صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - شنَّ الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر  الأحد، قصفاً عنيفاً على مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" وسط مدينة غزة، في هجوم وصفته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنه "جريمة حرب جديدة وجريمة وحشية ضد الإنسانية"، وفقاً لبيان أصدرته الحركة. وأسفر القصف عن تدمير قسم الاستقبال والطوارئ ومبنى العمليات الجراحية ومحطة توليد الأكسجين الطبي المخصصة لمرضى العناية المكثفة، ما أدى إلى خروج المستشفى بالكامل عن الخدمة، بحسب مصادر محلية فلسطينية.
تفاصيل العدوان:
أفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذر بإخلاء المستشفى قسراً قبل قصفه، مما اضطر الكوادر الطبية إلى نقل المرضى والجرحى إلى الشوارع المحيطة، حيث يرقد العشرات في ظروف مأساوية، بينهم حالات حرجة. وأكد شهود عيان أن القصف استهدف المستشفى بــ"صاروخين على الأقل" الساعة 1 بعد منتصف الليل (11 بتوقيت غرينتش)، ما تسبب في تدمير البنية التحتية الحيوية للمرفق الصحي، الذي يعد أحد أقدم المستشفيات في القطاع، ويعمل منذ عام 1882.
خلفية تاريخية وإنسانية:
يتبع المستشفى المعمداني الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، وكان شاهدا على مجزرة مروعة في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما استهدفت غارة إسرائيلية ساحته المليئة بالجرحى والنازحين، معظمهم من النساء والأطفال، مما حوّلها إلى "بِركة من الدماء" وفق وصف الناجين. وبعد الهجوم الأخير، بات المستشفى – الذي كان من المرافق القليلة العاملة في غزة – خارج الخدمة، ما يفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع دمّرت أغلبه الأنقاض.
ردود الفعل:
نددت حركة حماس بالقصف، مُشيرة في بيان إلى أن "تدمير مبنى الاستقبال والطوارئ وتشريد المرضى جريمة حرب جديدة ترتكبها آلة القتل الإسرائيلية بغطاء أميركي". وحمّلت الحركة الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن الجريمة، مؤكدة أن "الكيان الإسرائيلي مارقٌ على القانون الدولي ويعمل بتواطؤ أميركي". من جانبه، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاحتلال بـ"تدمير 34 مستشفى بشكل ممنهج"، ودعا المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية".
التصعيد العسكري:
جاء القصف ضمن تصعيد إسرائيلي واسع شمل إنذارات بإخلاء أحياء سكنية في منطقة النصيرات وسط غزة، وشن غارات على خان يونس ورفح، حيث أسفرت غارات عن إصابات غير محددة العدد. كما أطلقت طائرات مسيرة إسرائيلية نيراناً على مدنيين قرب مسجد الجولاني في غزة، وفق شهود عيان.
ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي، مُعلنا هدفها "تحرير الرهائن الـ59 والقضاء على حماس". وفي المقابل، ترفض الحركة إطلاق سراح الرهائن إلا بوقف الحرب، وتشير بيانات السلطات الصحية في غزة إلى أن عدد الضحايا تجاوز 50 ألف شهيد، بالإضافة إلى 166 ألفًا بين جريح ومفقود، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
جهود دولية عقيمة:
لا تزال مصر وقطر والولايات المتحدة تُجري محادثات وساطة لوقف إطلاق النار، لكن دون نتائج ملموسة حتى الآن، في وقت يحذّر مراقبون من تحوّل القطاع إلى "مقبرة جماعية" مع استمرار القصف الممنهج للمرافق الحيوية.