هل تنهار إسرائيل من الداخل قبل عام 2040

mainThumb

19-06-2025 01:27 AM

وكالات - السوسنة

في مقال تحليلي نشرته صحيفة هآرتس العبرية ، تساءل رئيس تحرير الصحيفة، ألوف بن، عمّا إذا كان المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، محقًا في نبوءته بأن إسرائيل ستنتهي ككيان بحلول عام 2040، مشيرًا إلى أن المسار المؤدي إلى ذلك قد لا يكون عسكريًا بقدر ما هو داخلي وانهياري.

استند بن في مقاله إلى نموذج تاريخي قدّمه المعارض السوفياتي أندريه أماليريك، الذي تنبأ في سبعينيات القرن الماضي بانهيار الاتحاد السوفياتي. رغم أن تنبؤه بدا مستحيلًا في حينه، إلا أن التاريخ أنصفه بعد نحو عقدين. من هنا، يشير بن إلى تشابه ديناميكيات الانهيار، حيث لم يسقط الاتحاد السوفياتي تحت نيران الأعداء، بل تآكل من الداخل بفعل الحروب المُنهِكة، وفقدان الثقة، والفساد، وانعدام القيادة.

ويعرض بن تناقضات الواقع الإسرائيلي: في الظاهر، الدولة صامدة – الاقتصاد يعمل، البطالة منخفضة، وتل أبيب تعيش حياة شبه طبيعية. لكن تحت هذا السطح، تتصاعد الجريمة، ويتعمق الانقسام الداخلي، وتتفشى الهجرة العكسية نحو الخارج، بينما يعيش الإسرائيليون في قلق متزايد من الغرق في دوامة لا تنتهي.

ويقول إن القيادة السياسية – خصوصًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – منفصلة عن الواقع، ومهووسة بترويج نظريات المؤامرة وتبرئة الذات من كارثة 7 أكتوبر، بدلاً من معالجة الجروح الوطنية العميقة. ويضيف أن "عبادة الشخصية" التي يزرعها نتنياهو بديلًا عن مؤسسات الدولة، لم تؤدِ سوى إلى عزلة القيادة وتعميق الشرخ الوطني.

ويطرح الكاتب تحذيرًا مبطنًا لنتنياهو: حتى لو بقيت في السلطة، سيذكرك التاريخ كمن قاد الدولة نحو حافّة الهاوية، وسيتذكرك العالم كـ"قاتل جماعي مصاب بهوس ديني".

ويختم بن مقاله بدعوة لمن يسعون لخلافة نتنياهو: هذه اللحظة فرصة لبناء رؤية جديدة لـ"اليوم التالي" – رؤية توقف التآكل الداخلي، وتفنّد نبوءة خامنئي. ويؤكد أن البند الأول في هذه الرؤية يجب أن يكون وقف الحرب على غزة، قبل أن تُحَوِّل غزة إسرائيل إلى "أفغانستانها الخاصة"، كما فعلت أفغانستان في الاتحاد السوفياتي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد