انابوليس لعملية سلام مستمرة تقود إلى قيام الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والى اتفاق حول قضايا الحل النهائي ضمن جدول زمني محدد.
وحذر جلالته من تبعات فشل اللقاء في إطلاق حوار بناء ينهي حالة التوتر في المنطقة، مشيرا إلى أن على إسرائيل أن تتخذ الإجراءات الكفيلة لبناء وتعزيز الثقة لزيادة دعم الرأي العام للقاء الدولي.
ودعا جلالته إلى دعم السلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني وتقوية المؤسسات الوطنية، مشيداً بدور أعضاء الوفد، وقال "على القادة السياسيين أن يدركوا أن الشعوب هي التي ستدفع ثمن أي فشل للمفاوضات، لذا عليهم الإصغاء إلى رأي الأغلبية التي تريد السلام".
وعبر جلالته خلال اللقاء - الذي حضره مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب ومدير المخابرات العامة الفريق محمد الذهبي - عن تقدير الأردن لالتزام الولايات المتحدة في عملية السلام، وقال أن " دور الولايات المتحدة حيوي ومهم لدفع عملية السلام إلى الإمام".
ورداً على أسئلة الحضور حول أزمة الملف النووي الإيراني، أكد جلالة الملك أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الازمة، وقال أن "لا احد في المنطقة يؤيد حلاً عسكرياً لهذه الازمة لأن هذا الأمر سيشكل كارثة جديدة للمنطقة".
ويضم الوفد الذي يترأسه السفير مارتن انديك ستة من أعضاء الكونغرس ممن يقرون بأهمية عقد اللقاء الدولي للسلام حيث أكدوا سابقا للمسؤولين في واشنطن أن جميع الإطراف المعنية باللقاء تتوفر لديها الأرضية للتوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب إذا ما ادى لقاء انابوليس إلى إعادة الإطراف المعنية إلى مفاوضات سلام جادة.
يشار إلى أن الوفد، الذي يضم قادة من اللجان العربية – الأميركية واليهودية – الأميركية بالإضافة إلى مفكرين سياسيين وباحثين وممثلين عن القطاع الخاص وإعلاميين هم أعضاء في مركز الشرق الأوسط في مؤسسة بروكنغز في واشنطن، قد التقى أمس رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وسيلتقي اليوم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس ومبعوث اللجنة الرباعية للشرق الاوسط توني بلير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد