التشكيلية اسمهان جاد الله: بيئة عجلون ملهمة

فنون

التشكيلية اسمهان جاد الله: بيئة عجلون ملهمة

25-12-2022 02:29 PM

السوسنة - ابتهال ذكر الله- تنتمي إلى المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي- الرسم لتجسد وتنقل الواقع، وخبرات وتراث الإنسان كما هو، ريشتها تنمو وتزهر مع فصل الربيع لتمد الفن التشكيلي بالمزيد من اللوحات الفنية، الفنانة التشكيلية اسمهان جاد الله من محافظة عجلون، التقيناها في هذه الدردشة الأدبية.

الطفولة

قالت في الطفولة كان يتولد لها شعور الرغبة في رسم أي شيء تراه، ثم في مرحلة المراهقة اتجهت لرسم الفساتين والشخصيات، ولكن لم تتبلور هذه الموهبة حتى عُمر 18-21 سنة عندما خطّت ريشتها بالمناظر الطبيعية وبدأت الرسم بالفحم وتقدمت للرسم بالأكريليك.

الوظيفة

وانطلقت موهبتها بشكل حقيقي مع بداية عملها في وزارة التربية والتعليم كمعلمة للغة الإنجليزية من خلال مشاركتها بالمعارض الفنية السنوية التي كانت تُقام للمعلم الفنان، كذلك من خلال تنظيمها لمعارض فنية للوزارة ما أتاح لها التعرف على الأوساط الفنية، وبعدها انضمت لرابطة الفنانين التشكيلين الأردنيين.

فنانون

وأكملت أن معرفتها لمجموعة من الفنانين التشكيلين الأردنيين مثل محمود أسعد ونعمت الناصر ساهمت في تصوير الطريق لها ودعمها، في حين أنها تأثرت بأعمال الفنان محمود أسعد باعتباره مدرستها في الفن بسبب كثرة توجهه لها رغم قلة اللقاء، حيث كانت تتواصل معه عبر الهاتف وترسل له لوحاتها حتى يدلي برأيه.

وأشارت إلى أنها لم تتلقى أي دورة تدريبية في الرسم واعتمدت على شبكة الأنترنت للتعلم وحل أي مشكلة تواجهها أثناء الرسم، وأحيانًا كانت بمجرد النظر للوحة تعرف الخطأ بالسليقة وتبدأ بمعالجته، وفي أحيانًا أخرى تتوجه لاستشارة أهل الخبرة.

ومن جانب أخر قالت جاد الله كانت لها فرصة بتقديم المعلومة فدربت الطلاب المبتدئين في المدارس على الرسم أي على كيفية تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية من خلال الألوان والتعبير بالريشة، بالتعاون مع نادي المعلمين ومديرية ثقافة عجلون.

ووصفت الرسم بالملجأ الذي تعبر به عن ما بداخلها بأسلوب حضاري بعيدًا عن العصبية والألفاظ النابية مما يترك أثر إيجابي في حياتها، وحاجتها له تكون بعد النوم الطويل وفي الليل مع الهدوء لأن الفنون جنون ويحتاج جو معين لتعبر عن مكنوناتها "وأنا بحكي معك ماسكة الريشة وبرسم، والرسم هو أعطاني جو مناسب حتى أحكي معك عنه".

وعبرت عن روعة الرسم التي تتمثل في التفكير بفكرة اللوحة وتجهيز الألوان ووضعها على (الباليت) وتحركها حتى أول خط ترسمه وهذا كله يبعث الراحة في نفسها، كما أن الرسم هو خروج من واقع للدخول بواقع افتراضي خاص بالفنان التشكيلي.

ورأت أن أكثر ما تحب رسمه هو المرأة لأنها إنسان مجبول بجميع أنواع المشاعر والأحاسيس وعادة تكون قوية بإخفاء الكثير من مشاعر الحزن، والفرح، والظلم، والقهر، وكذلك الخيل لأنها ترى علاقة كبيرة بينه وبين المرأة، وفي جميع اللوحات كل شخص يراهما بطريقة مختلفة ويفسرهما حسب تجاربه الخاصة.

وذكرت موقف مؤثرًا دليلًا على أن رسوماتها تصل للأشخاص من منظورهم الخاص وعلى أن الفن له لغة واحدة ومقروءة، فما حدث أن دكتورة أمريكية أتت لزيارتها ولرؤية لوحاتها، فعندما وقفت أمام إحدى اللوحات راحت تبكي كأن اللوحة تكلمت ووصلت لها دون أن يكن هناك أي نوع من الكتابة ودون شرح.

بيئة عجلون

ومدحت البيئة العجلونية الخضراء التي تلهمها في فصل الربيع والصيف لتنتج أعمال بغزارة، وكشكر لهذه البيئة نظمت معرض فني في عجلون عام 2018 باسم (أهلاً نيسان)، وأسست ملتقى عجلون للفنون التشكيلية عام 2016 وهو عبارة عن ورشة يتناول بها الفنانون المشهد الطبيعي للمحافظة وقلعتها الشهيرة.

شهادات التقدير

وحصلت على العديد من شهادات التقدير من خلال مشاركتها في الكثير من المعارض الفنية على المستوى المحلي منها معرض الفنانين العرب التشكيلي الأول/ اربد عام 2015، معرض قصر السلطان/ عمان، معرض عجلون العباءة الخضراء السنوي، ومعرض حدائق الحسين/ اربد لدعم أطفال التوحد، ومعرض ربيع الفن التشكيلي/ قصر الثقافة عمان، وغيرها.

وشاركت في معرض على المستوى العربي في السعودية، وعلى المستوى العالمي (معارض إلكترونية) ومرة في أمريكا أثناء إقامتها هناك لتلقي دورة تدريبية، كما حازت على الجوائز ولكن أشارت أنها لا تنظر للجوائز المادية وأن جائزتها الوحيدة هي إيصال رسالة هادفة من خلال الرسم، والوصول إلى قلوب الناس والثناء على أعمالها.

رسالة

ووجهت رسالة للمبتدئين في الرسم أن الفن لغة تكتب وترسم بالريشة وحصيلة ممارسات اجتماعية ومحادثات وعلاقات لذلك نحتاج دائمًا أن نمارس هذه الهواية ونتعلم من الآخرين، وليس خطأ أن نقلد بالبداية لوحات لفنانين أخرين مع الإشارة لذلك حتى نتعلم ونستفيد من خبراتهم ونستقل بعدها بأسلوبنا الخاص.