مآلاتٌ تخرقُ أفق التّوقع ..
أنطلقُ دائمًا في التّفكير من سؤالِ المَآلات...: كيفَ وصَلْنا إلى هنا؟. ربما، فإنّنا كجيلٍ فلسطينيّ جديد إجمالًا، تربطنا بالماضي علاقةُ (مُشافهة) في أغلب الأحوال، إنْ صحّ التّوصيف؛ فقد تعرّفنا إليه عبر بعضِ المجلّات مثل فلسطين الثّورة، وبعض قصاصات الجرائد في (متاحِف الفُرجَة الوطنيّة)، وبالضّرورة عبر الأعمال المكتوبة سواء أكانت أدبيّة أم تاريخيّة/ توثيقيّة، وعبرَ الأغاني والأرشيف الصّوتي والمرئيّ أحيانًا.
ذلكَ الماضي الذي لم نعِشْ تفاصيلَهُ في غالبيّتها، أقصدُ الماضي "المشرِّف" لنا كقضيّة تحرّر وطنيّ، أصبحَ محلَّ شكٍّ وريبة؛ ذاكَ أنّ ماضٍ كالذي في الدّفاتر والصّدور والخواطِر لا يمكِنُ أنْ يفرِزَ حاضرًا مثلَ هذا. لقد صعدنا عبر نصوصٍ طويلة وقصائدٌ كأنّها المُعلّقاتُ.. إلى قلعةٍ شقيف، ورأينا كيفَ التحمَ الدّم بالتّراب، وشممنا رائحة البارود في الكرامة ومخيم جنين، وأثر الحجرِ في يد الطفل الفلسطينيّ في الانتفاضة الأولى، وأيضًا في كلّ مرة يخترقُ الاحتلالُ قدسيّة الأرض، وحفظنا وجوهَ الشّهداء وملامِحَهم، وعبَرْنا من بيروت إلى المنافي، وحفظنا أزقة المخيّمات ومعسكرات التّدريب، وتواريخ المجازِرِ.. والمعارِكِ والبطولاتِ... وظللنا نعيشُ على (حطبِ) ذلك الماضي، نستذكر الشّهداءَ ونخشع، مؤمنينَ أنّ طينة الفلسطينيّ عنيدةٌ صلبةٌ قويةٌ ليستْ كأيّ بشرٍ في الدّنيا، وأنّنا لا نهزَمُ ولا نكِلُّ، حتّى اصطدمنا بالحاضِر. عندئذٍ أدركنا أنّ ثمة احتمالينِ لا ثالثَ لهما، فإمّا أنّنا بالغنا، وأنّ "أخطاء الضّحية" التي لم تُنقل إلينا كاملةً كانتْ "خطايا فادِحة"، وإمّا أنّ ثمة تحوّلاتٍ لم تقتصر على التّوجه والطريقة والإطار فقط، بل طالت لُبّ التكوينِ الفلسطينيّ، أقصدُ أنّ شيئًا مبدئيًا تغيّر، وشيئًا معنويًا داخليًا ماتَ أو قُتِلَ، مرّة واحدة... أو على مراحل (...) ..رُبما يكونُ هو شعور الفلسطينيّ بفلسطينيّته وأحقيّته وقوّته النابعة من حقّه وعزّته وأنفته وكبريائه، الذي استبدَلَتْه السياسة، التي ظلّت تنزل درجات السّلم، وتظنّ بـ(فقهِ الموقِفِ) خيرًا وتمدّ يدها للقطعِ وأرضها للسّلب، بشعورِ (الذّل والخضوع)، كشيء طبيعيّ في إطار الــــ"تكتيك".
وفي الاستبدالِ والنّزول.. تحوّلت القضيّة الفسطينيّة إلى ورقةِ لعِب. تخرجها السّياسة العربيّة والعالميّة وقت الحاجة، وتُخفيها وتتجاهلُها وتهاجِمُها أيضًا وقتَ عدمِ الحاجة، تثنيها وتمُدّها، ترميها وتلتقطها. والأكثر غرابة وسخفًا أنّها ورقة (طيّعة) جدًا أكثر مما ينبغي، تقبَل أن تكون محلّ لعبٍ وهوى. يطلبُ منها أحيانًا أن تتخذ مواقف أكبرَ منها فتتخذها، يطلبُ منها أن تصمت فتصمِت.. أن تأتي فتأتي، أن تمدَح.. أن تذِمّ.. وكل هذا على طاولة الشّدة (الكوتشينا). أعني بالسياسةِ الرسميّ منها والحِزبيّ، وأعني بالقضيّةِ كل مَن نصَّبَ نفسَهُ ناطقًا باسمها إسلاميًا كانَ أم علمانيًا، وأعني بالغرابة رداءة الحال التي تتوالد كثيرًا مخلّفة حالة من العَمى، والجُبن، والاستسلام. وأضيفُ إلى وصف (طيٍّعَة) أنّها مُنتفِّعة أيضًا... والتّنفّعُ درجات.
لقد تراجَعْنا سريعًا وأسرعنا في التّراجع، وربما ليسَ هناك ضرورة للإسهاب في شرح أنّ المسألة أصبحت أعقد؛ إذ تبع هذه التّحولات تمظهراتٌ مجتمعيّة وطبقيّة (...) ..وتغيُّر في العادات والقيم، وتراجع في الوعي، وتغييب حقيقيّ لأجيال حديثة جدًا لا تفرّق ولا تعرف تفاصيل وتطوّرات هذه القضيّة. ذلكَ الماضي الذي نتغنّى به ما كان يجبُ أنْ يفرِزَ حاضرًا مثلَ.. هذا. أكرّرُ الجملة.. رغمَ عاطفيّتها.. ورغم أنّ قوى الكونِ كلّها اجتمعت على ذلك الماضي.. كي نصِلُ إلى هنا.
(لكن).. وسطَ كلِّ الــ"هذا"، يطلُّ دائمًا شهيدٌ أو أسيرٌ أو مناضل، وربّما من (الأجيال الجديدة.. وعمرُهُ أقلُّ من عمرِ هذه المرحلة...) ليذكّر الجميع أنّ هذا التدجينَ لم/ ولن يتمَّ، وأنّ ما مورسَ على هذا الشّعب الفلسطينيّ من سياساتٍ وأوهام، وقتل مُمنهج.. وتغييبٍ وتتريكٍ... يُمكِنُ أن يُهدم في لحظةٍ واحدة، فنعودُ "سيرتَنا الأولى"، شيءٌ يشبهُ الاستيقاظَ من النّومِ، من السّباتِ، من هذا الحاضِرِ.. المُرِّ والجارِح.
23 إصابة بحادث تدهور باص عمومي في إربد
الجيش الإسرائيلي: الاستعدادات مستمرة مع مصر لفتح معبر رفح
أسعار الذهب محليا تسجل قفزة جديدة
غزة: الوضع الصحي يزداد سوءاً بعد الهدنة
الأردن في المرتبة الأولى عربياً بمؤشر سيادة القانون
وداعاً للنسيان: نبات خارق يصد شيخوخة الدماغ .. تعرف
التمويل الدولية تدعم مشروع الناقل الوطني للمياه
الاحتلال يقتحم جنين ويعتقل ثلاثة شبان
إسرائيل تؤكد هوية جثتين من محتجزي غزة
ارتفاع النفط بعد تعهد الهند بوقف الشراء من روسيا
الاحتلال يعتقل مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان
البنك المركزي: مؤشر الاستقرار المالي يرتفع إلى 0.57
القطاع الحكومي يعلن عن برنامج توظيف شامل .. رابط
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
رئيس مجلس أمناء الكلية الجامعية للتكنولوجيا يلتقي الهيئة التدريسية
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
اكتشاف جيني يمهد لعلاج جذري لمرض السكري
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
اليرموك تقفز 400 مرتبة في تصنيف التايمز العالمي 2026
لجان وكتل نيابية ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة
من هو رئيس مجلس النواب المقبل .. أسماء
الهاشمية تنظم مؤتمرها الطبي الدولي الثاني حول الذكاء الاصطناعي