مصير صفقة الأسرى

mainThumb

25-11-2023 10:26 PM

يطرح قيادي سياسي فلسطيني مقيم في نابلس ، سؤال المرحلة، سؤال طرح مع بدء اليوم الثاني لما يسمى الهدنة أو التهدئة أو الصفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية، حماس والقوى الأخرى.
السياسي الفلسطيني كتب عبر الفيس بوك السؤال، بشكل واضح:
ما الفائده من الهدنة دون وجود اهم بند وموضوع، من اتفاقية الهدنة والتبادل؛ وهو حرية الحركة والتنقل للمواطنين المدنيين النازحين ..بين جميع مناطق غزة ...وخصوصا من الجنوب إلى الشمال؟
وهو هنا يقول بشكل مباشر : ان عودة النازحين الى بيوتهم ومنازلهم يفشل مخطط الترحيل.
*أزمة التهجير الأول.
خلال الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة، اتضح ان دولة الاحتلال وحكومة الحرب الصهيونية المتطرفة، وضعت خطط التقطيع قطاع غزة إلى مناطق اتجاهات، الغاية السياسية والأمنية منها تفريغ القطاع من السكان، وبالتالي خلق أزمة تهجيير ولجوء القصد منه استغلال الدعم الأميركي الأوروبي، تحديدا من الاتحاد الأوروبي، السكوت على الممارسات المتطرفة اليهودية، فكانت عمليات الجيش الإسرائيلي التوراتية تتحرك بقسوة وحشية تقترف المجزرة تلو الأخرى، وكانت النتيجة، أن تكونت نواة ما يعرف الآن خطة "التهجير الأول" التي بدأت من "شمال غزة" إلى "جنوبها"، واعتبر ان ذلك من خطط الغزو البري، ومسار من مسارات ملاحقة المقاومة والحد من قوتها، فنتج عن هذا الجزء من عمليات حكومة الحرب الإسرائيلية ، في المعركة مع المقاومة وحركة حماس، محطة خطيرة، الهدف منها ما قد يكون فيما بعد، الطريق السياسي-الأمني إلى إنشاء منطقة عازلة واسعة تحمي حدود دولة الاحتلال، وتم ذلك بدعم عسكري وسياسي أميركي وتأييد نستهجن من الدول الأوروبية بالذات فرنسا وبريطانيا والمانيا وهولندا، وصمت دولي من المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، برغم الانتباه المبكرة لتبعيات خطط التهجير، فكانت الجهود السياسية والدبلوماسية الأردنية والمصرية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لاحقا مجلس التعاون الخليجي، ما جعل خطة دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، تنكشف دوليا وعربيا وإسلاميا، ما دعم الموقف المصري القوى، بالتزامن مع الموقف الأردني، أن لا تهجيير لأي إنسان فلسطيني خارج قطاع غزة، وأن على المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الخروج بشتى الطرق لمنع التوجهات المتطرفة لحكومة السفاح نتنياهو.
*.. الصفقة وإفشال مخطط التهجير
واقع غزة الكاري، نتيجة الحرب العدوانية، أفرز حالة من التنقل القسري الإجباري بين مختلف سكان القطاع، تحديدا نحو الجنوب، في وقت الدخول البري، إلى شمال غزة، وبعد أكثر من 6اسابيع من الحرب التي اثبتث ان المقاومة الفلسطينية تناور وقوية وتشغل الجيش الإسرائيلي الذي استخدم كل قواه العسكرية، مدعومة بالسلاح الاستراتيجية الغربية التي دمت حرب المجازر وانتهاك وتدمير المستشفيات، والتهجير القسري، كل ذلك اتضح جليا مع بدء الهدنة الصفقة التي جعلت العالم يرى ما الذي حدث لسكان غزة، والان، ومع تبيان نيات دولة الاحتلال الصهيوني، برز مخطط التهجير، وهناك من يقول، في وسط اليوم الثاني من الصفقة :
-ماذا لو اتيح التنقل بين جهات ومدن القطاع، جنوبا وشمال، وانه لو قدر لنحو نصف مليون من النازحين، الحراك نحو بيوتهم في الشمال ، وبالتالي، دعم والحد من مخطط التهجير، وكشف مخططات حكومة الحرب الإسرائيلية المتطرفة.
في ذلك تابع السياسي في نابلس القول، متسائلا مرة أخرى:
..لا ادري كيف تمت الموافقة من قبل قيادة حماس على عدم شمول الاتفاق على اهم موضوع مصيري، يتعلق بالحركة من الجنوب الى شمال غزة. … ويعلل الوضع، بأن المرحلة الثانية، من الحرب على غزة، بعد انتهاء التهدئة ستكون تفريغ جنوب القطاع، نحو المجهول، وربما في انتظار تجهيز الخيام، وهو أمر سياسي أمني يشغل مصر والاردن، والمجتمع الدولي الذي يناصر الشعب الفلسطيني في هذه الأزمة،رغم ان جميع المؤشرات تؤكد ذلك،مع التصريحات الإسرائيلية والأمريكية والاوروبية، إذا ما تابعنا، بكل اسف تصريحات السياسي الهولندي المتطرف "غيرت فيلدرز" التي دعا فيها بكل وقاحة وجهل وقصدية، وصراحة سياسية خبيثة إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم نحو الأردن، في أول موقف غربي معلن يدعم التوجهات الصهيونية الإسرائيلية في، ظل الحرب على غزة.
*صورة هولندا وحقارة المتطرف فيلدرز.
أردنيا، بات واضحا الرد الأردني للحكومة الأردنية التي أعلنها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، هاتفيا لنظيرته الهولندية "هانكي برونز سلوت" ، إدانة الأردن ورفضه المواقف العنصرية التي أعلنها النائب المتطرف فيلدرز، والتي أنكر فيها حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في حريته ودولته على ترابه الوطني، وتبنى فيها وهم إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

الصفدي، واجهه التطرف الهولندي بقوة عندما قال:أن لا قيمة ولا أثر لهذه المواقف العبثية العنصرية المتطرفة للنائب الهولندي، وأن أثرها الوحيد هو تعرية عنصرية هذا النائب المتولدة من ثقافة كراهية مقيتة.
في ذات الوقت عززت ونقلت وزيرة الخارجية " سلوت" احترام بلادها لعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والقائمة على الاحترام المتبادل، ودعمها لحل الدولتين سبيلاً لحل الصراع وتحقيق السلام الشامل.
.. ويدعو هذا السياسي الهولندي المتطرف، الذي يعرف بشدة معاداته للإسلام ومناصرتة الصهيونية والحركات التوراتية الإسرائيلية "أن الأردن هو الدولة الفلسطينية"، الأمر الذي آثار ردود فعل رافضة في المجتمع الدولي، وخاصة ان التصريحات تزامنت مع وقت حرج في مسار الحرب العدوانية على غزة واشاعة خطط إسرائيل العنصرية، استمرار الحرب بعد إتمام صفقة الأسرى، ما قد يقود الي أشهر صعبة من الحرب على غزة وربما التوسع الإقليمية للحرب في دول المنطقة.
*هل من أسرار الصفقة، مسار سياسي "مختلف" اميركيا ودوليا؟ .
.. في الأمسية الأولى بعد مرور اليوم الأول من صفقة أو هدنة الحرب، انشغل المجتمع الدولي، وعربيا بما نقل عن الرئيس الأميركي بايدن، الذي يرى - ربما سياسيا وليس عسكريا-فرصاً لتمديد الهدنة، وهو قال :حان الوقت لتجديد حل الدولتين، معتبرا أن إفراج حركة "حماس" عن مجموعة أولى من الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل "ليس سوى بداية"، مؤكداً وجود "فرص حقيقية" لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة، وهذا الأمر لم يتضح بشكل عملي، إذ قال : إن الوقت حان للعمل على "تجديد" حلّ الدولتين لإرساء السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
.. وهناك بعض المراوغة، المعهودة في الدبلوماسية الأميركية، فقد دعا بايدن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو إلى "تقليل عدد الضحايا" (...) في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، و أنه لا يعلم متى ستنتهي الحرب".
.. وفي تحليل أولى يلمح بايدن إلى أن الحرب لن تتوقف، على الاقل اميركيا، لأنه يشير إلى أن القرار الأميركي مرتهن لحكومة الحرب الصهيونية، التي برغم هزيمتها أمام صفقة الأسرى، ما زالت تنحاز نحو العنف، والمخطط الأميركي الأوروبي، لتغيير شكل المنطقة والإقليم.
.. مرور أيام الهدنة أو الصفقة، مسألة حتمية، لكن اليوم الأول، بعد التهدئة، ما زال يجسد الحرب، إذا ما افترضنا ان لعبة الحرب الصهيونية تريد افشال مسار الهدنة باي حجة، والأمر عند المقاومة الفلسطينية، يخضع لنفس الظروف، ما يعني أن حكومة الحرب الإسرائيلية، تتبادل الأدوار مع المجتمع الدولي، للبحث عن تحريك والتأييد العالمي لدولة الاحتلال من جديد، وهذا امر خطير في ظل ابتعاد مجلس الأمن والأمم المتحدة التي ترى الواقع، في اليوم الثاني من الهدنة، أن الأمر، ربما يمر بسلام.
.. ومرحليا، نترقب التهديد الصهيوني الراهن، الذي يتجه نحو إيجاد تعاطف من المجتمع الدولي، وحتى من الدول والمنظمات التي تراقب مرور أزمات الصفقة،.. وغالبا العودة إلى الحرب من جديد.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد