الظلم الوخيم

mainThumb

18-12-2022 02:26 AM

في أواخر أيام "رجل أوروبا المريض" تفشى السلب والنهب في ربوع بلاد الشام وفي يوم ربيعي دافئ مر شخص بمضارب عرب في الاغوار ممتطيا مهرة في عامها الثاني كستنائية اللون محجلة
شاهد المهرة كثير من الشباب الا ان مناحي أصر على ان يشتري المهرة فدفع ثمنها غاليا ذهبا
و في يوم أراد مناحي ان يجرب ان يقطع مسافة طويلة على مهرته كي يجربها في السفر.... قطع حوالي ثلاثين ميلا بعيدا عن ديرته ومنازل قومه، وساقه حظه ان يمر في ديرة لا ترحب بالعصافير ان تمر فيها لكنه كان يشعر بالجوع فقصد حيا مساكنه من الطين وحوله بيوت شعر ،وما ان دحل الحي المنعزل عن الدنيا حتى أحاطه عدد كبير من الناس يحملون البنادق والعصي واقتادوه الى شيخ الحي! استجار مناحي بالشيخ الذي قال له :" من قلة السلامة ! انت لص وهذه مهرتي التي تركبها " ! اقسم مناحي انه قد اشترى تلك المهرة من عابر سبيل ! لكن الشيخ لم يصدقه وامر بعض الخدم عنده ان يحبسوه في خشة في طرف بستان الشيخ !
وبعد الظهر : حمل الشيخ خيزرانة وانطلق والشرر يتطاير من عينيه ! توسلت اليه زوجته ان لا يعذب ذاك المسكين وان يطلق صراحه لكنه اسرع نحو محبس مناحي ، فدخل الخشة واحكم اغلاق بابها بالمفتاح كان مناحي يغط في النوم فركله الشيخ بقدمه صارخا انهض ، نهض مناحي مذعورا لكنه انقض على الشيخ وخلّص الخيزرانة من يد الشيخ وانهال عليه بالضرب!
هرع خدم الشيخ وتجمهروا عند الباب يستمعون الى صراخ لكنهم كانوا يقولون :" ذبحه ... ذبحه لعين الوالدين ... هرا جلده" كانا يطنون ان شيخهم هو الجلاد لا المجلود ،واصل مناحي جلد الشيخ حتى طاح ارضا كأنه جثة هامدة ... توقف مناحي عن الضرب وفكر قليلا : فان بقي في الخشة فسوف يلقى ثبورا وتعذيبا شديدا من قوم الشيخ ... سمع حشد من الناس يتهامسون عند الباب لكنه نظر من شقوق النافذة الخلفية للخشة فلم ير أحدا : فما كان منه الا ان خلع خشب النافذة وقفز من النافذة واختفى بين الأشجار راكضا الى ان وصل نهاية المزرعة حيث كانت فرس الشيخ مربوطة فامتطاها وولى هاربا الى ديرته.
افاق الشيخ من ألمه واخذ يصرخ يا ناس اخلعوا الباب ، فخلع الباب ودخل الناس ليجدوا شيخهم قد نال منه مناحي نيلا انساه اللبن الذي رضعه من ثدي امه!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد