المجالي يدعو الإسلاميين للمشاركة في الانتخابات النيابية وعدم مقاطعتها

mainThumb

28-07-2010 06:29 AM

دعا رئيس حزب التيار الوطني العين عبد الهادي المجالي، خلال افتتاحه مقر الحزب في الزرقاء، حزب جبهة العمل الإسلامي إلى المشاركة في الانتخابات النيابية، وعدم مقاطعتها.

 

وقال: من هنا، من هذا المنبر المحترم.. وأمام هذا الحضور الكريم.. أُوجه رسالتي إلى حزب جبهة العمل الإسلامي، إلى قياداته وكوادرِه..  وأقول: أن مشاركتكم في الانتخابات النيابية واجب وطني.. فلا تقاطعوها..

 

وأضاف المجالي مخاطبا الإسلاميين: شاركوا في الانتخابات.. كونوا سياسيين يأخذون قرارهم بمعزل عن المناكفات والمماحكات.. أنظروا إلى الأخطار التي تحيط بالوطن.. قدِّروا الصعوبات والتحديات.. أنتُم جزء من نسيجِ البلد، لكم دوركم المقدر.. لا تعزلوا أنفسكم، وتجمدوا طاقَاتكم.. فتخسروا سلطة دستورية ويخسر الوطن جهد فريق من أبنائه.

 

ووسط حشد جماهيري، طالب المجالي بوقف ما تشهدهُ الساحة الوطنية من نقاشات وسجالات واشتباكات سياسية وإعلامية حول قضايا وطنية حساسة وحول ثوابت لا يجب أن تمس.

 

وقال امتدت النقاشات على مساحة الوطن بشكل اختلطَ فيها الغث مع السمين والخطأُ مع الصحيحِ والباطل مع الحقِ، فشوِّهت المواقف وتضاربت الرؤى وتصارعت المصالح.. في مشهد مؤلم صادم، يثير الحزن ويغضب كُل وطني غيور يؤمن بالمنهج الديموقراطي واستحقَاقَاته.

 

وألقى عددا من المتحدثين كلمات تناولت مختلف الشؤون

 

وتاليا كلمة المجالي :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة والأخوات، أبناء الزرقاء الأكارم

الأخوة والأخوات المحترمين، أعضاء حزب التيار الوطني

 

طاب مساؤكم جميعا..

والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وعلى الزرقاءِ، مدينةً أُردنيةً شاهدةً على أخوةٍ صلبة، ما انفصمت عُراها.. مدينةً ضربت أروعَ الأمثلة، في كيف تكونُ جبهتُنا الداخليةُ واعيةً متماسكة، قلبُها نابضٌ بحبِ الوطنِ، والولاءِ الموصولِ للقائد..

 

مدينةَ المعسكراتِ والعسكر.. مصنعا لرجالٍ يلُـفُّونَ وطنَـهُـم بعباءةِ العزةِ والكبرياء.. بذلوا ويبذلونَ أرواحَهم سياجاً وأجسادَهم بروجاً يرقاها إلى المجدِ والعُلا..

 

وأُحييِكُم، أخوةً أعزاء، تحيةَ المُعتزِ أن يكونَ لحزبِ التيارِ الوطنيِ في الزرقاءِ مقرا  وكوادر وأنصارا.. يُؤَلِّفُ بين الأردنيينَ ليكونوا فكراً وعقلاً متنوراً.. يعملونَ مع بعضِهم بعضا.. لا ضدَ بعضَهِم بعضا..

فهو  لكُلِ الوطنيين، يُميزهُم ولا يُميزُ بينَـهُم.. همّهُ أن يكونَ الأردنُ دولةً ديمقراطيةً عصريةً وسيلتُها إصلاحٌ شاملٌ وتنميةٌ سياسيةٌ تُحققُ مشاركةَ الجميعِ في القرارِ الذي يصنعُ مُستقبلَهم..

 

إنَّ حزبَ التيارَ الوطني، حزبٌ للوطن، لا للحُكومات، حزبٌ لا يُساومُ على النظامِ السياسيِ الأردني، ولا يُفرِّطُ فيه، مقتنعٌ تمامَ الاقتناعِ أنهُ عِمَادُ الاستقرارِ والثباتِ والنهوضِ والازدهار.. بهِ لا بغيرهِ نسمو بالوطنِ ليكونَ فوقَ كُلِّ الأوطان.

 

الأخوة والأخوات..

 

الوطنُ يمرُ بظروفٍ حساسةٍ ودقيقةٍ يواجهُ فيها تحدياتٍ سياسيةٍ متشابكة، وصعوباتٍ اقتصاديةٍ متفاقمة، وإشكالاتٍ اجتماعيةٍ جمة، فرضتها تعقيداتٌ سياسيةٌ وأمنيةٌ يرزحُ تحتهَا إقليمٌ يُعاني أيضاً من أزمةٍ ماليةٍ عالميةٍ، ضربت العالمَ الثالث، ونحنُ مِنهُ، بقسوةٍ وبلا رحمة..

 

وكُلُّـهَا ظروفٌ بالغةُ الدقةِ فرضت استحقاقاتٍ وأخطارا وأنشأت أوضاعا أمنيةً غير مُستقرة، جعلت مُستقبلَ المنطقةِ مفتوحاً على كُلِ الاحتمالات..

 

وقدرُ الأردنِّ أن وضَعتْهُ الجغرافيا في قلبِ الأزمات.. يتأثرُ بكُلِ تفاعُلاتِها وضُغوطِها ونتائِجِها.. فرتبت عليه التزاماتٍ تجاهَ نفسهِ وتجاهَ أُمتهِ وقضاياها.

 

نعم، هذهِ حقائقُ لا نبالغُ فيها، تبعثُ على القلق، وتستوجبُ الحذرَ، وتستدعي مراقبةَ مسارِ الأحداث، وتقتضي من كُلِ الأردنيين، بلا استثناء، أن يكونوا صفا واحدا، لا صفوفَ مشتتةً متفرقة..

يُسهمونَ- كلٌ من موقعه- في تقويةِ الوطن.. وتعظيمِ قدرتهِ على مواجهةِ الأنواء، وردِّ العاديات.. يتجاوزونَ تناقُضاتِهِم وصراعاتِهِم.. يُوّجهونَ طاقَاتِهم لحمايةِ الوطنِ ووجوده..

 

الأخوة والأخوات..

من هُنا، من هذا المنبر المحترم.. وأمام هذا الحضور الكريم.. أُوجهُ رسالتي إلى حزبِ جبهةِ العملِ الإسلامي، إلى قياداتِه وكوادرِه..  وأقولُ: أن مُشاركتَكُم في الانتخاباتِ النيابيةِ واجبٌ وطنيٌ.. فلا تُقاطِعوها..

 

شاركوا في الانتخاباتِ.. لا تكونوا سلبيينَ.. كونوا سياسيينَ يأخذونَ قرَارَهُم بمعزلٍ عن المناكفاتِ والمماحكات..

 

أنظروا إلى الأخطارِ التي تُحيطُ بالوطنِ.. قدِّروا الصعوباتِ والتحديات.. أنتُم جزءٌ من نسيجِ البلد، لكُم دوركُم المقدر.. لا تعزلوا أنفُسَكُم، وتُجمِدوا طاقَاتِكُم.. فتخسروا سلطةً دستوريةً ويخسرُ الوطنَ جُهدَ فريقٍ من أبنائه.

 

إننا في حزبِ التيارِ الوطني، نعتقدُ جازمينَ أنَّ مقاطعةَ الانتخاباتِ من أي طرفٍ لا يُمثلُ موقفاً سياسيا إيجابيا، بل سلبيا، وهي أشدُ سلبيةً إذا جاءت من حزبٍ بوزنِ حزبِ جبهةِ العملِ الإسلامي الذي قبل العمل ضمن سقف الدستور وبموجب ما يرتبه من حقوق وواجبات..

 

فالمقاطعة، بفهمِنا، تخلٍّ عن رعايةِ مصالحِ الوطن ومصالح الناس.. وتُتيح وصولَ نوابٍ فرديين للبرلمانِ، فيما الوطن أحوجُ ما يكونُ لنوابٍ سياسيين يعملونَ بشكلٍ جماعيٍ يستندونَ إلى إطارٍ تنظيميٍ برامجيٍ تُحددهُ مُنطلقَاتُهم وتوجهَاتُهم وأفكَارهُم النابعة من الشأن الوطني.

 

والمشاركةُ في الانتخاباتِ ودخولُ البرلمانَ، بفهمِنا أيضاً، هي الطريقُ الدستوريُ والقانونيُ الأفضلُ والأقوى الذي يُمكنُ الأحزابَ والأفرادَ وكلَ مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِ من إحداثِ التغييرِ المنشود.. ونقلِ همومِ الناسِ ورعايةِ مصالحِهِم والدفاعِ عن حُقوقِهِم..

 

وهو السبيلُ إلى التعبيرِ عن وجهاتِ النظرِ مهما اختلفت وتباعدت.. وسبيلُ إيصالِ المواقفِ إلى أعلى المستوياتِ..

هذا هو شأنُ كُلِّ الديمقراطياتِ الحية، وشأنُ كلِّ الأُطُرِ والتنظيماتِ التي رُخِّصت بموجبِ الدستورِ وقبَِِلت أن تعملَ وفقهُ..

وقبِلت مبدأَ الاحتكامِ إلى أسس العمل الديمقراطي بما فيها صناديقِ الاقتراع.. وشأنُ كُلِّ من يؤمنُ بالعملِ الجماعيِ والبرامجيِ ويُقدمُ مصالحَ الوطنِ العليا على مصالحِهِ.

 

الأخوة والأخوات..

إن التنميةَ السياسيةَ والإصلاحَ الشاملَ، لا تُنتِجهُ عصا سحرية، بل بمشاركةِ الجميع وإسهامِهِم في مراكمةِ الإنجازاتِ وتعظيمِها مهما احتاجت من الوقت..

والتغييرُ المنشودُ يكونُ بانتخابِ مجلسٍ نيابيٍ من نوابٍ نوعيين، وكتلٍ وتكتلاتٍ سياسيةٍ وحزبيةٍ تعملُ ضمنَ برامج موضوعية، لا خيالية.

 

وبرأيِنا، فأنَّ المسؤوليةَ تقعُ على الناخبينَ الذينَ عليهِم انتخابُ نوابٍ يؤمنونَ بالعملِ الجماعيِ،  ويملِكُونَ صفاتٍ قياديةٍ وقُدراتٍ سياسيةٍ ووعيٍ بهُمُومِ الوطن.. لديهِم الجرأةُ على ممارسةِ حقهم في التشريعِ والرقابةِ والمساءلةِ والمحاسبة..

نوابٌ يُنافحونَ عن الناسِ ويمنعونَ التجاوزَ عليهِم.. يُعيدونَ الحقوقَ إلى أصحابِها يقفونَ في وجهِ الظلمِ يسعَوْنَ في تحقيقِ العدلِ والمساواة.

 

بذلكَ فقط، نُنتجُ مجلسا نيابيا يعي أنَّ الناسَ أرهقتهَا صعوباتُ العيش، وتجبرت بهم آلياتُ السوقِ وقوى الاحتكار.. وفاقَ غلاءُ الأسعارِ قدرتهَمُ على الاحتمال.. يُعانونَ الفقرَ والبطالة.. ويُعانونَ من ضرائبَ استنزفت دُخولَهُم المستنزفةِ أصلا..

 

فلتكن المرحلةُ المقبلة، وبمساهمةٍ نيابيةٍ جادةٍ ومنتجةٍ، مرحلةَ مراجعةِ السياساتِ الاقتصادية، بعنَاوينِها وتفَاصِيلِها، تشريعَاتِها وأنظمَتِها، بما يُعيدُ توجيهَ الاقتصادِ الوطنيِ لانتشالِ المواطنينَ من ضنكِ العيش، يُخففُ فقرَ الفقير وينهضُ بالطبقةِ الوسطى ليُعيدَ للمجتمعِ توازُنَهُ واستقرارَه..

 

نراجعُ السياسةَ الاقتصادية، لنفهمَ ما حققتهُ التسهيلاتُ للمستثمريِنَ من مردودٍ على الوطنِ، ولنعرفَ لماذا لم ننجح بالصورةِ اللائقةِ في استثمارِ مكانةِ جلالة الملك العالمية، والبناءِ على ما يُنجزهُ في تسويقِ الأردنَ استثماريا..

 

ولنعرفَ مكامنَ الخللِ في السياساتِ الزراعيةِ والصناعيةِ والصحيةِ والتعليمية.. ومكامنَ الخللِ في برامجِ التصحيحِ الاقتصاديِ قاطبة.. وبرامجِ التنميةِ الشاملة..  وسرَ تراجُعِ المساعداتِ والتسهيلاتِ من الحلفاءِ والأصدقاءِ..

ولنعرفَ سرَ كُلِ هذا العنفَ الذي يضربُ في زوايا الوطنِ، يستنزفُ مقدراتِهِ ويُهدرُ طاقاتِه.. 

 

   الأخوة والأخوات..

 

نؤمنُ في حزبِ التيارِ الوطني أن التنميةَ السياسيةَ والإصلاحَ الشاملَ هاجِسُ جلالة الملك، الذي يُريدُ من الانتخاباتِ النيابيةِ المقبلة محطةً استثنائيةً في المسارِ الوطنيِ، بنزاهتِها وخُلوِها من كُلِ عيبٍ أو خللٍ..

 

ونؤمنُ بعزمهِ جعْلَ الأردنِ دولةً ديمقراطيةً عصريةً، دولةَ مؤسساتٍ وقانون.. يُحترمُ فيه الرأيُ والرأيُ الآخر، يُصانُ فيه حقُ التعبير ، يُباحُ فيه النقدَ والاختلاف..

يكرسُ الحوارَ وسيلةً لتقريبِ وجُهاتِ النظر ووسيلةَ التسوياتِ والتفاهماتِ بين المختلفين للالتقاءِ على قواسم مشتركةِ، تبني لا تهدم، تُعظِّمُ ولا تُقزِّم.

 

نؤمنُ بذلك كُله، لأنه ينقلُ الوطنَ إلى فضاءِ الحُريةِ المسؤولةِ الرحب.. من غيرِ وصايةٍ على العقولِ.. لأنه مدخلُنا إلى توفيرِ مناخاتِ الإبداع، وإطلاقِ الطاقاتِ وشحذِ الهممِ، وتحفيزِ التفكيرِ الخلاق، الذي لا يخشىَ التعسُفَ ومُصادرةِ الحريات..  

 

نقولُ ذلكَ ونحنُ نُمعنُ النظرَ في ما تشهدهُ الساحةُ الوطنيةُ من نقاشاتٍ وسجالاتٍ واشتباكاتٍ سياسيةٍ وإعلاميةٍ حول قضايا وطنية حساسة وحول ثوابت لا يجب أن تمس.

 

مناقشات امتدت على مساحةِ الوطن.. اختلطَ فيها الغثُ مع السمينِ والخطأُ مع الصحيحِ والباطلُ مع الحقِ، فشُوِّهتِ المواقفُ وتضاربتِ الرؤى وتصارعتِ المصالح..

في مشهدٍ مؤلمٍ صادم، يُثيرُ الحزنَ ويُغضبُ كُلَ وطنيٍ غيورٍ يُؤمنُ بالمنهجِ الديموقراطيِ واستِحقَاقَاتِه.

 

أيها الأخوة والأخوات..

إننا في التيار الوطني، ومن فهمِنا الدقيقِ والعميقِ لمعنى الديموقراطيةِ، ومن واقعِ أننا لسنا طرفا مع هذا الجانبِ أو ذاكَ، في كثيرٍ من التفاصيلِ والأسلوب، ومن إيمانِنا بضرورةِ تماسُكِ جبهتِنا الوطنية..

نقول أن الجدل يجب أن يتوقف كليا وأن نلتفت إلى حمايةِ الوطن ونقويه في مواجهةِ تعقيدات المنطقة..

 

ونعتقدُ أن البياناتِ التي صدرت والآراءَ التي طُرحِت وتناقضت يمكن أن تخضعَ كُلُها للحوارِ لتُجيبَ على سؤالِ الوحدةِ الوطنية وأُسسِها وثوابِتِها ومقاصِدِها..

من غير ِمواقفَ مسبقة، وبعيدا عن سياسةِ الإقصاءِ وثقافةِ التخوينِ والإساءةِ والتشكيكِ في وطنيةِ أيِ طرفٍ أو الطعنِ في انتمائِهِ.  

 

ونعتقدُ كذلكَ أن تخندُقَ كُلِّ طرفٍ عند رأيِه، والابتعادَ عن الحوارِ البناء، ورفضَ رأيِ الآخرِ وتسفيهِهِ أحيانا، عواملُ من شأنِها أن تُعظمَ الهوةَ وتُوسعَ الفرقةَ وتنخرَ في لحمةِ المجتمعِ وتقسمُهُ بصورةٍ تُزعزعُ استِقرَارَه وتُضعفُ أثرَ تقاليدهِ وقيمهِ وأعرافهِ عليه..

 

ونحنُ نقولُ أن القضايا الوطنيةَ الجدلية، كبُرت أم صغُرت، لا بدَ أن نُخضِعَها للنقاشِ الموضوعي، بأسلوبٍ عاقلٍ وهادئ.. يقودهُ العُقلاءُ والحُكماءُ لا المُوتورينَ والمُتسلقين.. يقودهُ أصحابُ الضمائر ِالحيةِ والأجندةِ الوطنية.. لا أصحابُ الأجنداتِ الخارجيةِ والهوى الشخصي.

 

فبالحوارِ نُقيِّم قضايانا الشائكةَ والمعقدة، نُحددُ المفاصلَ الصلبةَ القويةَ لنُعظمَها، ونرصدُ المفاصلَ الرخوةَ الضعيفةَ لنُعالجَها.. نُبددُ مصادرَ القلقِ وأسبابَه..

 

نُزيلُ المخاوفَ، ونحسمُ المواقفَ تجاهَ كُلِ ما من شأنِهِ بعثَ الريبةِ في النفوس..  ليطمأنَ الجميعُ على حاضرِهِم ومُستقبلِهِم.. ويفهمونَ المعنى الحقيقيَ للوطنيةِ الحقة من غيرِ لبسٍ أو التباس..

 

ونظنُ أن ما ينطبقُ على السجالِ الوطنيِ في بعده السياسي، ينطبقُ على القضايا والمطالب الأخرى من فئات محترمةٌ ومقدرةٌ..

 

ونؤكدُ أن مطالبَ هذه الفئات، لا تُعالَجُ بالتجاهلِِ، أو بشحن الأجواء الوطنية وتوتيرها، وإنما بالحوارِ والحجةِ والمنطقِ الذي يُقربُ وجُهاتِ النظر، ويبحثُ عن المشترك..

ويجمعُ الطرفينِ في منتصفِ الطريقِ، ويعتمدُ نظامَ التدرُجِ والمراحلِ في تلبيةِ المطالب.. لأنَّ ذلكَ الأسلوبَ يُطمئنُ كل فئة على مستقبلهِا وحقوقِها.. ويعطي الحكومةَ وقتَها لتحقيقِ المنجزِ الوطنيِ المنشود..

 

ولا بد من أن نحسمَ أمرا مهما، وهو أن العملَ السياسيَ على الساحةِ الوطنية، له أصولٌ وثقافةٌ واشتراطات، يؤسسُها المسارُ الديموقراطي، طالما اعتبرنا ذلك خيارنا،  والأحزابُ واحدةٌ من تجلياتِ تلك الأصولِ والثقافةِ والاشتراطات..

 

وعليه، فأن أي حراكٍ سياسيٍ يتضمنُ مطالبَ أو مواقفَ سياسيةً كانت أم اقتصاديةً فان مكانَ التعبيرِ الصحيحِ عنها يكونُ ضمن الأُطرِ الحزبية، بالدرجةِ الأساس.. لأنه بغيرِ هذه الطريقِ فإن الساحةَ تكونُ عرضةً للفوضى السياسيةِ التي لا تُنتجُ إلا البغضاءَ والإرباك.

 

وبما أننا نُريدُ دولةً ديمقراطية، بالمعنى الدقيق، فان الهمَ الرئيسيَ يجبُ أن يكونَ في تقويةِ الأحزابِ وتعظمِ دورِها بانتخابِ نوابٍ حزبيينَ سياسيينَ ينشغلونَ بكل قضايا الوطنِ والمواطنِ ضمن سياقٍ مؤسسيٍ محترمٍ له تأثيرُه في المسارِ العامِ للدولة.. ينافحون عن كل ما يُقلق الناس ويُثيرُ مخاوفهم..

 

الأخوة والأخوات ..

لا يُساورنا شكٌ أن الأردنَ وفلسطينَ شقيقان بينهما وحدةُ مصير ٍ وهمٌّ مشتركٌ أساسُهُ أن الأردنَ دولةٌ مستقلةٌ قائمةٌ بذاتها، وفلسطينَ جغرافيا محتلةٌ نريدُها دولةً مستقلةً قائمةً بذاتها أيضا..

قيامُها واستقلالُها مسؤوليةٌ عربية، لا تقبلُ التراخي، أو إدارةَ الظهر، ولا تقبلُ السكوتَ عن تهويدِ مقدساتِها، وتقطيعِ أوصالِها..

 

والمسؤوليةُ العربيةُ تجاهَ فلسطينَ لا تقبلُ السماحَ بمخططاتٍ عبثيةٍ تريدُ إقامةَ دويلةٍ في غزةَ تحكمُهُا حركةُ حماس، يرتهنُ مستقبلُها بمصر، ودويلةٍ في الضفةِ الغربيةِ تحكمُها حركةُ فتح، ويرتهنُ مستقبلَها بالأردن..

 

نريدُ دولةً فلسطينيةً حقيقيةً مترابطةً بحدودٍ معترفٍ بها، حقُ العودةِ إليها مصون، ولا عاصمةَ لها غيرَ القدسِ الشريف.. سيادَتُها كاملةٌ غيرُ منقوصة..

 

والمسؤوليةُ العربيةُ تؤسسُ لفعلِها السياسيِّ بالقولِ للإدارةِ الأميركيةِ ولإسرائيلَ كفى استهتارا بالحقوقِ العربيةِ وكفى استهتارا بشرعيةٍ أمميةٍ جعلتموها مسخرةَ العصر..

 

 وكفى إمساكا برقابِ مؤسساتٍ دوليةٍ تُسَـيِّـرونَها كيفما ترغبون، تعملُ في كلِّ شيءٍ إلاّ  في إعادةِ الحقوقِ إلى أصحابِها، فصارت شريكةً في الجريمة، تُـطْـبِـقُ بظلمِها على حياةِ الشعوبِ المقهورةِ خدمةً لسيدِها المتجبِـرِ بالأوطانِ والبشر.

 

والأردنُ، كما العرب، يـتأثر ُ  بما يواجهُه العراقُ من مستقبلٍ مجهولٍ وغامض، وحاضرٍ لا يبشرُ بخير، الدمارُ والقتلُ في كل مكان، والحياةُ السياسيةُ معطلةٌ بفعلِ طائفيةٍ بغيضةٍ تهتمُ بكلِّ شيءٍ إلاّ أن يكونَ العراقُ آمنا مستقرا..

 

ينشغلُ ساسَـتُـه بالمكاسبِ والمناصب.. والشعبُ يشغَلُـهُ حلمُ العيشِ من غيرِ خوفٍ بعدما ملَّ طرقاتِ المقابرِ والهروبَ من الجوعِ وشبحِ الموت الذي يتربصُ بهم ليلَ نهار.

 

وقلقُنا على مستقبلِ العراقِ ودورِه .. لا يمنعُنا من القلقِ على الجارَيْن، سوريا ولبنان، وكذلكَ مما يمكنُ أن يَنتجَ عن استهدافِ إيرانَ من أيِ مغامرةٍ إسرائيليةٍ شيطانية، إن أقدمت عليها ستنفجرُ المنطقةُ كلُّها..

ولن تكون إسرائيلُ ومصالح راعيتِها بمنأى عن التبعاتِ الجسيمةِ والكارثية.

 

أيها الأخوة والأخوات..

تأسيسا على ما تقدم، نؤكدُ لكم أن حزبَ التيارِ الوطنيِ يعي تماما الاستحقاقاتِ الوطنية، ويدركُ الأخطارَ التي يمرُ بها الإقليم..

وهو أسَّـسَ وعيَه وفهمَه وثوابتَه ومنطلقاتِه ليكونَ حزبا مختلفا عن النمطيةِ الحزبيةِ القائمة.. يُـعَظِّمُ دورَ البرامجِ الواقعيةِ ممكنةِ التطبيق.. ويؤمنُ بالعملِ الجماعيِ المنظمِ القادرِ على الإنجازِ والعطاءِ بلا حدود..

 

أرَدْناه حزبا يجمعُ لا يفرق.. يوحِّدُ ولا يقَسِّم.. يؤمنُ إيمانا مطلقا بالمواطنِ وحقوقِه.. يسعى في رفعةِ شأنِه وتمكينِه من العيشِ الكريم.. طموحاتُـكُم وهمومُـكُم أولويَّـتُنا..

 

فكنتُم وما تفكرون فيهِ وتطمحون إليهِ عصبَ برنامجِ قائمَـتِنا للانتخاباتِ النيابية.. لأننا نريدُ كتلةً نيابيةً قويةً وصَلبة، لا تساومُ على حقوقِكُم.. ملتزمةً بقضايا الوطن، كلِ الوطن..

 

حزبُنا يقفُ خلفُ القائدِ يستمدُ منه العزيمةَ والهمةَ والإصرارَ على النجاح، يستلهمُ من رؤاه وأفكارِه أسبابَ التميز..

 

نؤمنُ به قائدا ورائدا ومعلما.. يسعى لشعبِه يُعطي عُصارةَ جهدِه وعقلهِ ليراه في أحسنِ حال.. يسعى للوطنِ ليكونَ درةً وعزيزا مهابَ الجانب.. ديموقراطيا ينعمُ بالحريةِ وراسخا منيعا.. لا يخشى المتآمرينَ ولا الحاقدين.

 

أيها الأخوة والأخوات.. طبتم مساء.. وطاب مساءُ الوطنِ والقائد..

دمتم.. والسلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد