فريدمان: هزيمة حزب الله تتطلب شراكة فلسطينية

mainThumb
الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان

01-10-2024 11:16 PM

السوسنة - حسين دعسه : في مقابلة صحفية نادرة مع جريدة "النهار" البيروتية، قدّم الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان تحليلاً عميقاً حول الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بإسرائيل و"حزب الله". فريدمان أشار إلى أن هزيمة "حزب الله"، سواء داخلياً أو خارجياً، غير ممكنة إلا إذا واجهت إسرائيل "حزب الله" الخاص بها، والمقصود هنا حركات المستوطنين اليهود اليمينية المتطرفة، وشكلت شراكة مع الفلسطينيين لتحقيق حل الدولتين. وفقًا لفريدمان، هذه هي الطريقة الوحيدة لإضعاف "حزب الله" فعلياً.

أوضح فريدمان أن الضربات الأخيرة التي استهدفت "حزب الله" في لبنان، بما في ذلك اغتيال حسن نصرالله، لا تمثل انتصاراً حاسماً لإسرائيل أو لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. وأكد أنه طالما بقي هناك مقاتل واحد من "حزب الله" قادر على إطلاق صاروخ، فلن تتمكن إسرائيل من تحقيق انتصار كامل.

تناول فريدمان كذلك مسألة التحالفات المستقبلية التي قد تقود المنطقة والعالم، مبرزاً أهمية تحالف دول "اتفاقيات أبراهام" بقيادة الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل. وأشار إلى أن هذا التحالف يهدف إلى المزيد من التكامل والانفتاح بين الدول المشاركة فيه. وعلى النقيض، رأى فريدمان أن التحالف الذي تقوده روسيا وإيران و"حزب الله" وحماس يحاول منع إسرائيل من الانضمام إلى تحالف الشرق.

أوضح فريدمان أن إسرائيل تواجه تحديات استراتيجية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالوضع الاستخباراتي. على الرغم من نجاحات الاستخبارات الإسرائيلية في اختراق "حزب الله"، أشار إلى أن هذا الاختراق لم يكن ممكناً لولا أن هناك أشخاصاً من داخل "حزب الله" نفسه، سواء في لبنان أو إيران، غير راضين عن مسار الحزب.

وأشار الكاتب إلى أن اغتيال حسن نصرالله قد يؤدي إلى تفكك "حزب الله"، لكن هزيمته الكاملة تتطلب مواجهة إسرائيل للقوى المتطرفة داخلها والتوصل إلى شراكة مع الفلسطينيين. يرى فريدمان أن نتنياهو لا يمكنه تحقيق استقرار في شمال إسرائيل دون وجود حكومة لبنانية قوية أو قوة دولية يمكنها ملء الفراغ الذي سيتركه "حزب الله" إذا تم تدميره.

في الختام، أكد فريدمان أن الصراع في الشرق الأوسط لا يزال بعيداً عن الحل، وأن الحرب بين القوى الكبرى في المنطقة والعالم، سواء في أوكرانيا أو الشرق الأوسط، هي جزء من صراع عالمي أوسع يشمل تحالفات وتوجهات متناقضة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد