الملك : الاردن يسير في الاتجاه الصحيح

mainThumb

14-06-2011 02:41 PM

من مؤيد الحباشنة - اكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن مسؤولية الشباب لا تكتمل بدون مشاركتهم الفاعلة في الحياة العامة، وبحيث تكون هذه المشاركة في اتجاهين الأول يكمن في نشر ثقافة العمل التطوعي وخدمة المجتمع في العديد من المجالات، والثاني يتمثل في المشاركة في الأحزاب الوطنية ذات البرامج التنموية العملية والواضحة.
وقال جلالته في كلمة القاها خلال الجلسة الافتتاحية لاعمال ملتقى الشباب 2011 " لنتحاور من أجل الاردن" الذي بدأت فعالياته في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت الثلاثاء ،ان السؤال المطروح والمطلوب من الشباب التفكير فيه هو، ما هي الأحزاب التي يريدها الشباب ؟ هل هي أحزاب رئيسية كبرى تمثل الوسط واليسار واليمين أم أحزاب متعددة وكثيرة، صغيرة ومتوسطة.
واكد جلالة الملك ان الحوار ضرورة وطنية وافضل الوسائل للتفاهم والاتفاق، معتبرا جلالته ان الحوار الحضاري والبناء هو " طريقنا لاحداث التغيير والاصلاح، وان وطننا يسير في الاتجاه الصحيح". وقال جلالته " أننا جمعيا شركاء في تحمل المسؤولية، وهدفنا واحد وهو خدمة وطننا ومستقبله المشرق باذن الله ".
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك : بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الشباب والشابات،
أهلا وسهلا، والله يعطيكم العافية.
سعيد أن أكون معكم اليوم، حتى أسمع منكم، وأشارك معكم في هذا الملتقى.
وأود في البداية أن أشكر المشرفين على الملتقى: الجامعة الأردنية، وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وأعضاء اللجنة التحضيرية، والمؤسسات الخاصة التي ساهمت في التمويل، وكل من ساهم في إنجاح أعمال هذا الملتقى.
لقد تابعت فكرة الملتقى منذ البداية من خلال لقاءاتي مع الشباب في أكثر من مناسبة، وكان الهدف منها إيجاد منبر وطني حر لمجموعات شبابية تمثل مختلف الأفكار والتوجهات حول رؤية الشباب لحاضر الأردن ومستقبله، وقد كنت حريصا على أن يكون في هذا المنبر المعارض والمؤيد، وصاحب الرؤية الخاصة، ومن يسعى للبحث في الثوابت والتحولات.
والحمد لله وبجهودكم ينعقد هذا الملتقى اليوم، فالملتقى ملتقاكم والمبادرة مبادرتكم، ولكم كامل الحرية في اختيار المواضيع والقضايا المطروحة للحوار، والاتفاق على التوصيات وكيفية تنفيذها، فنحن متفقون جميعا على أن الحوار ضرورة وطنية، وهو أفضل الوسائل للتفاهم والاتفاق، وهذا الحوار الحضاري والبنّاء هو طريقنا لإحداث التغيير والإصلاح، وهو دليل على أن وطننا يسير في الاتجاه الصحيح، وعلى أننا جميعا شركاء في تحمل المسؤولية، وأن هدفنا واحد، وهو خدمة مصالح وطننا ومستقبله المشرق بإذن الله.
ومسؤوليتكم كشباب لا تكتمل بدون مشاركتكم الفاعلة في الحياة العامة، وهذه المشاركة يمكن أن تكون في اتجاهين: الاتجاه الأول يكمن في نشر ثقافة العمل التطوعي وخدمة المجتمع في العديد من المجالات، لأنه من خلال هذا العمل، يتعرف الإنسان على الكثير من القضايا والمشاكل والتحديات التي تواجه وطنه في الحاضر والمستقبل، وهذا العمل يثري ثقافته وخبراته، التي تمكنه من المشاركة في الاتجاه الثاني: وهو المشاركة في الأحزاب الوطنية ذات البرامج التنموية العملية والواضحة.
وعند الحديث عن الأحزاب، فإن السؤال المطروح والمطلوب منكم التفكير فيه هو: ما هي الأحزاب التي تريدونها؟ هل تريدون أحزابا رئيسية كبرى تمثل الوسط واليسار واليمين، بحيث تتنافس في المستقبل في الانتخابات النيابية، وتشارك في الحكومات على أساس برامجها ونسبة تمثيلها في مجلس النواب؟ أم تريدون أحزابا متعددة وكثيرة، صغيرة ومتوسطة، مثلما هو موجود عندنا الآن، والتي لم تثبت وجودها حتى الآن، وليس لها قواعد شعبية واسعة؟ والسؤال الثاني: ما هي طبيعة هذه الأحزاب؟ هل تريدون أحزابا تهتم بالسياسة فقط؟ أم تريدون أحزابا ذات برامج خدمية وتنموية، وعندها رؤية واضحة لمعالجة مشاكل الفقر والبطالة، وتحسين الخدمات في المجالات الصحية والتعليمية والمواصلات، وحقوق العمال، وتحسين مستوى دخل الفرد، ومراجعة النظام الضريبي، وتحقيق العدالة في توزيع مكاسب التنمية، وغيرها من المواضيع؟ هذه الأسئلة يجب أن تكون إجاباتها واضحة عند الجميع.
ويجب أن يكون واضحا أيضا أنكم لو بدأتم منذ الآن بتشكيل الأحزاب، فإنكم ستحتاجون ربما إلى سنتين أو ثلاث سنوات حتى تأخذ هذه الأحزاب وضعها، وتكون قادرة على تحقيق مكاسب في الانتخابات النيابية، وبالتالي تنفيذ برامجها على أرض الواقع، بمعنى أنه يجب أن نبدأ من الآن، فليس هناك وقت نضيعه.
هذه مداخلة بسيطة أحببت أن أشارك فيها معكم، وأتمنى عليكم أن تتحاوروا خلال هذين اليومين حول هذه الأسئلة وغيرها، لتخرجوا برؤية واضحة حول كيفية مشاركتكم في الحياة العامة من خلال العمل التطوعي والحزبي، وفي صناعة القرار، وفي وضع البرامج والسياسات التي تخدم حاضر الأردن ومستقبله.
وكونوا متأكدين أن صوتكم مسموع، ورأيكم مهم، ودوركم في بناء الحاضر والمستقبل رئيسي، والوطن بحاجة لهذا الدور.
المستقبل لكم أنتم أيها الشباب، لذلك يجب أن تصنعوا هذا المستقبل، ليس بالمشاركة فقط وإنما بالريادة وقيادة مسيرة الإصلاح والتغيير، وبناء المستقبل المنشود لوطنكم وللأجيال القادمة.
هذه مسؤوليتكم، وكلي ثقة أنكم أهل لهذه المسؤولية.
وبارك الله فيكم، وأتمنى لكم النجاح والتوفيق.
والله يعطيكم العافية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد