الحمود : الأردن نموذج إقليمي في محاربة الأمية

mainThumb

09-09-2010 02:29 AM

يحتفل العالم اليوم المصادف الثامن من سبتمبر أيلول باليوم العالمي لمحو الأمية والذي يصادف من جديد فيما يجثم على صدر البشرية وجود ملايين ممن لا يمتلكون قدرات القراءة والكتابة، فيما استطاع غيرهم قراءة التطورات التكنولوجية الحديثة إثر دخولهم العصر التقني.
وخلال هذا اليوم، تطلق منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية اليونسكو شبكة جديدة للمعارف والابتكارات من أجل محو الأمية و تمكين الباحثين والممارسين المهنيين في جميع أنحاء العالم من الاتصال فيما بينهم وتشاطر المعلومات وأفضل الممارسات، وسيتم الإطلاق في مقر اليونسكو حيث سيشهد هذا اليوم تسليم الجوائز الدولية لمحو الأمية.
وقال الدكتور نصير شاهر الحمود سفير النوايا الحسنة المدير الإقليمي لمنظمة "أمسام"  المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة إن العالم لم يتخلص بعد من مقدار الأمية التي لا تزال تتفشى في أرجاء محددة، رابطاً ذلك بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في تلك المناطق والأقاليم.
كما أشار الحمود إلى وجود خلل في سياسات بعض الدول والتي لم تعط التعليم أولوية في برامجها التنموية، لكنه أشاد بالجهود التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية على صعيد التعليم، إذ تعد الأردن ثاني الدول العربية من حيث محدودية انتشار الأمية، رغم التحديات التي تواجه عمّان على صعيد الإمكانات المادية التي تم معالجتها من خلال التأسيس لقاعدة علمية محترمة بالمقارنة مع دول الإقليم.
على أن الحمود نبه لأهمية بذل مزيد من الجهود إزاء مواجهة الأمية في مناطق جيوب الفقر المنتشرة في أرجاء المملكة، إذ أن الواقع الاقتصادي قد يتسبب في إحجام الأهالي عن توفير التعليم لأبنائهم والذين قد يتسربون من مدارسهم من تلقاء أنفسهم لمعاونة ذويهم على مواجهة مصاعب الحياة تلك.
وبالعودة للوراء، وتحديدا منذ إصدار دستور المملكة لعام، فقد بلغت نسبة الأمية حينذاك 88%، لكن السياسات والخطط المتوالية أثمرت نجاحاً في هذا الصدد والتي  حجمت من مقدار الطلبة الذين يتسربون من المدارس قبل امتلاكهم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب.
بيد أن الحمود عاد ليؤكد أن الغرس الذي زرعه جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال المعظم وعنايته من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لا يزال يانعاً إذ تتقدم الأردن على قريناتها في المنطقة على صعيد مواجهة الأمية والتأكيد على فرص التعليم.
وذكّر بأن التوجيهات الملكية السامية المستندة للاستثمار بالإنسان وبناء طاقاته وإطلاق العنان لقدراته، باعتباره المورد الأساس لتقدم البلاد، كانت بمثابة حجر الأساس لصرح شيده أبناء المملكة منذ عقود، إذ يتقد المجتمع معرفة وثقافة وتعليما وهي عناصر حجمت من التحديات الجسام التي يفرضها نقص الموارد الطبيعية.
وتعرض الحمود للجهود المتواصلة من جلالة الملك رانيا العبد الله ومبادراتها الخلاقة الرامية لاحتضان القدرات وتمكينها من الحصول على فرص التعليم والمشاركة في التنمية، إذ أن تلك السياسات مكنت الجيل الجديد من تلافي الصعوبات المادية والتكاليف المالية التي ترافق الحياة التعليمية.
وقال " جلالتها توقد شموع تضيء طريق التعليم والأمل، كما أنها تحرص على الدوام لرفع الروح المعنوية لدى الأميين والفقراء بهدف زيادة قدرتهم الإنتاجية، إذ تتبنى جلالتها خطابا متقدما ذا لغة مفهومة ومحفزة ومعززة".
وأشاد الحمود بتلك المنهجية التي لحقها سياسات تعليمية وتثقيفية لمواجهة الأمية، فقد سجل الأردن انخفاضاً بنسبة الأمية من 7.7% إلى 7.3% بمقارنة العامين الماضيين بواقع 3.5% للذكور، و11.1% للإناث.
كما أثنى الحمود على دور الوزارة في تبني مشروع قضاء بلا أمية الريادي الرامي للقضاء على الأمية بأنواعها المختلفة للأميين من عمر (15) سنة فأكثر من الذكور والإناث على حد سواء  في عدد من القرى، من خلال برامج ترفع المستوى التعليمي العلمي والثقافي والاجتماعي باستخدام أساليب تعليمية متنوعة ومشوقة
ويعد محور التعليم ومحو الأمية من بين ثمان أهداف حددتها أهداف الإنمائية للألفية عقب اتفاق البلدان الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة إلى جانب المنظمات الدولية على تحقيقها بحلول عام 2015، وتنطلق هذه الأهداف من إعلان الأمم المتحدة للألفية الذي تم توقيعه في سبتمبر أيلول 2000 والذي يلزم الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة بمكافحة الفقر والجوع والأمراض والأمية والتمييز ضد المرأة.
وتبعاً لتقديرات وزارة التربية والتعليم الأردنية المتاحة، فقد بلغ عدد مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية التي فتحت في العام الدراسي الماضي 538 مركزاً بواقع 505 مراكز للإناث و33 مركزاً للذكور.
وخلال العام الدراسي المذكور،  التحق بها 6322 دارساً ودارسة، كان منهم 5904 دارسة و418 دارساً، فيما تهيئ وزارة التربية مستلزمات الدراسة بشكل مجاني لتلك الفئة المستهدفة، في إطار سعيها لمعالجة الأمية بمفهومها المعاصر ووفقاً لاحتياجات المتعلم وبما يتواكب مع ظروف الحياة المعاصرة.
ووفقا لتقديرات اليونسكو لعام 2010، فإن الدول العربية تنقسم على أساس نسبة انتشار الأمية بين المرأة والرجل إلى ثلاث فئات كما يلي: الفئة الأولي الأمية المنخفضة، وتنخفض نسبة الأمية في 12 دولة عربية، بالنسبة إلى نسبة الأمية بين الرجال، مقابل عدد 6 دولة عربية من بينها الأردن إضافة إلى  قطر، البحرين، لبنان، الإمارات، الكويت.
مؤشرات عربية ودولية
تفيد إحصاءات دولية بتحسن معدلات مكافحة الأمية في دول الخليج التي احتلت مراكز متقدمة ضمن مجموعة مختارة من الدول العربية. وتقول منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية اليونسكو إن تحسناً ملموساً أصاب نسب محو الأمية لدى الكبار خلال العقد الماضي.
ووفقا لذات الإحصاءات، فإن 860 مليون شخص، لا يزالون من الأميين، وثلثاهم من النساء، حيث يعيش حوالي 70 في المائة من هؤلاء جنوب الصحراء الإفريقية، وجنوب وغرب آسيا، والدول العربية وافريقيا الشمالية.
وتفيد اليونسكو أن الفتيات يمثلن أكثر من نصف عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس البالغ 67.4 مليون في العالم، كما أن ثلثي الأفراد البالغين الأميين البالغ عددهم 796 مليون هم من الإناث.
ومنذ تأسيسها عام 1946، تضطلع اليونسكو بدور رائد على مستوى المساعي العالمية لمحو الأميّة، وتكرّس جهودها لكي يبقى محو الأمية ضمن أولويات جداول الأعمال الوطنية والإقليمية والدولية. لكن محو الأمية للجميع يبقى هدفاً لا يمكن بلوغه في ظل وجود نحو 776 مليون شخص راشد يفتقرون إلى الحد الأدنى من مهارات محو الأميّة.
وفي هذا الإطار، تهدف برامج اليونسكو لمحو الأميّة إلى بناء عالم غير أمّي وتعزيز القرائية للجميع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد