صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - يشهد حجاج بيت الله الحرام غدا 9/ 12/ 1443، أمرا عظيما لا يتكرر إلا كل تسع أو عشر سنوات حسب الترتيب السنوي البسيط والكبيس، وهو اقتران يوم الحج الأكبر: يوم عرفة بيوم الجمعة، أعظم أيام المسلمين.

واذا صادف يوم عرفة، يوم الجمعة، صادف عيد مع عيد، وصادف حجة النبي ﷺ، وهذا فيه فضل عظيم، ويجتمع للحجاج فضلان، واجتمع للحجاج موافقة حجة النبي ﷺ.، ولكن موافقة يوم عرفة ليوم الجمعة ليس له خصوصية في مضاعفة أجر الحاج عن حجته إذا لم يجهد الإنسان نفسه في هذه العبادة ويؤيدها بحسب ما كلف بها، ولهذا فإن الإثابة على الحجة أمرها موكول إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي يجزي على الأعمال لمن يشاء وهو الذي يضاعف الأجر لمن يشاء.

قال تعالى في سورة البروج: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} وبمشيئة الله سيجتمع الشاهد والمشهود في يوم واحد يوم الجمعة يوم عرفة، واختلف المفسرون حول الشاهد والمشهود، فاليوم الموعود هو يوم القيامة و"شاهد" يقصد به يوم الجمعة، وما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة، ومشهود هو يوم عرفة.

ودعاء يوم عرفة خير الدعاء، وأعجله إجابة؛ فعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي ﷺ قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قُلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" رواه الترمذي وحسَّنه الألباني.