صحيفة السوسنة الأردنية

وكالات - السوسنة

أكدت مصادر عسكرية في صنعاء أنّ أي تصعيد عسكري أميركي أو محاولة من واشنطن لتوسيع رقعة المواجهة في المنطقة، ستدفع حركة "أنصار الله" إلى الدخول بشكل رسمي في الحرب إلى جانب إيران، في خطوة تهدّد بجرّ المنطقة إلى مواجهة إقليمية شاملة.

وقالت المصادر، وفق ما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية، إنّ صنعاء لن تبقى خارج معادلة الصراع، وأنها ستكون جزءًا فاعلًا في المواجهة، لا سيما إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي. كما أكدت استمرار عمليات الإسناد والدعم لقطاع غزة في سياق المعركة الكبرى ضد "المشروع الصهيوني المدعوم غربياً".

وفي تهديد صريح، لوّح الفريق سلطان السامعي، عضو "المجلس السياسي الأعلى" في صنعاء، بإمكانية إغلاق مضيق باب المندب، في حال انخرطت واشنطن بشكل مباشر في الحرب على إيران، معتبرًا أن المواجهة الجارية حالياً ليست ضد إيران فقط، بل ضد الأمة الإسلامية بأكملها.

من جهته، قال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي في "أنصار الله"، إنّ الحركة قد ترفع مستوى دعمها لإيران، من التأييد السياسي إلى الانخراط العسكري الفعلي ضمن عمليات "الوعد الصادق 3"، مشيرًا إلى أن "الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء عندما استهدف المنشآت النووية الإيرانية"، وأن الحركة "مستعدة للدفاع عن إيران كما دعمت غزة".

في السياق ذاته، حذّرت مصادر اقتصادية من أن أي تصعيد أميركي ضد إيران سيدفع على الأرجح لإغلاق مضيقي هرمز وباب المندب، وهو ما سيهدد حركة النفط العالمية التي تمر عبرهما بنحو 13 إلى 20 مليون برميل يوميًا، فضلاً عن عشرات السفن التجارية وسفن الحاويات، ما قد يؤدي إلى شلل اقتصادي إقليمي ودولي.

وأمام هذا السيناريو، عبّرت مصادر غربية عن قلق حقيقي من استئناف العمليات اليمنية في البحر الأحمر. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن بعض شركات التأمين البحري بدأت فعليًا خفض التغطية وإعادة تقييم المخاطر، وسط مؤشرات على انهيار وشيك لاتفاق التهدئة البحري بين واشنطن وصنعاء، والذي تم التوصل إليه مطلع مايو الماضي.

ويبدو أن الانسحاب الأميركي التدريجي من البحر الأحمر، ومنه سحب حاملة الطائرات "هاري ترومان"، لم يُقلّص المخاوف الغربية من عودة التصعيد. تصريحات وزير الدفاع الأميركي، التي شدد فيها على التزام بلاده بـ"حماية الملاحة"، لم تكن كافية لطمأنة الحلفاء أو الأسواق.

أن أي تدخل أميركي في الحرب ضد إيران لن يبقى بلا رد. صنعاء جاهزة، والمضائق البحرية الاستراتيجية على وشك التحول إلى ميادين مواجهة مفتوحة، سيكون لها ثمن باهظ على الاقتصاد العالمي.