حبس الأنفاس لإنتخابات عالمية ومحلية

mainThumb

12-11-2020 06:46 PM

 اشتد اهتمام العالم بأسره وحبست انفاسه في الانتخابات الامريكية، وهو أمر لافت للغاية في الطريقة التي وجه الاعلام أنظار العالم فقط لمن سينتصر في هذه الانتخابات، وضاربا عرض الحائط تغطيات كورونا وغيرها من الاحداث، وتغاضى بالكلية عن تركيز تداولاته وتحليلاته في ما هي مطالب العالم الداخلية والخارجية في ظروف عصفت بالعالم وجعلته بقبضه فيروس صغير. وما دام العالم بأسره يحبس انفاسه لعدة أيام امام التلفاز، فلا بأس، فقد خرج بتعلم على الأقل عن طريقة فرز الاصوات وحساباتها وتحليلات واهية لتعبئة الوقت الطويل الذي مر بانتظار فارغ الصبر النتيجة ستحسم لمن. ولكن هل تساءلنا ان كان اهتمامنا منصبا داخليا وحتى عالميا على مدى مساهمة العالم في الاصلاح، وهل يشعر العالم بالفزعة ام علينا بالفعل ان نهتم اهتماما عظيما بمقتضيات الوقت.

 

وقد يختلف الحال بعض الشىء في انتخاباتنا البرلمانية والتي جاءت باهته وباردة نظرا لظروف كورونا وتداعياتها وفي ظل هذه الظروف لم يشأ للناخب أن يتعرف أكثر على المرشحين، حيث من المفترض انهم سيعملوا جنبًا إلى جنب مع مواطنيهم  في رعاية وتعزيز المواطنة والاتّحاد وترسيخ العدالة الاجتماعية حتى تتحقق اولى مبادىء الثقة المتبادلة من الطرفين. وهل تغاضينا عن ما يحدث في معظم المقار الانتخابية من خروقات للصحة العامة في اجواء تفشي مجتمعي للفيروس ولم نتعرف كيف سيسعون إلى الحفاظ على حقوقهم وحقوق الآخرين، من خلال أيّة وسائل قانونيّة متاحة لهم. وهل هم ملتزمون بالأمانة والصّدق في ما سيقدموه من برامج انتخابية. 
 
ولأشد ما نحتاجه من نوابنا أن نعرف كيف سيساهمون في صياغة السّياسات التي تعالج هموم اجتماعيّة أفرزتها هذه الجائحة، كالحق في الصحة والحياة ونفض ملف الرعاية الصحية برمته، وكيفية توسيع نطاق التّعليم الفاعل لجميع الطلبة بلا استثناء ان كان عن بعد ام وجاهي، والحدّ من انتشار المرض، والقضاء على الغنى الفاحش والفقر المدقع، وغيرها الكثير من الحقوق التي برزت اولوياتها وتحددت بالفعل.
 
اذن، علينا نحن كمواطنين عالميين ومحليين ان نتجنب الوقوع في التورّطات والخصومات التي تلازم عمل الاحزاب السياسية،  كما ينبغي علينا أن نترفّع عن جميع أشكال الاهتمام الحصري بفريق ما والتّحزّب، والمجادلات العقيمة، والحسابات التّافهة، والشّغف العابر لأنها برمّتها تهيج وجه عالم دائم التغيير وتشغل اهتمامه. فالمحصلة النهائية، أننا  نقف موقف المتفرج ونتطلع  لغد نريده أن يكون الأفضل دون أن يكون لدينا الوسائل اللازمة لهذا التغيير. تساؤلات مشروعة تحتاج لاجابات.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد