القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية

القضاء على داعش ..  مسؤولية جماعية

20-12-2025 04:38 PM

يمثّل التحرك الأردني الأخير خطوةً مسؤولة وشجاعة في مواجهة خطر الإرهاب، إذ تُثمَّن مشاركة الأردن عبر سلاح الجو الملكي الأردني في تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت مواقع لعصابة داعش الإرهابية في جنوبي سوريا، في إطار تعاونٍ وثيق مع الولايات المتحدة ضمن عمليات التحالف الدولي ضد هذا التنظيم المجرم. ويؤكد هذا الدور التزام الأردن بحماية أمنه الوطني وأمن الإقليم، ومنع التنظيمات المتطرفة من استغلال أي فراغات لتهديد دول الجوار.

إن خطر الفكر الضال الذي تتبناه عصابة داعش لا يقلّ فداحة عن خطر سلاحها، فهو فكرٌ تكفيريّ إقصائيّ يحوّل الدين إلى أداة قتل، ويُسقط كل القيم الإنسانية، ويشرعن الإبادة والتدمير باسم شعارات زائفة. وقد جسّد التنظيم هذا النهج في سوريا والعراق، حيث مارس أبشع الجرائم بحق المدنيين، ودمّر المدن والبنى التحتية، وهدّد السلم الأهلي ووحدة المجتمعات.

وتكتسب الضربات الأخيرة أهميتها في توقيتٍ حساس، بعد المتغيرات السياسية في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، إذ حاول تنظيم داعش إعادة إنتاج نفسه وبناء قدراته في الجنوب السوري، مستغلًا التحولات والفراغات الأمنية. ومن هنا، جاءت العمليات العسكرية لمنع تحوّل تلك المناطق إلى منصات تهديد جديدة لأمن سوريا والمنطقة.

إن القضاء على داعش لا يتحقق بالعمل العسكري وحده، رغم ضرورته، بل يتطلب أيضًا مواجهةً شاملةً للفكر المنحرف الذي يغذّيه، وتجفيف مصادر تمويله، ومحاسبة كل من ينتمي إليه أو يعتنق فكره أو يبرر جرائمه. فالتهاون مع هذا الفكر يفتح الباب أمام عودة الإرهاب بأشكالٍ أكثر خطورة.

لقد آن الأوان لتنظيف المنطقة من براثن هذا التنظيم الإجرامي، عبر تنسيقٍ إقليمي ودوليّ مستدام، وبناء دولة القانون والمواطنة، حتى لا يجد الإرهاب بيئةً حاضنةً أو فرصةً للعودة. إن أمن المنطقة واستقرارها مرهونان بالحسم مع داعش فكرًا وتنظيمًا، حمايةً للإنسان قبل كل شيء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد