مونديال قطر يخنق الكيان ويعزله
لم يكن يدور في خلد الكيان الصهيوني خلال السنوات الأربع الماضية التي تلت فوز قطر باستضافة مباريات كأس العالم في دورة 2022، أن المونديال سيكون لعنةً عليه ووبالاً على مستوطنيهم، وأنهم سيعانون فيه وسيعزلون، وسيكونون فيه غرباء وحيدين، وضيوف منبوذين ومقاطعين، بل مكروهين فلا يقترب منهم أو يرحب بهم أحد، ولا يفرح باستضافتهم أو الاستفادة من أموالهم أحد، وتتبرأ منهم الشعوب العربية وتنفر، ويرفض أبناؤها التعامل معهم أو الاقتراب منهم، ويعرضون صفحاً عن لقائهم، وقد كانوا يظنون أن المونديال في قطر سيكون لهم فرصةً للاختلاط بالمواطنين العرب والتعامل معهم، وسيستغلونه في كسر حواجز الرفض النفسي والعداء معهم، وسيتيح لهم الفرصة للتواصل المباشر مع المواطن العربي.
لكن الحقيقة كانت عكس ذلك وأسوأ، فقد شعر الإسرائيليون بحجم الهوة بين الواقع الرسمي العربي والحقيقة الشعبية العربية، وبين القشرة الخارجية والمجاملات الرسمية وبين القلب الحقيقي والمواقف الصريحة، فقد وجدوا أن الأنظمة الرسمية العربية في وادٍ وشعوبها في وادٍ آخر، فهي تخطط لنفسها بعيداً عن شعوبها، وتعمل لمصالحها ولا تلفت إلى إرادة شعوبها، التي لا تصغي لها ولا تسمع، ولا تطيعها ولا تتبع، ولا تؤمن بسياستها ولا تخضع، وتصر بعالي الصوت وصريح العبارة أن الكيان الصيهوني عدوٌ للأمة العربية والإسلامية، وأنه لا مكان له بيننا ولا وجود له أصلاً في أرضنا، وأنه يجب أن يطرد منها ويستأصل من جذورها، ويشطب من خارطتها ولا يعود له اسمٌ فيها، بينما فلسطين هي الأصل، وهي التي يجب أن تعود وتسود، وأن تبقى وتعيش.
شعر الإسرائيليون بالإحباط وذاقوا مرارة العزلة والحصار، وتجرعوا الإهانات المقصودة والشتائم المباشرة والتوبيخات القاسية، وأدركوا أن الموقف العربي الحقيقي هو ذلك الذي ترسمه الشعوب وتعبر عنه كلماتها، التي ترفض وجودهم وتصر على قتالهم حتى زوالهم، وأنها لا تخشاهم ولا تخاف من قوتهم، وأن اليقين لديها بالنصر ثابتٌ لا يضعف، وراسخٌ لا يتزعزع، وأنهم يصرون على مقاومتهم، ويرفضون الاعتراف بهم والتطبيع معهم، ويشعرون بعار التعامل معهم والاحتلاط فيهم.
أخذ الإسرائيليون الذين صفعتهم كلمات العرب في شوارع الدوحة، وقد أدركوا صلابة الموقف الشعبي وعمق العداء القومي والديني، يتوارون عن الأنظار، ويخفون معالمهم وينكرون حقيقتهم، ولا يكشفون عن هويتهم، ويظهرون بجنسيةٍ غير جنسيتهم، ويتحدثون لغةً غير لغتهم، ويزيلون كل العلامات الفارقة الدالة عليهم وعلى وسائلهم الإعلامية، وحاروا في البحث عن سياراتٍ تقلقهم، ومطاعم تستقبلهم، ومرشدين يرشدونهم، ومعاونين يساعدونهم في التصوير وإجراء المقابلات، وقد انتابهم الخوف على أنفسهم ومصالحهم، ودخل الروع إلى قلوبهم على كيانهم ومستقبلهم.
يتغابى الكيان الصهيوني أم يظن أن الشعوب العربية غبية، أو كما يقول المثل العربي "ضربني وبكى وسبقني واشتكى، إذ في الوقت الذي يمنع فيه وسائل الإعلام الدولية والفلسطينية من نقل صور عدوانه ووحشية ممارساته ضد الفلسطينيين، ويطلق النار على الصحافيين والطواقم الإعلامية، ويقتل بعضهم ويصيب آخرين بجراحٍ ويصادر كاميراتهم ومعداتهم، فإنه يطالب قطر والفيفا بضمان حرية الإعلام الإسرائيلية، والسماح للصحافة الإسرائيلية بتغطية فعاليات المونديال وتسهيل عملهم ووضع العراقيل أمامهم، وتيسير استضافة المشاركين عرباً وأجانب ومحاورتهم، وعدم ممارسة التمييز العنصري ضدهم.
أما الأمن القومي الإسرائيلي فقد اجتمع أعضاؤه على عجلٍ، وتدارسوا ما يتعرض له مستوطنوهم في قطر، فأبدوا استياءهم الشديد مما يحدث، وعبروا عن إحباطهم وخيبة أملهم، وقرروا تقديم شكوى إلى الفيفا ضد الممارسات التي يتعرض لها جمهورهم، والتضييق الذي يمارس عليهم، وكذلك أمروا بعثتهم المؤقتة في الدوحة، برفع شكوى عاجلة إلى وزارة الخارجية القطرية، ضد الممارسات العنصرية وسياسات التمييز الذي يتعرضون لها خلال مباريات المونديال.
لم يخفِ رئيس حكومتهم المنصرف يائير لابيد الذي رعت حكومته التفاهمات الأخيرة مع حكومة قطر، ورئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو الذي يتطلع إلى المزيد من التطبيع والاعتراف العربي، مخاوفهم من سراب الاتفاقيات ووهم الزيارات وشحوب الابتسامات، فلا شيء يبشر بالأمن لهم، ولا يوجد ما يطمئنهم على مستقبلهم ومصالح كيانهم، ونسوا أنهم سبب الكره ومبرر العداء.
عجيبٌ أمر هذا الكيان الصهيوني وقادته، يقتلون الشعب الفلسطيني ويحتلون أرضه، ويمارسون البطش والإرهاب المستمر ضده، ويعتدون على حرماته ومقدساته، وينتهكون حرمة المسجد الأقصى ويدنسون ساحاته، ويطلقون العنان لقطعان مستوطنيهم يجوسون كالثيران خلال المدن والبلدات العربية، يخربون ويدمرون ويقتلون ويعتقلون، ثم يريدون من الشعوب العربية أن تسكت على جرائمه، وأن تغض الطرف عن ممارساته، وأن تغفر له وتسامحه على كل ما ارتكب في حق الشعب الفلسطيني، وأن تبش له وتضحك، وأن ترحب به وتقبل، وأن تصدقه فيما يقول، وأن تقبل تبريراته وتتفهم دوافعه وحاجاته، وألا تصغي إلى الرواية الفلسطينية وتصدقها، وألا تؤمن بما تراه عيونها أو تسمعه آذانها.
نواب يهاجمون موازنة 2026: غلاء المعيشة وتراجع الدخل في صدارة الانتقادات
ارتفاع قياسي في الطلب على أسطوانات الغاز مع اشتداد المنخفض الجوي
ترامب: أوروبا تمضي في اتجاهات لا تُحمد عقباها
زيلينسكي: لا يجوز لنا التنازل عن أراض لروسيا
السفير البريطاني في عمان وأبو حلتم يبحثان سبل تعزيز الاستثمار والتعاون
استبعاد توني بلير من مجلس السلام الخاص بغزة
السيارات الكهربائية .. تحديات تعرقل انتشارها رغم الإقبال الكبير
انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية ونفط تكساس
النمرات يفوز باكتساح في انتخابات جمعية الدارسين بالروسية
إصابة 10 من عائلة واحدة بتدهور مركبة على طريق الرمثا بشرى
دعوات لتوفير بدائل اقتصادية للفتيات المعرضات للزواج المبكر
مصر .. فرد أمن يلقى مصرعه على يد زميله بسبب خلاف شخصي
منخفض جوي يؤثر على المملكة نهاية الأسبوع وأمطار غزيرة متوقعة
اتفاقية بين السعودية وقطر لتنفيذ مشروع قطار كهربائي سريع يربط بينهما
وزارة البيئة تعلن عن حاجتها لتعيين موظفين .. التفاصيل
وظائف حكومية ومدعوون للمقابلة .. الأسماء والتفاصيل
أوبن إيه آي تعتزم إدخال تحسينات على تشات جي بي تي
مديرية الأمن العام تطلق خدمة التدقيق الأمني للمركبات
الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية
قفزة كبيرة بأسعار الذهب في الأردن
قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على بابنوسة بغرب كردفان
الغذاء والدواء تحتفظ بحقها القانوني تجاه هؤلاء
تخريج الفوج الثامن من معسكر نشامى السايبر



