لماذا لا نتكلم

mainThumb

08-10-2023 09:41 PM

نعم، لماذا لا نتكلم. عندما تتعلق الأمور بدول أخرى و أنظمة أخرى تنطلق ألسنتنا و تنفتح قرائحنا بالتحليل و التعليق و التصويب و حتى ربما التخوين. أما عندما يتم الحديث عن دولنا و أنظمتنا سواءا كانت بالرعاية او الانتماء فإننا نصمت. علماء السلاطين لا ينكرون هذه الصفة بل ينكرون على من ينكرونها عليهم و نجر الى منطق دوراني كلما وصلنا الى آخره او نهايته علقنا بأوله مرة اخرى. انه نحن العرب الذين انكرنا على ابن خلدون نظرته الموضوعية الينا حيث لم يمالئنا او يقدسنا و انما اعطانا ما نستحق فنحن بدو لا نخاف ابعد من مضاربنا و كل البدو البعيدين و حتى جيراننا هم حل لنا مالهم و متاعهم و حتى أعراضهم و شرفهم.
و نعود لما بدأنا به لماذا نسكت و لا نتكلم. لأن عدو نفسنا و الواشي من بين اظهرنا. و الجلاد من بني عمومتنا. انا اتكلم حرفيا و ليس رمزيا. بضعة فلوس و شارة تعطيها لشخص فيصبح عبدك تمتلك به الدنيا. الفلوس تصنع الجيوش و الاجهزة و الوطنيات و الولاءات. اقطع العلف شهرا واحدا و انظر ماذا سيحدث.
نبيع الوطنية في كل مكان ما دامت تدر علينا ما نقتات به و تضع لنا في الصحون ما نأكله. لماذا لا نتكلم؟ لماذا نصمت؟ هذا سؤال محير.
السؤال الذي يجب ان يطرح هو لأولئك الساديون المعذبون، لماذا لا تتركون الناس تقول ما تريد؟ لماذا لا تتركون الناس تختار ما تريد؟
هنا يصبح الجواب واضحا و مفهوما، انه المصلحة، القطيع، الجميع. من يعيش و من يموت. لا تسأل الصامت لماذا صمت بل اسأل القاتل لماذا قتل. كلنا موضوعون تحت نفس المقصلة. مقصلة بدوية، خليط من الجهل و العفونة الفكرية و الولاء الاعمى.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد