شاعرتنا الغرّاء

mainThumb

16-07-2025 12:15 AM

لأوّل مرّة دعوْتُ المولى أن تخونني الذاكرة و يُثقِلني العمر حتى لا "أحفظ كلمات : "كيفك عفراقي"...

هكذا أكرّر السمع و السماع و التسمّع و الاستماع كي لا تخذلني أذنيّ بل كي أُتوه في نشوة الاستمتاع.

ها أنت اليوم تُنقّبين في مناجم القلب فتستخرجين عسجد الكلام من أعماقها...

تسقي كلامتك زهرة الغياب إذ لم تقبلي أن تبقى عاريةً بل ألبستيها بُردة الحنين المنسوجة بسندس السوق و أهديتِها تاج الذكريات بلحنٍ جعل النجوم تستيقظ في ليل الفنّ الأليل كي يدوم السمر و نحن ننتظر الفجر كي تسافر في ثياب النعاس و يحدّثنا الشروق...

جاء اللحن من القلب و للقلب، مُنسابًا على نبض القلب دون استئذان مُبحِرًا في العروق طارقًا باب الروح قانتًا كالعاشق التائه في سرداب الوصول إلى الوصل و الوصال...

و كي تكملي فضلك علينا، امتطت كلماتك الصَّبا، عائدةً لأيّام الصِّبا، محطّمةً أغلال الحياء هاجرةً محارة الخفر فجعلَْت فضل شاكر يطلّق شيبه و يلبّي نداء القلب.

حروفك المعمّدة بطهارة نهر الأردن و المجبولة بمجد البتراء، رَوَتْ بحر إحساسنا الميّت بعدما كلّلها فضل شاكر بصوته فكان المعلّم الأوّل الذي يشرح الكلمات بالإيماء لكلّ من أراد أن يتتلمذ في مدرسة المشاعر.

معه تصبح حروف العلّة صحيحةً تروي ما تختزنه القلوب و هي لا تتكرّر بل تتجدّد كفصول الروح:
الألِف في"عفراقي" لا تساوي الألِفَ في "على بالي" أو في"الباقي"...
أمّا الواو، فلها ألف قصّةٍ: تسعى لاهثةً بين المعقول و اللا معقول فتختزل كلّ ما قد يقال أو يقول.

و الياء آهٍ منها، تلوّن مساحةَ البال و فضاءه ثم ترتاح في جداول "شويّ شويّ...

حين نسمع اللام في "كلّ دقيقة" فإنّنا للأمانة نسمع عقرب الثواني الذي يضمّ عقرب الدقائق و يغازله في ساعة الحياة و الحبّ.

سيّدتي،
السين: سمرٌ
الواو: وائلٌ
الفاء: فضلٌ
و الجمع "سَوْفَ" يكون إدماننا على "كيفك عفراقي" إدمانًا يُعيي من يداويه.

فهل عندكِ العلاج ؟

و هل يكون ب "كيفك ع رجوعي؟"

 


الدكتور شريف عبد الحميد التتر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد