الجامعةُ الأردنيّة و"جورامكو" تطلقان برنامج بكالوريوس هندسة الطّيران /الصّيانة

mainThumb

19-08-2025 07:24 PM

عمان - السوسنة

فادية العتيبي- أطلقتِ الجامعة الأردنيّة ممثلة بكلية الهندسة والشركة الأردنيّة لصيانة الطّائرات (جُورَامْكُو) برنامج البكالوريوس المشترك والمتخصص في هندسةِ الطّيران/ الصّيانة، الذي يهدفُ إلى إعداد كوادر هندسيّة متخصصة تلبّي احتياجات قطاع الطّيران الأردنيّ وتتماشى مع متطلبات الأسواق المحليّة والإقليميّة والعالميّة، من خلال تقديم تعليم أكاديميّ نوعيّ يجمعُ بين الدراسةِ النظريّة والتدريب العمليّ.

جاءَ ذلك خلال حفل أقامته الكلية اليوم في مدرج سعيد المفتي برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات وحضور الرئيس التنفيذيّ لشركة (جورامكو) فريزر كوري والأساتذة نوّاب الرئيس وجمع من أعضاء الهيئة التدريسيّة والطلبة في الكلية، ومسؤولين وممثلين عن الشركة ومتخصصين في قطاع الطيران.

وبموجب خطة البرنامج الممتد على مدار خمس سنوات بواقع 177 ساعة معتمدة، يتلّقى الطلبةُ ثلاثَ سنوات من التعليم الأكاديميّ في الجامعةِ تليها سنتان من الخبرةِ العمليّة في هناجر "جورامكو"، يخضعونَ خلالها لتدريب شامل يؤهلهم لدخول سوق العمل بكفاءةٍ عالية، ليتخرج بذلك الطلبة وهم يحملونَ درجة البكالوريوس في الهندسة إلى جانب شهادات متخصصة من جورامكو، تؤهلهم للحصول على رخص مِهْنية معترف بها دَوليًا، والأهم من ذلك كله، أنّ خريجي هذا البرنامج سيُمنحونَ أولوية في فرص التوظيف لدى جُورامكو.

وخلال حفل إطلاق البرنامج؛ قال عبيدات إنه ليس من المستغرب أن تنجح الشراكات الحقيقية التي تقوم على المعرفةِ والخبرة والأصالة وحسن اختيار الشريك المناسب، منوّهًا إلى أنّ الإنجاز الحقيقيّ يتحقق تلقائيًّا عندما يكمل الشركاء بعضهم البعض ويتشاركونَ في رؤيةٍ واضحة ومحددة.

وأضافَ أنّ الشراكة التي تجمع الجامعة و"جورامكو" وتبلورت من خلال إطلاق هذا البرنامج النوعيّ تحمل رسالة نبيلة مفادها الإيمان بشبابنا من الطلبة الذين هم جوهرها، والاستثمار في إمكاناتهم، وتثبت أن المعرفةَ حين تلتقي بالممارسة، تتلاشى الحواجز وتتسع الآفاق، الأمر الذي سيمكّن طلابنا من التحليق عاليًا، تمامًا كالطائرةِ التي سيصونونها ويتقنونها يومًا ما، فهم موهوبون، وطموحون، ومستعدّون لقيادة مستقبل الطّيران، معربًا عن ثقته بأن يصبح البرنامج أنموذجًا للنجاح.

ونفى رئيس الجامعة أن تكون الأكاديميا بعيدة كل البعد عن الصناعة، مدللًا على حديثه بالشراكة التي تجسدت بإطلاق البرنامج الذي بدأ بفكرة وحلم وأصبح حقيقة مذهلة، ما يعكسُ استجابة الجامعة للنمو المتزايد الذي يشهده قطاع الطيران في الأردنّ، ودورَه المحوريّ في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة.
وأكّد عبيدات أن مسيرة الجامعة الأردنية حافلة بالإنجازات المشرفة، متخذة من التحديات التي واجهتها في رحلة البناء والتطوير، دافعًا لبلوغ أهدافها وتحقيق مزيد من النجاحات التي تليق بمكانتها الأكاديمية والعلمية، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج يمثل فصلًا مميزًا آخر في مسيرتها.

في حين قال كوري إن برنامج البكالوريوس في هندسة الطيران/الصيانة ليس مجرد مبادرة أكاديمية، بل محطة مفصلية في مسيرة صناعة الطيران، ورسالة واضحة تؤكد مكانة الأردن المتنامية كلاعبٍ رئيس على الساحة العالمية، ونموذج مُلهم لما يمكن أن تحققه الشراكات البنّاءة بين القطاعين العام والخاص.

وأضاف أنّ البرنامج لا يلبّي الطلب العالمي المتزايد في صناعة الطيران فقط، بل يؤكد أيضًا ريادة الأردن في هذا المجال، ويجعل منه حاضنة للمواهب المستقبلية في هندسة الطيران وصيانة الطائرات، منوّهًا إلى أنه ومن خلال هذا الاستثمار تواصل جُورامكو تعزيز الدور المحوريّ لقطاع الطيران في دعم الاقتصاد الوطني.
ولفت كوري إلى أن قطاع الطيران شهد خلال الأعوام الماضية توسعًا غير مسبوق شمل مجالات الصيانة والإصلاح والتطوير كافة، وبحسب التقديرات سيحتاج بحلول عام 2040 إلى أكثر من 626 ألف فنّي صيانة جديد، وهو رقم يعكس حجم التحدي والفرصة في آن واحد، الأمر الذي أدركته " جورامكو" مبكرًا، ما جعلها تؤسس "أكاديمية جُورامكو" لتأهيل الأجيال المقبلة من الكفاءات، وإطلاق البرنامج مع الجامعةِ الأردنية ليكون الخطوة الطبيعية الآتية في مسيرة تطوير التعليم والتدريب في هذا القطاع الحيوي.

بدورِه أكّد عميد كلية الهندسة الدكتور منور التراكية أنّ برنامج هندسة الطّيران سيشكّل رافعة أساسية تزيد من تميّز كلية الهندسة، التي تقدّمت على سلم تصنيف كيو إس العالميّ أكثر من مئة نقطة، لتحتل المرتبة المئة والخمسين عالميًّا والأولى محليًّا، بالإضافة إلى تقدّم جميع برامجها حسب تصنيف كيو إس، واعتماد ثمانية من برامجها على المستوى العالميّ. ونوّه إلى أنّ البرنامج هو التاسع على مستوى درجة البكالوريوس في الكلية، ويمثل أحد الأمثلة الناجحة التي تبذلها الجامعة لدمج الأكاديميّة بالصناعة

وقال إنّ الجامعة وفرت لطلبتها، ممن سيلتحقون بالبرنامج المليء بالشّغفِ والتحدي، بيئة حقيقية للتعلّم عن طريق التدريس والتدريب معًا، حيثُ يسمّى هذا النوع “التعلم المتكامل مع بيئة العمل”، وقد تفردت به الجامعة الأردنيّة وأكاديمية وشركة جُورامكو، ليصنع هذا الثلاثي الفرق ويُحدث التغيير في شكل التعليم العالي ليس في الأردنِّ فقط، بل على مستوى الإقليم بأكمله

وكان التراكية قد أشار إلى التحديات التي يواجهها التعليم الهندسي في سد الفجوة بين المهاراتِ المكتسبة خلال الدراسة، التي تركّز على الجانب النظريّ على حساب التطبيقات العمليّة والمهارات الناعمة، وبين متطلبات سوق العمل والتطوّر السريع في التقنيات والبرامج الأكاديمية، وهو ما يجعل بعض المواد الدراسيّة غير قادرة على مواكبة ما يفرضه الطلب في سوق العمل المتغيّر. كما أشار إلى افتقار الخريجين للكثير من الخبرة العملية والمهارات الشخصية، الأمر الذي يتطلّب تعاونًا أكبر بين الجامعاتِ، وقطاع الصناعة لتجاوز تلك التحديات وردم الهوة بينهما.

وتخلل حفل إطلاق البرنامج، الذي قدّمه رئيس قسم الهندسة الميكانيكية الدكتور مضر الزغول، عرض فيديو ترويجي حول رحلة إنشاء البرنامج ومستقبله الطموح بما يلبّي متطلبات العصر ويواكب متغيراته. كما ألقتِ الطالبة حلا جرادات كلمة عبّرت فيها عن شغف الجيل الجديد ومدى حماستهم للبرنامج وتطلعاتهم حياله.

كما جرت جلسة حواريّة أدارتها الأستاذة المشاركة في قسم الهندسة الكيميائية بالكلية الدكتورة ليندا الحمود، بمشاركة كلّ من عميد الكلية الدكتور منور التراكية، والدكتور مضر الزغول، والرئيس التنفيذي للموارد البشرية والأداء في شركة “جورامكو” هناء أبسيس، ومدير التدريب في أكاديمية جورامكو المهندس رامي المساعدة.
وقد جاءتِ الجلسة للرد على مجموعة من الأسئلة والاستفسارات المتوقَّع تداولها حول البرنامج وأهميته، ومساقاته التدريسيّة، وآفاق خريجيه المستقبلية، ومجالات العمل الواسعة التي تؤهلهم للانخراط فيها، وشروط الالتحاق به، وآلية التدريس، وغيرها من المواضيع ذات الصلة.

كما ناقشتِ الجلسة في بعض محاورها آفاق وتحديات برامج هندسة الطّيران في المنطقة، وأوجه تكامل الصناعة والأكاديميا في تحقيق التنمية المستدامة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد