دعوات لتطوير المنتجات السياحية في لواء بصيرا

mainThumb

21-09-2025 03:14 PM

السوسنة - دعا معنيون ومهتمون في الشأن السياحي بلواء بصيرا إلى تطوير أنماط جديدة من المنتجات السياحية، مثل المسارات السياحية والسياحة التراثية والتاريخية، والعمل على إدراجها ضمن خارطة السياحة المحلية والعالمية.
وأكدوا أهمية تسليط الضوء على المواقع السياحية والبيئية والأثرية في اللواء، بما يسهم في جذب المزيد من الأفواج السياحية، وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية في اقتصاديات السياحة والحفاظ على التراث.
ودعت مديرة مؤسسة إرث بصيرا، المهندسة صفاء الرفوع، إلى ضرورة إدراج المواقع السياحية والتاريخية المكتشفة في بصيرا على خريطة السياحة المحلية والعالمية، مشددة على أهمية توظيف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في توثيق الإرث الحضاري للمواقع الأثرية، نظرا لما تمتاز به بصيرا من تنوع غني في الموروث الثقافي والتاريخي.
وأكدت أهمية إطلاق مشروع للمسارات السياحية في منطقة بصيرا وتحديث هذه المسارات بالتعاون مع وزارة السياحة، إلى جانب إصدار نشرات سياحية بعدة لغات للترويج الفعال للمواقع السياحية في المنطقة.
وأشارت إلى دور "إرث بصيرا" في الترويج لمحافظة الطفيلة على المستوى المحلي، مع التركيز على "وادي عبقر" كمنتج سياحي يجمع بين العناصر المادية وغير المادية، مؤكدة على إمكانيته في استقطاب الزوار، خصوصا من دول الخليج العربي.
وشددت على ضرورة إنشاء مركز زوار في بصيرا، والعمل بشكل متسارع لإصدار نشرات سياحية متخصصة تبرز الطرق التاريخية والمسارات السياحية في المنطقة.
من جهته، أشار مدير مخيم "عين لحظة" السياحي والناشط في المجال السياحي، المهندس أحمد السعودي، إلى أن لواء بصيرا يعد من أبرز الأماكن التاريخية في محافظة الطفيلة، إذ احتضن عبر العصور حضارات متعددة، أبرزها الحضارة الأدومية التي اتخذت من بصيرا عاصمة لها، إلى جانب الحضارتين النبطية والرومانية، ما جعلها غنية بالآثار والشواهد المادية التي تروي قصص الاستقرار البشري والتفاعل التجاري والثقافي على مر القرون.
ولفت إلى أن بصيرا تحتضن إرثا دينيا مميزا، يتمثل في وجود قبور عدد من الصحابة الكرام، من أبرزهم الحارث بن عمير الأزدي وكعب بن عمير الغفاري وأصحابه، وهو ما يضفي عليها بعدا روحيا وتاريخيا يعزز من مكانتها كوجهة سياحية دينية وثقافية في آن واحد.
وأضاف أن بصيرا، إلى جانب بعدها التاريخي والديني، تتميز ببيئتها الطبيعية الخلابة، حيث تتنوع تضاريسها بين الجبال الشامخة، والأودية الخصبة، والسهول الواسعة، ما يجعلها لوحة طبيعية ساحرة تجذب الزوار.
وأكد أن هذا التنوع البيئي يوفر مقومات قوية للسياحة البيئية، بدءا من المسارات الجبلية للمشي والاستكشاف، وصولا إلى الإطلالات البانورامية الخلابة نحو الأغوار الجنوبية والبحر الميت، موضحا أن التلاقي الفريد بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة يمنح بصيرا هوية سياحية متكاملة، تجعلها وجهة مميزة للزائر الباحث عن الثقافة والطبيعة في آن واحد.
بدوره، دعا المؤرخ والباحث الدكتور إسحاق عيال سلمان، إلى أهمية تطوير القطاع السياحي في بصيرا، من خلال تحديث التجربة السياحية وتبني آليات جديدة تسهم في النهوض بالمواقع التراثية والتاريخية، بما يحقق التنمية المستدامة ويحول الإرث الثقافي إلى منتجات سياحية تسهم في دعم المجتمع المحلي وتعزيز الاقتصاد.
وأشار إلى ضرورة تشجيع الحرف والصناعات التقليدية، وإصدار نشرات وكتب متخصصة توثق تراث محافظة الطفيلة، إلى جانب تطوير المسارات السياحية في المحافظة، مؤكدا أهمية استمرار جهود وزارة السياحة والآثار في تحسين وتطوير البنية التحتية للمواقع السياحية، بما يسهم في خلق فرص عمل لأبناء المجتمعات المحلية وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة.
وشدد على ضرورة إبراز المواقع التاريخية ذات البعد الحضاري العميق، لما لها من قدرة على جذب الزوار وتحفيزهم على استكشاف هذه الأماكن والانخراط في تجربة سياحية غنية ومميزة.
وأكد أهمية توثيق مسارات الأنبياء والصحابة في المنطقة، وتسليط الضوء على الطرق التاريخية التي كانت تصل إلى بلاد الشام، لما لها من قيمة دينية وتاريخية تضيف بعدا جديدا للمنتج السياحي وتسهم في تعزيز مكانة بصيرا كمقصد سياحي وثقافي متكامل.
من جانبه، أكد عالم الآثار الدكتور محمد وهيب، من الجامعة الهاشمية، أهمية تطوير أنماط جديدة من السياحة في بصيرا، بما يسهم في إبراز القيمة التاريخية والتراثية للمنطقة وتعزيز مكانتها على خارطة السياحة.
وأوضح أن الدراسات الميدانية التي نفذها فريق العمل المشترك أثبتت وجود وادي عبقر في منطقة بصيرا، مبينا أن هذا الوادي كان معبرا مهما لقوافل التجارة والثقافة والأدب، ومرت عبره نخبة من الشعراء العرب الأوائل، ما يجعله محطة ثقافية وتاريخية فريدة في الطفيلة.
وأضاف أن النشر العلمي المتخصص وصل إلى مراحل متقدمة في توثيق المواقع ذات الأهمية التاريخية، لاسيما تلك المرتبطة بالتراث الشفوي، مثل حكايات وادي عبقر، والتي تناقلتها الأجيال عبر الزمن، مؤكدا أن تثبيت الموقع سيكون له انعكاسات اقتصادية واجتماعية وفكرية، وسيسهم في إغناء الأدب والفكر العربي، في ظل استمرار اهتمام الباحثين بالبحث عن هذا الوادي الغامض والمذكور في الموروث العربي.
وأشار إلى أن السياحة العربية، وخاصة القادمة من الخليج، ستستفيد بشكل كبير من هذا الاكتشاف، لا سيما في ظل العمل على تطوير وادي عبقر والمواقع المحيطة به من ينابيع ومواقع تراثية، إلى جانب الطرق التاريخية التي تمر عبر بصيرا والطفيلة، مثل طريق البخور العالمي، وطريق تراجان الدولي، وطريق الإيلاف القرشي، ودرب الملح، ومسار سور الأردن العظيم.
وأوضحت مديرة سياحة الطفيلة، خلود الجرابعة، أن التراث السياحي يعد من المحركات الرئيسية للسياحة الثقافية، مشيرة إلى النتائج التي تظهر اهتماما متزايدا من الزوار بهذا النوع من السياحة وتأثيره الإيجابي على اقتصاديات المجتمع المحلي.
وأكدت حرص وزارة السياحة على تطوير بلدة بصيرا من الناحيتين التراثية والسياحية، والعمل على ابتكار منتجات سياحية جديدة وترويجها، مثل الحكايات الشعبية في وادي بصيرا، المعروف تاريخيا بوادي عبقر، بهدف جذب المزيد من السياح وتعزيز التنمية المحلية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد