صحيفة السوسنة الأردنية

وكالات - السوسنة



أثار الجيش الإسرائيلي جدلاً واسعاً حول طبيعة الصاروخ الإيراني الذي استُخدم في الهجمات الأخيرة، واصفاً إياه بأنه "متعدد الرؤوس الحربية"، مما يشكل تحدياً جديداً لمنظومات الدفاع الإسرائيلية.

وأوضح الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي في حديثه للجزيرة، أن هذا النوع من الصواريخ يمتلك إمكانيات كبيرة وصعبة الاعتراض، مشيراً إلى أن إيران أطلقت خلال اليومين الماضيين عدداً محدوداً من هذه الصواريخ لكنها أحدثت تأثيراً كبيراً، من خلال اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي واستهداف منشآت استراتيجية داخل إسرائيل وتسببها بأضرار واسعة.

وأكد الفلاحي أن الصاروخ متعدد الرؤوس قد يكون عابراً للقارات، حيث ينطلق عبر الفضاء الخارجي قبل أن تتشظى رؤوسه الحربية المتعددة وتتجه إلى أهداف مختلفة حسب برمجتها. وأوضح أن الصواريخ الباليستية والفرط صوتية تتميز بسرعة عالية وتحمل رؤوساً حربية قابلة للتشظي لتغطية مساحات واسعة عند الاصطدام.

وأشار إلى أن إيران استخدمت صواريخ نوعية مثل "سجيل" و"فتاح" و"خرمشهر"، معتبراً الأخير متعدد الرؤوس ويتمتع بقدرة انفجارية كبيرة تسبب خسائر ميدانية واسعة.

وفي سياق الهجمات الأخيرة، أطلقت إيران دفعة كبيرة من الصواريخ والطائرات المسيرة نحو مناطق متعددة داخل إسرائيل، ما أسفر عن إصابة العشرات وأضرار واسعة في تل أبيب خلال أقل من 48 ساعة.

وحول احتمال استخدام صواريخ عنقودية، بيّن الفلاحي أن القنابل العنقودية تنفجر قبل وصولها إلى الأرض، وتوزع متفجراتها على مناطق متعددة، بينما الصواريخ التي تتشظى بعد الاصطدام بالأرض تمثل نمطاً حديثاً تستخدمه إيران.

كما أشار إلى أن بعض المتفجرات العنقودية قد تبقى فعالة كألغام بعد انفجارها الأولي، مضيفاً أن الصاروخ الإيراني يحتوي على قنبلة انشطارية أو عنقودية تتشظى إلى عدة رؤوس حربية تتوجه لأهداف متعددة.

وشدد على أن دولاً قليلة فقط تمتلك تقنيات الصواريخ متعددة الرؤوس، منها الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند، لافتاً إلى أن إيران باتت تمتلك هذه التقنية التي تسمح بتقسيم الصاروخ إلى عدة رؤوس تتجه لكل منها نحو هدف محدد حسب البرمجة.

يذكر أن إيران بدأت مؤخراً ردها الصاروخي على الهجمات الإسرائيلية عبر إطلاق صواريخ من طراز "عماد" و"قدر" و"خيبر شكن"، مستهدفة مناطق شمال ووسط وجنوب إسرائيل .