نيويورك تايمز: نتنياهو أراد ضرب إيران في آيار .. وترامب جمّد الخطة مؤقتا

mainThumb

18-04-2025 12:30 AM

وكالات - السوسنة

كشفت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير أعده كل من جوليان بارنز، إريك شميت، ماغي هابرمان، ورونين بيرغمان، أن إسرائيل كانت بصدد تنفيذ هجوم عسكري على منشآت نووية إيرانية خلال شهر أيار/مايو المقبل، إلا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب علّق الخطة مؤقتًا مفضّلاً فتح باب التفاوض مع طهران.

ووفق التقرير، فإن القرار جاء بعد شهور من النقاشات داخل البيت الأبيض، بين فريق متشدد يميل إلى دعم الضربة العسكرية، وآخر حذر من مخاطر التصعيد الإقليمي في حال شن هجوم غير محسوب. ترامب، الذي استشعر بوادر انفتاح من طهران، قرّر إعطاء فرصة محدودة للمفاوضات، مشترطًا تقدّمًا ملموسًا خلال أشهر.

المصادر أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أعد خططًا دقيقة لضرب المنشآت الإيرانية، شملت سيناريوهين: الأول يجمع بين غارات جوية وهجوم كوماندوز تحت الأرض، والثاني يعتمد على حملة قصف مكثفة تستمر أسبوعًا على الأقل، بدعم جوي أمريكي محتمل.

التقرير أوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدّم الخطط للجانب الأميركي خلال زيارة لواشنطن في نيسان/أبريل، في ظل تصاعد القلق الإسرائيلي من قرب إيران من امتلاك قدرات نووية فعلية. إلا أن العقبات اللوجستية وعدم جاهزية القوات الخاصة دفعت نحو التركيز على القصف الجوي وحده، مع مطالبة إسرائيل المتكررة بالحصول على “القنبلة الخارقة للتحصينات” الأميركية – وهي ذخيرة لم توافق واشنطن على تسليمها بعد.

الجيش الأميركي، من جانبه، كثّف استعداداته في الشرق الأوسط، ونقل حاملتي طائرات إلى المنطقة، إضافة إلى نشر قاذفات B-2 وصواريخ “ثاد”، إلا أن مسؤولين داخل إدارة ترامب، بمن فيهم مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، أبدوا تحفظًا على الخيار العسكري، محذرين من خطر الانزلاق إلى حرب شاملة دون ضمان منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وخلال اجتماع لاحق مع نتنياهو، أعلن ترامب رسميًا عن انطلاق محادثات غير مباشرة مع إيران، لكنه أبقى الباب مفتوحًا على كل الخيارات، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستقود أي عملية عسكرية محتملة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

وفي سياق متصل، أوفد ترامب مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف إلى تل أبيب للقاء نتنياهو ورئيس الموساد، حيث ناقشوا سبل التنسيق، بما في ذلك العمليات السرية والعقوبات.

رغم الجهود الإسرائيلية الممتدة منذ عقدين لدفع واشنطن إلى تبني خيار الضربة الوقائية، لا يزال المسؤولون الأميركيون يرون أن تل أبيب لا تملك وحدها القدرة على تنفيذ ضربة مدمّرة للبرنامج النووي الإيراني، خاصة مع تخزين اليورانيوم المخصب في مواقع متعددة داخل إيران.

وفي حين تسعى إسرائيل لتكرار عمليات شبيهة بما نفذته في سوريا ضد منشآت تابعة لحزب الله، يبقى التخطيط لعملية بهذا الحجم معقدًا ويحتاج إلى شهور من التحضير، ما يتناقض مع رغبة نتنياهو في تنفيذ ضربة سريعة خلال مايو، قبل أن تحسم نتائج المفاوضات الدائرة.

وبينما يتقدم الوقت، تترقب الأطراف الإقليمية والدولية ما ستسفر عنه الأشهر المقبلة، وسط تزايد احتمالات التصعيد أو الانفراج، في واحدة من أكثر الملفات الأمنية تعقيدًا في الشرق الأوسط .  

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد