أردنية تعيش بين السلاحف

mainThumb

29-07-2011 02:38 PM

زهير الطاهات - جميع القصص التي تتحدث عن السلاحف تحمل في مضامينها حكمة هذا المخلوق المسالم ، فمن قصة سباق السلحفاه والارنب المغرور ، والسلحفاه وطير الضب ، والاسد والسلحفاه ، جميعها تتحدث عن الذكاء والصبر الذي تتمتع به السلاحف وتتميز بها .. غير انها تشكل لدى عبير البلبيسي هاجسا وهما كبيرا من حيث ان هذا الكائن له مكانة مهمة في حياتها وجزءا من متعتها وسعادتها ، فيما تستعد لإطلاق تجمع دولي لحمايتها من خطر الانقراض.

وعند عبير - التي أصبحت تعرف بين أصدقائها بفتاة السلاحف - فان دافعها واهتمامها بالسلاحف ونشاطها المستمر لحمايتها يفرضه اهمية هذا الكائن في عملية التوازن البيئي الامر الذي جعلها تفكر بانشاء هيئة وطنية ذات امتداد دولي لحمايتها ، ليس بهدف جلب الحظ أو السعادة او التفاؤل بزيادة الثروة كما يعتقد البعض ، بل بهدف الدفاع عنها في وجه التهديد المستمر لحياة السلاحف،وهو ما يشكل لها قلقا وخوفا من انقراض أنواعها المختلفة في الأردن،ليصبح هذا هاجسا وهما يؤرقها،وتواصل عملها مع المتخصصين والبيئيين لإطلاق تجمع خاص لحماية جميع انواع السلاحف في المملكة من خطر الانقراض.

وتقول بأنها منذ نعومة أظفارها وهي ترعى هذا الكائن الجميل الوديع وتقوم بالعناية به في منزلها حيث كانت تحتفظ في مكتبها بالعمل بعدد من السلاحف البرمائية وفي بيتها تجمع كل انواع السلاحف وتقوم على رعايتها وتربيتها حتى امتلأت باحات منزلها الكائن في عبدون بهذا الكائن الأليف الذي أصبح رفيقا لها لايفارقها.

وتشير إلى أن السلاحف ليست كائنا هامشيا في حياتها بل جزءا اساسيا حيث انها كانت في قلق دائم إذا غادرت منزلها للعمل حتى تعود لتهتم بها وترعاها،وإذا مرضت احداهن يداهمها القلق ويصيبها الخوف الشديد،وتحملها في حضنها الدافىء بحنان إلى أرقى العيادات البيطرية والمختبرات الطبية لتلقى العناية عند أشهر الأطباء،وحين نفقت إحداهن بسبب البرد القارص حزنت كثيرا على فراقها. وتوضح عبير بأنها تسعى مع مجموعة من المهتمين بهذا الكائن من اجل إصدار تشريعات وقوانين رادعة لكل من يتاجر بهذا الكائن أو يهدده بالانقراض والعمل على إطلاق جمعية خاصة لحماية السلاحف التي سترى النور قريبا.

وتمضي بحديثها وهي تزين صدرها بشعار نحاسي لصورة سلحفاة بحرية مؤكدة أن السلاحف أصبحت جزءا لا يتجزأ من تكوينها الروحي والنفسي والوجداني.

ويقول أستاذ البيئة في وزارة الزراعة عضو الجمعية تحت التأسيس لحماية السلاحف الدكتور جعفر الوديان بان السلاحف في الأردن أصبحت مهددة بالانقراض إذا لم يتم إنقاذها والعناية بها بشكل عاجل،والتي تشكل إحدى الكائنات الهامة في التوازن البيئي مطالبا بدعم هذا المشروع الوطني الهام المزمع أقامته لحماية السلاحف.

ويعتبر الوديان السلاحف من الكائنات الهامة في البيئة الأردنية مبينا أن بعض البلدان تأخذها شعارا وطنيا،وعند بعض الأقوام يتناولون لحومها لما تتوفر بها من مواد غذائية علاجية لبعض الإمراض حيث يصل سعر الكيلو غرام إلى 250 دولارا ويستخدمها البعض في عمل الديكورات وفى صناعة شنابر النظارات وهناك من الأهالي من يأكل بيض السلاحف ويستخلص من دهون السلاحف أصناف غالية من الزيوت التي تستخدم فى العطور ومستحضرات التجميل.

وقال انه يوجد في الأردن جميع انواع السلاحف الزراعية والصحراوية والريفية والبرمائية موضحا أن النوع الزراعي منها على شكلين أولهما ذو المربعات المنتظمة مع وجود نقطة سوداء بداخل كل مربع والثانية غير منتظمة الصدفة وتكون الألوان فيها متداخلة وأخرى تسمى الريفي أما الصحراوي الذي يعيش في البادية الأردنية يتميز بصدفة ذات مربعات متساوية ولا يوجد بها أي تداخل بالألوان في حين أن البرمائي يعيش في خليج العقبة ونهر اليرموك.

وبحسب الخبراء فان السلاحف تحب ان تكون البيئة التي تعيش فيها بيئة نظيفة ومن الضروري والمهم جداً ايضا تنويع غذاءها لضمان سلامتها الصحية وابقائها سليمة لمدة طويلة وذلك عن طريق تقديم لها انواع مختلفة اسبوعيا مثل ، ديدان الارض والخضار والفواكه والقواقع المائية والبعوض والاسماك الصغيرة والروبيان المجفف والفيتامينات.

بترا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد