الفرقاء اللبنانيون يتفقون على إنهاء الأزمة السياسية

mainThumb

21-05-2008 12:00 AM

اتفق الفرقاء اللبنانيون على انهاء الازمة السياسية بعد خمسة أيام من الحوار الوطني اللبناني في العاصمة القطرية الدوحة برعاية اللجنة الوزارية العربية برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعضوية الاردن والامارات العربية المتحدة والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن.

وتلا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية بنود "اتفاق الدوحة" خلال الجلسة الختامية للحوار اللبناني بحضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وينص الاتفاق على دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني البرلمان للانعقاد خلال 24 ساعة لانتخاب المرشح التوافقي ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيرا توزع 16 وزيرا للاغلبية و11 للمعارضة و3 وزراء للرئيس "يضمن الثلث الضامن للمعارضة.

ونص الاتفاق على تعهد الاطراف اللبنانية الموقعة على الاتفاق بعدم الاستقالة او اعاقة عمل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية . ووافق الفرقاء على احالة البنود الاصلاحية الواردة في اقتراح القانون المحال الى المجلس النيابي اللبناني والذي اعدته اللجنة الوطنية لاعداد قانون الانتخابات برئاسة الوزير فؤاد بطرس لمناقشته ودراسته وفقا للاصول المتبعة .

وتعهدت الاطراف اللبنانية في اتفاق الدوحة بالامتناع عن او العودة الى استخدام السلاح او العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية. ونص الاتفاق على اطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على جميع اراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطنين.

كما تعهدت الاطراف اللبنانية على حظر اللجوء الى استخدام السلاح اوالعنف او الاحتكام اليه فيما قد يطرأ من خلافات ايا كانت هذه الخلافات وتحت اي ظرف كان بما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية القائم على تصميم اللبنانيين على العيش معا في اطار نظام ديمقراطي ، وحصر السلطة الامنية والعسكرية على اللبنانيين بيد الدولة بما يشكل ضمانة لاستمرار صيغة العيش المشترك والسلم الاهلي للبنانيين كافة . وشدد الاتفاق على تطبيق القانون واحترام سيادة الدولة في كافة المناطق اللبنانية بحيث لاتكون هناك مناطق يلوذ اليها الفارون من وجه العدالة احتراما لسيادة القانون وتقديم كل من يرتكب جرائم او مخالفات للقضاء اللبناني .

ونص الاتفاق على استئناف الحوار الوطني اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية فور انتخابه وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وبمشاركة الجامعة العربية وبما يعزز الثقة بين اللبنانيين .

واختتم اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين باعادة تأكيد التزام القيادات السياسية اللبنانية بوقف استخدام لغة التخوين او التحريض السياسي او المذهبي على الفور. وكان الاقتراحان اللذان تقدمت بهما اللجنة الوزارية العربية قد نصا بشأن قانون الانتخابات، على اعتماد أحد أمرين: إما ترحيل هذه المسألة إلى ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية، أو اعتماد قانون عام 1960 مع توزيع النواب في دائرة بيروت المختلف عليها على الشكل التالي: "خمسة مقاعد لبيروت الأولى (أكثرية مسيحية)، وسبعة نواب لبيروت الثانية (شيعة وأرمن وسنة)، وسبعة نواب لبيروت الثالثة (أكثرية سنية)".

وتنفس اللبنانيون الصعداء واستقبلت شوارع بيروت بترحيب كبير الانباء التي وردت من الدوحة عن توصل الاكثرية والمعارضة الى اتفاق يضع حدا لازمة سياسية غير مسبوقة شهدها لبنان منذ اكثر من ثمانية عشر شهرا. في احياء العاصمة اللبنانية، كانت انظار اصحاب المقاهي والمتاجر شاخصة الى التلفزيونات لمتابعة وقائع الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة والتي اعلن خلالها الاتفاق بين الافرقاء المتنازعين.

اما السائقون في سياراتهم فكانوا يستمعون الى كلمات المسؤولين اللبنانيين التي نقلت مباشرة من العاصمة القطرية. واخذ المارة يتبادلون كلمة "مبروك" احتفاء بالاتفاق الذي اعاد رسم الابتسامة على وجوه اللبنانيين.

وقال ابو فادي الذي يبيع اوراق اللوتو في شارع الحمراء لوكالة فرانس برس "منذ اعلان الاتفاق ازدادت المبيعات، علما ان احدا لم يشتر ورقة واحدة خلال اليومين الاخيرين. اليوم، يعتقد الناس ان الاتفاق سيجلب لهم الحظ".

في متجرها لبيع ملابس البحر، لم تخف جوزيان نكد فرحتها وعلقت "انا متفائلة جدا لاننا سنتمكن اخيرا من متابعة حياتنا في شكل طبيعي. بالكاد بعت بعض الاشياء هذا الموسم لان الناس كانوا محتارين، هل سيمضون الصيف على البحر ام تحت القنابل؟".

واضافت "آمل ان يكون ما حصل في الدوحة اتفاقا دائما وليس مجرد هدنة".امام محل لبيع المأكولات السريعة كان الزبائن يتزاحمون على شراء العصير والسندويشات.وقال محمد مرزوق رافعا كوبه من العصير "في صحة السلام ولبنان". ثم بادر الى دعوة مجموعة من العابرين الى تناول فنجان قهوة.وعلق مالك المحل "هذه المشروبات على حسابنا، لن نتفق كل يوم".لكن بعض اللبنانيين لا يزال حذرا وفضل عدم الافراط في التفاؤل.وقال ايلي (85 عاما) "لقد شهدت امورا كثيرة. الوضع يهدأ لفترة ثم تتجدد النزاعات. ربما اكون محظوظا واموت في زمن السلام".وفي وسط بيروت حيث بدأ مناصرو المعارضة رفع اعتصامهم الذي بدأ في كانون الاول/ديسمبر 2006 للمطالبة باسقاط الحكومة، تسمر العديد من المواطنين على جسر قريب او على شرفاتهم لمشاهدة الحدث المنتظر. وقالت لبنانية تقطن في بلجيكا وطلبت عدم ذكر اسمها "جئنا لمشاهدة بلدنا. يبدو انه يعود الى الحياة".

من جهتهم، انهمك موظفو المطاعم التي كانت مغلقة في تنظيف زجاج ابوابها ونوافذها.وقال احدهم "اغلق المطعم منذ 18 شهرا وسنعاود فتحه هذا المساء".وعلق الياس راشد الخمسيني "اخيرا جاء الامل. يبدو ان قادتنا فتحوا اعينهم وشعروا بالمسؤولية حيال شعبهم".اما اليكو عساف فامل "الا يكون الحل موقتا وان يستمر فترة طويلة، فالناس يحتاجون الى العيش بسلام". وفي عمشيت شمال بيروت، البلدة التي يتحدر منها قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي سينتخب رئيسا خلال ايام، سار جمع من المواطنين رافعين صورة عملاقة للرئيس العتيد الذي طال انتظاره. اما في صور (جنوب)، فخرج عصام عبدالله من متجره مصفقا وهاتفا "لقد اتفقوا، لبنان ولد مجددا".واضاف "قفزت من مقعدي فرحا حين اعلنوا الاتفاق"./ وكالات/
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد