لقاءات سرية بين إسرائيل وسوريا بوساطة إماراتية

mainThumb
سوريا

16-05-2025 11:44 AM

وكالات - السوسنة    

في تحول لافت لمواقف سابقة ومؤشرات جديدة على إعادة تشكيل خريطة العلاقات الإقليمية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن محادثات سرية تجري حالياً بين إسرائيل والإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، وذلك بوساطة إماراتية وضمن مسار إقليمي سلمي.

لقاء غير متوقع في أذربيجان

بحسب ما أوردته القناة 12 العبرية، فقد عُقد أحد اللقاءات المهمة مؤخراً في العاصمة الأذربيجانية باكو، وجمع بين اللواء عوديد سيوك، رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، وممثلين مقربين من الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب مسؤولين أتراك. اللقاء شكّل مفاجأة سياسية وأمنية، لا سيما في ظل الموقف الإسرائيلي السابق من الرئيس الشرع، حيث كانت تل أبيب ترفض أي تواصل معه وتصفه علناً بـ"الإرهابي الذي يرتدي بدلة".

تبدّل في المواقف

تشير القناة إلى أن هناك مراجعة إسرائيلية جارية للموقف من دمشق، وقد بدأت دوائر صنع القرار في تل أبيب تدرس إمكانية تبنّي اتجاه جديد في التعامل مع سوريا، من شأنه أن يُحدث تغييراً ملموساً على الحدود الشمالية ويُضعف الارتباط السوري بمحور إيران و"حزب الله".

خطط لإعادة دمج سوريا إقليمياً

مصادر من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قالت إن المناقشات تتجاوز الجوانب الأمنية لتشمل أفكاراً حول دمج سوريا في مبادرات إقليمية، مثل اتفاقيات أبراهام، ما يُعد اختراقاً محتملاً في علاقة دمشق بالعالم العربي والغربي على حد سواء. كما أن مشاركة تركيا في هذه المحادثات تُفسَّر على أنها مؤشر على احتمال تحسّن العلاقات التركية الإسرائيلية أيضاً، ضمن تسوية إقليمية أوسع.

بدايات حذرة لكن واعدة

رغم أن الجهود ما زالت في بداياتها، إلا أن التقرير يشير إلى أن هذا المسار يحمل في طياته فرصاً لإعادة تشكيل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، وهو ما قد ينعكس على توزيع النفوذ وتوازنات القوى في المنطقة.

محادثات أمنية على مستويات عالية

بدورها، أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى عقدوا خلال الأشهر الأخيرة لقاءات متكررة مع مسؤولين في إدارة الرئيس الشرع. ونقلت الصحيفة عن مصدر إقليمي مطّلع قوله إن "اللقاءات تركزت على التعارف الأولي وفتح قنوات لنقل الرسائل وتجنّب التصعيد في المرحلة المقبلة".

مشهد إقليمي متغير

التطورات جاءت في سياق متغيرات متسارعة تشهدها المنطقة، فقد التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، حيث أعلن عن نيته رفع العقوبات المفروضة على سوريا. كما سبق للشرع أن صرح خلال مؤتمر صحافي في باريس مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن "دمشق تجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء إقليميين".

الشرق الأوسط على عتبة مرحلة جديدة

اللقاءات السرية والبوادر العلنية تشير إلى أن المنطقة تقف أمام مرحلة سياسية جديدة، قد تتجاوز سنوات القطيعة والصراع، نحو مشهد من التفاهمات والتقارب، تقوده وساطات عربية ومصالح إقليمية متشابكة. وبينما تترقّب العواصم العربية والغربية ما ستسفر عنه هذه المحادثات، يبدو أن سوريا، الغائبة منذ سنوات عن التفاهمات الإقليمية، تعود تدريجياً إلى الطاولة من بوابة التوازنات الجديدة .    

إقرأ المزيد :






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد