من العصر الأموي إلى موائد الأردن .. سرُّ القطايف .. فيديو

mainThumb
قطايف

19-03-2025 04:21 PM

عمّان – السوسنة - مؤمن السرابيل - مع إطلالة شهر رمضان المبارك، تتحول شوارع الأردن إلى ساحاتٍ تنافسية لصناعة وبيع "القطايف"، الحلوى الرمضانية الأكثر شعبيّةً التي تُهيمن على الموائد، وتشهد محلاتها ازدحاماً منقطع النظير، فيما تُشدِّد الحكومة على مراقبة تسعيرتها التي تبلغ نحو دينار وعشرة قروش للكيلوغرام، في محاولةٍ لضمان توفرها لكافة الشرائح.

تقول رغدة (ربة منزل) بينما تشتري كيلوغراماتٍ من عجينة القطايف: "لا يمر يوم في رمضان دون أن أعدها لأسرةٍ تنتظرها بلهفة.. حتى السحور لا يخلو منها". بينما يُعلّق أمين (طالب جامعي) مبتسماً: "أنتظر رمضان كي أتذوقها.. لا أراها شهيةً مثله في باقي الأشهر!".

يُؤيدهم مراد (صاحب محل حلويات) بالقول: "جمالها يكمن في ارتباطها بالشهر الفضيل.. نكهتها تفقد سحرها لو قُدِّمت في غيره"، فيما تُضيف سحر (أم لثلاثة أطفال) وهي تضع صينية القطايف المحشوة بالجوز على المائدة: "أعدُّ طبقين يوميًا.. أتناول عشر حباتٍ مشبعة بالقطر كل ليلة!".
من العصر الأموي إلى موائد الأردنيين.. رحلة تاريخية:
لا يقتصر سرُّ تفرد القطايف على مذاقها، بل يمتد إلى جذورها التاريخية الممتدة عبر قرون. تروي المصادر أنَّها وُلدت في بلاط الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك (98 هـ) كمكونٍ سحريٍّ يُقلل الجوع خلال الصيام، بينما تُرجّح رواياتٌ أخرى ظهورها في العصر الفاطمي أو المملوكي.
لماذا سُميت "بالقطايف"؟
يختلف المؤرخون حول سبب التسمية؛ فبعضهم يرى أنها تشبه ملمس قماش "القطيفة" الناعم، وآخرون يُشيرون إلى أن الضيوف كانوا "يقطفونها" سريعاً من الصواني لحظة وضعها.
من الخلاط إلى الصاج.. كيف تُصنع القطايف؟
يكشف أحمد الحمصي (صانع حلويات منذ 35 عامًا) لـ"السوسنة" عن سرِّ الصنعة:
"المكونات بسيطة: طحين، خميرة، محلب، وماء، لكن الخبرة تكمن في إتقان خلطها بتركيبةٍ تجعل العجينة رخوةً تُسكب على صاجٍ ساخن عبر إبريقٍ معدنيٍّ (يُسمى الجوزة)".

ويُضيف للسوسنة : "الإقبال عليها جنوني في رمضان.. مستحيل أن يخلو منها بيت أردني".





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد