صحيفة السوسنة الأردنية

عمان - السوسنة - ثار حادث سير مفاجئ تعرض له رجل الأعمال العراقي نور زهير، المتهم الرئيسي في قضية "سرقة القرن"، جدلاً واسعاً في الأوساط العراقية واللبنانية. ففي حين أعلنت وسائل إعلام لبنانية عن تعرض زهير لحادث سير خطير في بيروت، أدى إلى إصابات بالغة، شكك البعض في صحة هذه الرواية، معتبرين أنها محاولة للتملص من حضور جلسات محاكمته.

تداولت وسائل إعلام لبنانية أنباءً عن تعرض نور زهير، المتهم الرئيسي في قضية اختلاس مبالغ ضخمة من الأموال العامة العراقية، لحادث سير خطير في العاصمة اللبنانية بيروت. وأشارت هذه التقارير إلى أن زهير نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأنه يعاني من إصابات بالغة في عدة مناطق من جسده.

غير أن هذه الأنباء قوبلت بقدر كبير من الشك والتساؤل، خاصة في ظل توقيت الحادث الذي تزامن مع موعد محاكمته المرتقب في العراق. فقد أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة تتهم زهير بـ"التظاهر" بالإصابة لتجنب المثول أمام القضاء.

ويرى مراقبون أن هذا الحادث يثير العديد من التساؤلات حول مصداقية الرواية الرسمية، خاصة وأن زهير كان قد ظهر في مقابلة تلفزيونية قبل الحادث يؤكد حضوره جلسات المحاكمة. كما أشاروا إلى أن توقيت الحادث يثير الشكوك حول وجود نية مبيتة للتملص من المسؤولية القانونية.

يُذكر أن نور زهير متهم بسرقة مبلغ 2.5 مليار دولار من أموال الأمانات الضريبية العراقية، وهي واحدة من أكبر قضايا الفساد المالي في تاريخ العراق. وقد أثار هذا الأمر غضب الشارع العراقي، وطالبوا بمحاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة.

موقف السلطات العراقية:

من جهتها، أكدت السلطات العراقية عزمها على استرداد الأموال المسروقة ومحاكمة جميع المتورطين. وأعلنت النيابة العامة عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق زهير وجميع المتهمين الآخرين في القضية.

آراء المحللين:

يعتقد محللون قانونيون أن حادث زهير قد يعقد إجراءات المحاكمة، ويؤخر إصدار الأحكام النهائية في القضية. كما حذروا من أن هذه القضية قد تشكل سابقة خطيرة، وتشجع المتهمين الآخرين على اللجوء إلى مثل هذه الحيل لتجنب العدالة.

وتساءل د. صلاح الصافي ..  هل نور زهير هو من قام بهذه المسرحية من لبنات أفكاره أم هناك منظومة هي من خططت ورسمت، وما هي الأهداف المبتغاة من ذلك؟.
واضاف :"إن كانت هناك فعلاً حادثة وهذا فرض بعيد فالهدف منها التخلص من بطلنا لضمان عدم التصريح بأسماء المنظومة أو الحيتان التي تدير هذه المنظومة، حيث هناك تلميحات عن أسماء سياسية كبيرة جداً. أما إذا كما ذكرنا أي لا يوجد حادث فهي مسرحية الهدف منها كسب الوقت أما لنسيان السرقة أو لتغييب السارق بطريقة تبدأ من هذه المسرحية للتمهيد لغيابه عن المسرح ".

يبقى لغز حادث سير نور زهير مفتوحاً، وسط اتهامات بتدبيره للتملص من المحاكمة. وسيترقب الرأي العام العراقي تطورات هذه القضية، آملين في أن تسفر التحقيقات عن كشف الحقيقة ومحاسبة جميع المتورطين.