النساء يكسين نيبال باللون الاحمر بينما يصلين لأزواجهن

mainThumb

31-08-2011 08:20 PM

كان اللون الاحمر هو لون ملابس النساء من كافة الاعمار والطوائف والمجتمعات اللاتي احتشدن اليوم الاربعاء في معابد شيفا في نيبال للاحتفال بمهرجان تيج.
وأصبحت الشوارع بحار حمراء اللون ، الاحمر لون الحظ الجيد ، بعدما ارتدت النساء الساري الاحمر وخلاخيل حمراء وعقود من الخرز الاحمر ووضعوا على جباههن نقاطا حمراء بينما ترددن على المعابد.

وتعود جذور مهرجان تيج الى الاساطير الهندوسية حيث تقول الكتب المقدسة الهندوسية إن الإلهة بارفاتي بدأت إضرابا عن الطعام مطالبة بأن يسمح لها بالزواج من شيفا الرجل الذي أحبته. وسريعا ما انضم اليها صديقاتها في الاضراب بمطالب مماثلة ليعرفن باسم "هادتاليكا" أو الفتيات المحتجات. وانصاع في النهاية والد بارفاتي هيمالايا، ، لمطالب بناته التسع وعاشت بارفاتي حياة سعيدة مع شيفا. وتحتفل النسوة الهندوسيات كل عام بهذه المناسبة حسب التقويم النيبالي حيث يذهبن بلا طعام أو شراب لمدة 24 ساعة ويصلين من أجل حياة طويلة مزدهرة لأزواجهن. أما غير المتزوجات تصمن ويتمنين الافضل للرجال اللائي يردن الزواج منهم.
وقامت الشرطية كمالا لاما ، التي صامت أيضا اليوم الاربعاء بينما تقوم بواجبها منذ منتصف الليل ، بحراسة المتعبدات اللاتي بدأت في الاصطفاف أمام معبد باشوباتيناث في وقت مبكر من صباح اليوم.
وقالت "فقط بعد منتصف الليل ، تستحم النساء ويبدأن في الاصطفاف خارج المعبد أملا في أن تكون من بين أول من يدخل المعبد عند فتح البوابات في الصباح". يشار الى أن معبد باشوباتيناث ، وهو من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ، يعد من بين أكبر المعابد في نيبال. ويستقبل أعدادا كبيرة من الهنود والنيباليين على مدار العام وقد ازدحم بالمتعبدات اليوم الاربعاء.
وقال أوميش خيكل من صندوق تنمية منطقة باشوباتي إنه جرى تعبئة ثلاثة أفراد أمن وألفي متطوع لتنظيم توافد 400 ألف زائر متوقع للمعبد.
وبعدما كان الاحتفال بمهرجان تيج قاصرا على النساء الهندوسيات في الماضي ، شهدت نيبال اتجاها متزايدا لمشاركة غير الهندوسيات في الاحتفالات.
وقالت المتعبدة كامالا ثابا "لقد أصبح مهرجان تيج فرصة تتبادل خلالها التحية ويرقصن ويغنين ويمضين الوقت مع أخواتهن ، وليس مجرد مناسبة دينية". ويعد الغناء والرقص جزءا رئيسيا من الاحتفالات. في الماضي كانت الأغاني تعكس معاناة المرأة من سوء معاملة الحموات ، أو ضد النظام الأبوي ، ولكن بعدما أصبحت المرأة أكثر استقلالا بدأت مواضيع الأغنيات تتغير الى المواضيع السياسية أو حتى تلك ذات الدلالات الجنسية. وبعدما ألهمتها حماسة صديقاتها النيباليات لأن تصوم لمدة 24 ساعة وتقضي اليوم في الرقص داخل المعبد ، انضمت الامريكية تشاليس سانتوريلي ( 30 عاما) الى الاحتفالات. وقالت وهي ترتدي ساريا أحمر وتضع علامة حمراء على جبينها وقلادة من الخرز الزجاجي برقبتها ، إنها كانت تصلي من اجل صديقها.

وقالت "لا انتمي لأي دين.. ولكن تيج يبدو أشبه بوقت للاحتفال بثقافة الأنوثة والاتصال بالعائلة والصلاة من أجل الرجل الذي أحب ، وأعتقد أن هذا رائع". ويعتبر صيام تيج أصعب أنواع الصيام التي تمارسها المرأة النيبالية. وتقيم الشرطة مخيمات للرعاية الصحية في المعبد خلال المهرجان لعلاج النسوة اللاتي يفقدن الوعي بسبب الارهاق والجوع والحرارة ، وأحيانا الخوف من الأماكن المغلقة. ومع ذلك ، تتوافد الفتيات من طالبات المدارس الصغيرات وحتى من بلغن الثمانين من العمر واللاتي ينتمين الى مختلف الجماعات الدينية والطائفية على معبد باشوباتيناث. وعلى الرغم من انتقادات المدافعات عن حقوق المرأة اللاتي قلن إن المهرجان يعززالقيم الأبوية ، فقد اكتسب شعبية في السنوات الأخيرة. وقال تيرثا كويرالا ، رئيس الأخبار والشئون الراهنة في تليفزيون كانتيبور " ساهم نمو وسائل الإعلام في زيادة شعبية المهرجان.. بينما كان المهرجان احتفالا دينيا صارما في الماضي ، أصبح حاليا مناسبة تجارية وينظر اليه على أنه مناسبة اجتماعية تستمتع فيها المرأة بوقتها".
د ب أ


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد