ديوان المحاسبة: 365 جهة رسمية مطالبة باستخدام النظام الرقابي الإلكتروني

mainThumb

02-06-2025 09:17 AM

عمان - السوسنة

أكد رئيس ديوان المحاسبة، الدكتور راضي الحمادين، أن الديوان يشهد اليوم تحولاً نوعياً غير مسبوق في آلياته وأدواته، من خلال تبنّي استراتيجية رقمية شاملة للفترة 2024–2027، تهدف إلى رفع كفاءة العمل الرقابي، وتعزيز منظومة الحوكمة، وحماية المال العام.

وأوضح الحمادين ، أن الخطة ترتكز على خمسة محاور رئيسية، وتقوم على توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في عمليات التدقيق وتحليل البيانات، بما يضمن رصد أي خلل مؤسسي بشكل فوري وفعّال. ولفت إلى أن أحد أبرز محاور الخطة هو بناء قدرات الكوادر البشرية على استخدام أدوات رقمية حديثة لتوثيق الملاحظات وتحليل المعلومات.

وكشف عن إطلاق برمجية "متابعة المخرجات الرقابية" رسمياً في نيسان 2025، والتي تتيح تصنيف الملاحظات وفق درجات الخطورة، وتلزم الجهات الخاضعة للرقابة بالرد الإلكتروني خلال أطر زمنية محددة، مما ينهي عصر الورق والمخاطبات التقليدية. وقد تم تعميم البرمجية على الوزارات والمؤسسات، مع تعيين ضباط ارتباط للتعامل معها، ويجري حالياً تدريب الجهات الحكومية على استخدامها.

وأشار الحمادين إلى أن الرقابة حالياً تشمل 365 جهة رسمية، بينها وزارات، هيئات مستقلة، بلديات، جامعات، وشركات حكومية، جميعها مطالبة باستخدام النظام الرقابي الإلكتروني، مما يعزز سرعة التفاعل ويقلل الهدر الزمني، ويرفع كفاءة الأداء الحكومي.

كما بيّن أن نسبة استجابة الجهات لملاحظات الديوان ارتفعت من 21% في عام 2022 إلى نحو 58% في 2023، ما يعكس تطور الوعي المؤسسي وتعزيز ثقافة المساءلة، بفضل الأنظمة الإلكترونية الجديدة والتشريعات الرقابية المحسّنة.

وأكد الحمادين أن تقارير الديوان باتت أداة إصلاح مؤسسي، وليست مجرد توثيق للمخالفات، إذ تتضمن تحليلات معمقة وتوصيات قابلة للقياس، ويتم نشرها إلكترونياً بما يعزز الشفافية والرقابة المجتمعية. كما أشار إلى أن تقرير عام 2024 سيكون نوعياً في مضمونه وتحليلاته.

وفي خطوة مستقبلية، أعلن الحمادين عن توجه ديوان المحاسبة لتبني الذكاء الاصطناعي في عمليات التحليل الرقابي، وتشكيل فرق متخصصة لتدقيق نظم المعلومات الحكومية، بما يسهم في كشف الفساد وتقليل الأخطاء الإدارية.

وفي الجانب الدولي، أكد الحمادين استمرار التعاون مع الأجهزة الرقابية العربية والدولية، مشيراً إلى مشاريع توأمة نُفذت مع أجهزة رقابية أوروبية، وآخرها مع الجهاز البولندي، إضافة إلى اتفاقيات مع معاهد ومؤسسات محاسبية دولية.

ولأول مرة بتاريخ الأردن، يستعد الديوان لإجراء مراجعة نظير (Peer Review) بالتعاون مع مؤسسات رقابية دولية لتقييم أدائه ومواءمته مع أفضل الممارسات العالمية.

وفي ختام تصريحه، شدد الحمادين على أهمية الإعلام كشريك رقابي، مؤكداً دور الصحافة في تعزيز الشفافية، وتمكين المواطن من المساءلة، مشيراً إلى التزام الديوان بمواصلة بناء نموذج رقابي عصري يواكب التطورات ويضع مصلحة المواطن في صلب أولوياته.










الأدوات




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد