دمشق تطلق متحفًا يوثّق ذاكرة السجون السورية

mainThumb
سجن صيدنايا شمال دمشق والذي وصفته منظمات حقوقية بـ"المسلخ البشري"

16-09-2025 12:30 PM

السوسنة - شهدت العاصمة السورية دمشق إطلاق متحف افتراضي جديد يوثّق ذاكرة السجون والانتهاكات التي تعرّض لها المعتقلون خلال حكم عائلة الأسد، في خطوة رمزية تهدف إلى حفظ الذاكرة الجماعية ودعم مسار العدالة الانتقالية.

ويعتمد المتحف على تقنيات ثلاثية الأبعاد، صور أرشيفية، وشهادات حية من ناجين وأهالي مفقودين، ويعرض مشاهد معاد بناؤها من داخل السجون، إلى جانب دراسات وتحقيقات استقصائية.

وقال مؤسس المشروع عامر مطر إن المتحف يسعى لتوثيق ما وصفه بـ"الذاكرة السورية السوداء المرتبطة بالعنف والقتل والسجون"، مشيرًا إلى أن معظم السوريين مرّوا هم أو أحد أفراد أسرهم بتجربة الاعتقال.

ويأتي المشروع من إعداد مجموعة من الصحفيين وصانعي الأفلام في "مؤسسة الشارع الإعلامية"، وقد بدأ في الأصل عام 2017 لتوثيق سجون تنظيم الدولة الإسلامية، قبل أن يتحول بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر الماضي إلى توثيق سجون النظام السوري.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أكثر من مليوني سوري عاشوا تجربة الاعتقال تحت حكم عائلة الأسد، نصفهم بعد اندلاع الاحتجاجات السلمية عام 2011، فيما قُتل أكثر من 200 ألف شخص داخل السجون، بين من أُعدم ومن قضى تحت التعذيب.

وتمكن القائمون على المشروع حتى الآن من دخول 70 سجنًا، وسط مخاوف من تدمير هذه المواقع قبل توثيقها.

ويقدم المتحف جولات افتراضية داخل السجون، وشهادات من سجناء سابقين، ويهدف إلى تكريم الضحايا، وإعلاء صوت الناجين، وإعداد ملفات أدلة لمحاسبة الجناة. ويُعد سجن صيدنايا شمال دمشق من أبرز السجون التي وثّقها المشروع، وقد وصفته منظمات حقوقية بـ"المسلخ البشري" بسبب ما جرى داخله من انتهاكات.

وفي مايو الماضي، أُنشئت بموجب مرسومين رئاسيين الهيئة الوطنية للمفقودين والهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، للتحقيق في مصير المختفين وتوثيق الانتهاكات، لكن منظمات حقوقية اعتبرت هذه الخطوة غير كافية لتلبية مطالب أهالي الضحايا.

ويرى ناشطون أن الطريق نحو العدالة الانتقالية لا يزال طويلًا، في ظل الحاجة إلى توسيع نطاق المساءلة، وضمان استقلالية التحقيقات، وتأمين الأدلة وحماية الشهود، وهو ما يتطلب دعمًا دوليًا واسعًا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد