دراسة توضح كيفية انقاص وزنك بوقت قياسي

mainThumb

02-09-2021 04:26 PM

السوسنة - كأنَّ البشر استفاقوا فجأة واكتشفوا أن لهم أجساماً تستحق كل العناية والاهتمام، وأن يحافظوا على شبابها وقوتها، ويحموها من الترهل وهم شباب علها تبقى هكذا إلى الأبد. لا شك في أن الحفاظ على الجسم شاباً ومحاولة تخليده حُلم قديم، رافق البشر منذ فجر الحضارات. فكان جلجامش، بطل الأسطورة السومرية، أول من بحث عن أكسير الحياة. كما حنّط الفراعنة أجسامهم ليحفظوا وعاء الروح وأدواتها إلى أن يعود إلى الحياة ذات يوم. أما الحضارة الهندية فكانت تعتقد بالتقمص، أي إن الأرواح تغيِّر أوعيتها إلى ما لا نهاية.
 
أراد الإنسان الحديث تطبيق المقولة الذهبية "العقل السليم في الجسم السليم" حرفياً، حتى صار بالإمكان القول إن الجسم السليم يجعل العقل سليماً، بل تجاوزه إلى مفهوم عصري سائد بين البشر يكاد يقول إن الإنسان هو جسمه، ويبتعد كثيراً عن المفهوم القديم الذي يقول باحتقار الجسم واستعلاء النفس وأولويتها عليه. وبعد تطوُّر فيزياء الكم وتقنيات النانو والتقدُّم الحاصل في علوم الحياة وعلوم الأعصاب، أمكن التعرُّف على الدماغ وعلى كيفية عمله، وهذا ما يمكِّن من فهم الآليات البيوكيميائية التي تحمل انفعالاتنا ورغباتنا وتنقلها، وأنه يمكن التأثير عليها ومعالجتها.
 
ارتبط ظهور الجسم للعيان ببروز الفرد، وشكَّل الإعلان عن حقوق الإنسان، تصريحاً بانتصار حق الفرد بالوجود. وكان ذلك افتتاح الحقبة التي أُعطيت الأولوية فيها للحياة الفردية الخاصة. وهكذا صار الجسم من بين أحد أبرز الاهتمامات العصرية.
 
 
منذ مطلع القرن العشرين، برز عصر جديد بدأت فيه المجلات النسائية تلفت نظر النساء إلى أهمية العناية بمظهرهن الخارجي، وبدأت تُغْني صفحاتها بفقرات جديدة: الرياضة اليومية، وبرز هناك ما بات يعرف بـ "الجسم الرسمي" أو (The official body) كما أطلقت عليه الكاتبة الأمريكية نعومي وولف في كتابها "أسطورة الجمال"
 
كذلك برز همّ تناول الوجبات الخفيفة: المشويات والخضار. ولم يعد امتلاك البطن علامة احترام وثروة، فالدهن الفائض يُتعب الجسم. تعمّم الاهتمام بالجسم، فصار: التزلج والتنس والسباحة والمشي والهرولة، أي الرياضة باختصار، بكل أنواعها، ترجمة لاتخاذ الجسم غاية للنشاط ووسيلته في الوقت نفسه.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد