ماكرون يمنح بائع صحف باكستاني وسام الاستحقاق

mainThumb
علي أكبر

05-08-2025 12:45 PM

السوسنة - منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بائع صحف متجول من أصل باكستاني وسام الاستحقاق الوطني برتبة فارس، تقديراً لعطائه المستمر لأكثر من نصف قرن في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، ووفاءً لإسهاماته التي أضفت طابعاً إنسانياً على الحياة المدنية بالمدينة.

ويبلغ البائع، علي أكبر، من العمر 73 عاماً، ويستعد لتسلم الوسام خلال حفل رسمي يُقام في شهر أيلول المقبل، بعد أن كرّس حياته منذ عام 1973 لبيع الصحف اليومية على أرصفة المقاهي والمطاعم في الحي اللاتيني، أحد أحياء باريس الأنيقة.

وبدأ أكبر مسيرته المهنية في فرنسا عقب انتقاله من مدينته الأم راولبندي شمال باكستان، حيث اتخذ من بيع الصحف مهنة دائمة، مستعيناً بروح الدعابة والحيوية لجذب السكان المحليين وتجاوز تحديات التراجع في مبيعات المطبوعات الورقية.

وكان من أوائل الصحف التي عرضها للطلبة والمارة نسخ مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة، حيث تركز نشاطه في محيط جامعة السوربون والمؤسسات التعليمية المجاورة.

وشهدت مهنة بيع الصحف في شوارع باريس تراجعاً كبيراً منذ سبعينيات القرن الماضي، مع الانتقال التدريجي إلى التلفزيون كمصدر رئيسي للأخبار، وتفاقم الانحسار لاحقاً مع انتشار الإنترنت والتحول إلى النشر الرقمي.

ورغم هذه التحديات، تمكّن علي أكبر، الذي يُعد آخر بائع صحف متجول في باريس، من الحفاظ على وجوده المهني بفضل تفانيه وابتسامته الدائمة وروحه المرحة، التي جعلته شخصية محببة لسكان الحي.

وفي تصريح صحفي، قال أكبر: "أعشق ملمس الصحيفة، ولا أحب الأجهزة اللوحية أو القراءة عبر الشاشات. أحب الكتب الحقيقية"، مضيفاً: "ألقي النكات وأحاول بث الروح الإيجابية. لا أبحث عما في جيوب الناس، بل عما في قلوبهم"، مشيراً إلى أن تطور وسائل النشر جعل مهمته أكثر صعوبة.

وأوضح أنه يبيع حوالي 20 نسخة من صحيفة "لوموند" يومياً خلال ساعات عمله الثماني، في ظل عزوف الجمهور عن الصحف الورقية لصالح الوسائط الرقمية.

ورغم تراجع الإقبال، يواصل أكبر أداء عمله بنشاط، مؤكداً عزمه على الاستمرار طالما أن صحته تسمح بذلك.

من جانبها، وصفت إحدى زبائنه، ماري لور كاريير، علي بأنه "مؤسسة حقيقية في الحي"، وقالت: "نشتري منه صحيفة لوموند يومياً، ونشاركه القهوة، بل أحياناً الغداء".

ويشكل هذا التكريم الرسمي اعترافاً بدور علي أكبر في الحفاظ على تقليد بيع الصحف، وإسهامه في إضفاء حيوية على المشهد اليومي في باريس، رغم التغيرات الجذرية التي طرأت على المهنة.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد