آلاف الإصابات بفيروس ينقله البعوض في جنوب الصين

mainThumb
تعبيرية

06-08-2025 07:04 PM

السوسنة - عادت أجواء القلق الوبائي مجددًا إلى جنوب الصين، وذلك إثر تسجيل تفشٍ واسع النطاق لفيروس "شيكونغونيا" الذي ينقله البعوض، حيث أصيب آلاف الأشخاص في واحدة من أبرز موجات التفشي التي تشهدها البلاد منذ اكتشاف الفيروس لأول مرة قبل ما يقرب من عشرين عامًا.

ووفقًا لتقارير إعلامية دولية، فقد تجاوز عدد الإصابات المسجلة في مدينة فوشان بمقاطعة غوانغدونغ حاجز سبعة آلاف حالة مؤكدة، وسط ظهور حالات متفرقة في مدن وبلديات مجاورة، ما دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ سلسلة من التدابير الاستباقية والوقائية للحد من انتشار العدوى.

وفي سياق الاستجابة للحدث، شرعت الجهات الصحية الصينية في تطبيق إجراءات مُستمدة من "دليل كوفيد-19" الذي سبق أن اعتمدته البلاد خلال جائحة كورونا، حيث أُجريت فحوصات جماعية للسكان، وتم عزل المصابين، إلى جانب تطهير الأحياء السكنية الأكثر تضررًا.

كما خصّصت مدينة فوشان عشرات المستشفيات كمراكز لعلاج المصابين، ورفعت الطاقة الاستيعابية لأسرّة العزل المقاومة للبعوض إلى أكثر من سبعة آلاف سرير، بحسب ما نقلته وكالة "شينخوا" الرسمية.

وبينما تواصل السلطات جهودها للسيطرة على الوضع الوبائي، فقد لجأت إلى استراتيجيات غير تقليدية، منها إطلاق أسماك متخصصة في التهام يرقات البعوض داخل البحيرات التي تُعدّ بؤرًا محتملة لتكاثر الحشرات الناقلة للعدوى، فضلاً عن نشر أسراب من "بعوض الفيل"، وهو نوع لا يلدغ الإنسان ويعمل على تقليص عدد بعوض الزاعجة المعروف بقدرته على نقل الفيروس.

ويُعد فيروس "شيكونغونيا" من الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغات بعوضات مصابة من نوع الزاعجة المصرية أو الزاعجة المنقطة بالأبيض، وهما نفس النوعين المرتبطين بأمراض فيروسية أخرى كحمى الضنك وزيكا، وذلك وفقًا لما أوردته منظمة الصحة العالمية.

وتبدأ أعراض الإصابة بالفيروس عادة خلال أربعة إلى ثمانية أيام من التعرض للدغة، وتتراوح بين الحمى والإجهاد والغثيان، إلى جانب آلام شديدة في المفاصل قد تستمر لشهور أو سنوات في بعض الحالات.

ويُشار إلى أن اسم "شيكونغونيا" مشتق من لغة الكيماكوندي في جنوب تنزانيا، وهو يشير إلى الحالة التي يصبح فيها الجسم ملتويًا بفعل الأوجاع المفصلية الحادة التي يُعاني منها المصابون.

وبالرغم من الطابع القاسي للمرض، فإن "شيكونغونيا" لا يُعدّ مميتًا في أغلب الحالات، ولا ينتقل من شخص إلى آخر، فيما تزداد خطورة الإصابة بين الأطفال حديثي الولادة وكبار السن، وفقًا للبيانات الصحية الرسمية.

ولا يتوافر علاج فعّال للفيروس حتى الآن، بينما يُنصح المصابون باستخدام بعض المسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين للحد من الأعراض.

وكان المرض قد ظهر أول مرة في تنزانيا عام 1952، قبل أن ينتشر تدريجيًا في دول أفريقيا وآسيا، حيث سُجلت حالات تفشٍ في تايلاند في العام 1967، وفي الهند خلال سبعينيات القرن الماضي، قبل أن تعود موجات التفشي بقوة في عام 2004 في جزيرة لامو الكينية، ومن ثم إلى جزر مثل موريشيوس وسيشل.

وفي عام 2006، شهدت الهند تفشيًا واسعًا شمل نحو 1.3 مليون حالة إصابة مشتبه بها، معظمها في ولايتي كارناتاكا وماهاراشترا، في حين سُجلت في الفترة ذاتها حالات إصابة في سريلانكا ودول أخرى في جنوب شرق آسيا، منها سنغافورة وتايلاند.

وفي الأعوام الأخيرة، واصل الفيروس انتشاره على المستوى العالمي، إذ سجلت الولايات المتحدة حالات في فلوريدا وتكساس وبورتوريكو، في حين سُجّلت حالات أخرى في الصين بين عامي 2010 و2019.

وبحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، فقد بلغ عدد الحالات المسجلة عالميًا خلال العام الجاري نحو 240 ألف حالة إصابة، إلى جانب 90 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس، فيما تُعدّ دول أميركا الجنوبية من بين الأكثر تضررًا.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد