صحيفة السوسنة الأردنية

جرش – السوسنة - في حادثة أثارت غضبًا واسعًا واستياءً عارمًا، تفاجأ مواطنون في محافظة جرش بقيام مديرية صحة المحافظة برمي ملفاتهم الطبية على قارعة الطريق، ما أدى إلى تناثر بياناتهم الشخصية وسجلاتهم الصحية المحمية قانونًا، في مشهد وصفه المواطنون بـ"الفضيحة الطبية" التي تمسّ أخلاقيات المهنة وتنتهك حقوقهم القانونية.

ورصدت "السوسنة" شكاوى وشهادات لمواطنين أكدوا أن الوثائق التي تم التخلص منها بطريقة عشوائية، احتوت على معلومات طبية حساسة، كان من المفترض أن تُحفظ في أماكن آمنة تضمن سرية المرضى وكرامتهم، لا أن تُلقى في الشارع عرضة للعبث والاطلاع غير المشروع.

وقال المواطن محمد في تصريح لـ"السوسنة"، إن ما حدث يعد "تصرفًا صادمًا ومفاجئًا، واستهانة بكرامة الإنسان"، مشددًا على أن الحادثة تُشكّل خرقًا صارخًا لقوانين حماية البيانات وسرية السجلات الطبية، وعلى رأسها قانون البينات لعام 2023، الذي ينص صراحة على حماية خصوصية المرضى. وأضاف أن عددًا من المواطنين يدرسون حاليًا التوجه إلى القضاء لمقاضاة مديرية صحة جرش على هذا الانتهاك الجسيم.

من جهتهم، عبّر مواطنون آخرون عن غضبهم من هذا التصرف الذي وصفوه بأنه "لا يليق بمؤسسة صحية وطنية"، تسند إليها مهمة الحفاظ على صحة المواطنين النفسية والجسدية. وتساءلوا كيف لمؤسسة مسؤولة عن الرعاية الطبية أن تفرّط بتلك السهولة بحقوق الناس النفسية والمعنوية، من خلال نشر أسرارهم الصحية دون أدنى اكتراث.

وطالب المواطنون الجهات الرقابية والحكومية بفتح تحقيق فوري وشامل، لمحاسبة المسؤولين عن هذا "الإهمال الجسيم"، واتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه التجاوزات، التي وصفوها بأنها "طعنة في ثقة المواطنين بالمؤسسات الصحية".