تناسخ الأرواح الفاسدة

mainThumb

23-09-2018 01:57 AM

 في وقت ما من الزمن، عندما كان الانسان بدائيا في تفكيره، وأكثر محدودية في حواسه وخيالاته، ظن ان الحياة التي دبت بشخص في وقت ما ومكان ما ثم غادرته، قد تحل  في   جسد آخر في زمان ومكان مختلف.

 
 وبالرغم من خيالية الفكرة وعدم تحققها على المدى الواسع، حتى يلحظها كل الناس ويقروا بصدقها، بقي بعض البشر يؤمنون بها بناء على روايات فردية يتناقلونها تدعم صحة ما يعتقدون..!! 
 
لكن في الاردن تتحقق هذه الفكرة على نطاق واسع، فقد تسمع في الاخبار أن أحد الفاسدين يقيم في بريطانيا هاربا من العدالة، وقبل أن ينتهي الخبر يأتيك من يؤكد أنه رأى هذا الفاسد مع أسرته في عمان، علما بأن كل وسائل النقل الحديثة لا تستطيع ان تجعله يكون في المكانين المتباعدين في وقت قصير!! فلا يبقى إلا أن فكرة تناسخ الارواح الهندية الأصل تحققت عندنا، غير ان فكرتنا حصلت عليها تطورات.. فهي لا تستدعي موت الجسد الأول لتحل في الجسد الثاني، بل يبقى الأول وتستحدث الروح جسدا آخر!! وتحل في الجسدين في وقت واحد..!  فصارت عندنا تتناسخ الارواح والاجساد وتتنقل من مكان الى آخر، ملغية أسر الزمان والمكان.
 
  وأحيانا يكون جسم الفاسد الأول محبوسا خلف القضبان وروحه وجسده الآخر "يصطهجان" في ناد ليلي، والأدهى من ذلك أن تكون روح الفاسد مقدسة عند الشعب ولا يأتيها الباطل أبدا، وإذا خلا الجسد الاخر وروحه الأخرى بشياطينهم لا تترك موبقة الا واقترفتها، فهو النزيه الظالم، العفيف العاهر، البطل الخائر، الأمين الخائن، والصادق الكذوب، صورتان لا يمكن أن تجتمعا في شخص في الدنيا إلا في العالم العربي المنكوب بالجهل و الجبن والخيانة!!.
 
الإشكال في الموضوع أن من يرى الفساد ويحس به ويحاول الخلاص منه، يتوجه الى الفاسد المستنسخ، ويطلب منه المساعدة، وهذا الفعل لن تجده في أكثر الأفكار تطرفا، ولا في الكوابيس، ولا حتى في أفلام الرعب!! من يريد الخلاص يبدأ برؤية سليمة، وتوجه صحيح، وينطلق من منطلقات واضحة، ولا يخدعه السراب، ولا يستحضر الخيالات التي ليس لها واقع، ولا يحكم عواطفه الراكنة للدعة والخمول، ويتمنى على الله الأماني....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد