صحيفة السوسنة الأردنية

وكالات - السوسنة    

استفاق قطاع غزة، اليوم، على مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة من الجرائم المتواصلة منذ استئناف العدوان الإسرائيلي. 84 شهيداً ارتقوا منذ ساعات الفجر الأولى، بينهم 58 مدنياً في مدينة غزة وشمالي القطاع، وفق ما أكدت مصادر طبية، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى أرقام مأساوية تثير القلق العالمي.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن تسجيل 144 شهيداً و560 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد ضحايا الحرب منذ 18 آذار/مارس إلى 5,334 شهيداً و17,839 جريحاً. أما منذ بداية التصعيد في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فقد بلغ إجمالي الضحايا 55,637 شهيداً و129,880 إصابة، في وقت لا تزال فيه مئات الجثث تحت الركام أو في الشوارع، دون قدرة على انتشالها.

المساعدات تتحول إلى فخاخ قاتلة

تحوّلت نقاط توزيع المساعدات، التي يفترض أن تمثل شريان حياة للمدنيين، إلى مصائد موت جماعية. فقد أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية على مراكز المساعدات منذ 27 الشهر الماضي عن أكثر من 300 شهيد ومئات المصابين، في ظل استهداف متكرر للمدنيين أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء.

إدانات وتحذيرات دولية

وفي تعليق على المشهد الدموي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قتل المدنيين أثناء بحثهم عن الطعام، واصفاً الأمر بـ"غير المقبول"، وداعياً إلى تحقيق دولي عاجل وإزالة العوائق أمام المساعدات الإنسانية.

بدورها، اعتبرت وزيرة التنمية البريطانية البارونة تشابمان أن استهداف المدنيين عند مراكز المساعدات أمر "مروع"، مشددة على ضرورة إدخال كميات كبيرة من المساعدات فوراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

النظام الصحي يواجه الانهيار

فيما تواجه مستشفيات غزة شبح التوقف الكامل عن العمل خلال ثلاثة أيام بسبب نفاد الوقود، وفقاً لوزارة الصحة. وقد حذّرت وكالة "الأونروا" من نفاد 45% من الإمدادات الصحية الأساسية، في وقت أكدت فيه منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي على شفا الانهيار الكامل.

وحذّر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من أن المستشفيات "قد تغرق في الظلام"، ما لم يتم توفير الكهرباء والوقود بشكل عاجل.

ميدانياً، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تدمير آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة برميلية شديدة الانفجار في منطقة جورة اللوت جنوب خان يونس، في وقت يستمر فيه التصعيد على الأرض بوتيرة عنيفة.

وفي المقابل، اتهمت حركة حماس المجتمع الدولي بالتواطؤ بالصمت، معتبرة ما يجري "جرائم حرب مكتملة الأركان" تستهدف تجويع وتهجير الشعب الفلسطيني، ودعت الأمم المتحدة إلى الخروج من دائرة البيانات "الباردة" واتخاذ خطوات حقيقية لوقف المجازر.

أطفال غزة في خطر

وفي تقرير صادم، أعلنت منظمة اليونيسيف أن معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة ترتفع بوتيرة مقلقة، ما ينذر بكارثة إنسانية متعددة الأبعاد، في ظل شح الغذاء وانهيار البنية التحتية الصحية والتعليمية.

هكذا يواصل قطاع غزة دفع ثمن صموده، بينما العالم يكتفي بمشاهدة صور الجثث والأطفال الجوعى على الشاشات، دون أن يتحرك فعلياً لكبح جماح الحرب أو كسر الحصار .