صحيفة السوسنة الأردنية

الملاعق هي الملاعق، فلا ضير من استخدام ملعقة شاي أو ملعقة مائدة أو ملعقة تحلية في تناول الأدوية، فأحجامها متقاربة، هذا اعتقاد العديد من الآباء، وهو اعتقاد تعوزه الدقة، فليس الأمر سيان، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بسوائل طبية ينبغي تناولها وفقاً للمقادير المحددة في الوصفة الطبية من دون زيادة ولا نقصان، لا سيما إن كان الدواء دواء أطفال.

 وقد أجرى باحثون بحوثاً على ملاعق منزلية مختلفة تستعمل لتناول الأدوية، فوجدوا فروقاً كبيرة بين حجم هذه الملاعق.

أحد هذه البحوث أجري في مدينة أتيكا باليونان، حيث أخذت مجموعة من 25 امرأة ممن يستخدمن ملاعقهن المنزلية لمناولة أطفالهن الأدوية وكان مجموع الملاعق المستخدمة هو 71 ملعقة شاي و49 ملعقة مائدة. ووجد هؤلاء الباحثون أن متوسط مقدار ملاعق الشاي المستخدمة هو 5 ميليلترات، في حين كان متوسط مقدار ملاعق المائدة هو 14.9 ميليلتر.

وتراوحت الطاقة الاستيعابية لملاعق الشاي المستخدمة ما بين 2.5 ميليلتر و 7.3 ميليلتر. أما ملاعق المائدة، فتراوحت طاقتها الاستيعابية ما بين 6.7 ميليلتر و 13.4 ميليلتر. ووجد الباحثون أيضاً أن بعض المنازل والأسر كانت لديها تشكيلات متنوعة من الملاعق مختلفة الأحجام والمقادير.
ولا يضمن تقدير حجم الملعقة الحصول على الحجم المضبوط المرغوب فيه والمحدد في الوصفة الطبية. وقد طلب الباحثون من 5 نساء أن يسكبن إحدى قنينات الأدوية الطبية السائلة في ملعقة شاي يقدر حجمها بـ5 ميليلترات حتى تمتلئ، ووجدوا فروقاً واختلافات في الأحجام على الرغم من ذلك.

ويقول الدكتور ماثيو فالاجاس، مدير معهد ألفا لعلوم الطب الحيوي في أثينا باليونان، “إن الآباء الذين يستخدمون ملاعق منزلية كبيرة لمناولة الأدوية لأبنائهم يعطون أطفالهم ما نسبته 192% جرعات إضافية أكثر من التي يعطيها الآباء الذين يستخدمون ملاعق شاي صغيرة، في حين كان الفرق بين ملاعق المائدة الكبيرة والصغيرة بنسبة 100%، وهذا يزيد من احتمالات حصول الطفل على جرعات زائدة أو أقل من المطلوب”.

وخلصت توصيات الباحثين بعدما وجدوا هذا الاختلاف الكبير في نسب الجرعات الزائدة إلى نصح الآباء باستخدام الحقن الطبية الخاصة بمناولة الدواء بالفم، وذلك باعتبارها الأكثر دقة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يكونون عرضة أكثر من غيرهم لمضاعفات لا تحمد عقباها في حال تناولوا جرعات زائدة.

تجدر الإشارة إلى أن ملعقة الشاي هي الملعقة المستخدمة عادةً في تقديم القهوة والشاي وفي المطابخ المنزلية والمقدر حجمها بـ5 ميليلترات، وهو ما يعادل ثلث حجم ملعقة المائدة التي يبلغ حجمها 15 ميليلتراً.

عن “لوس أنجلوس تايمز”