ندوة بمعرض عمان الدولي للكتاب تناقش أدب الرحلة العربية

mainThumb

29-09-2025 11:14 AM

السوسنة - عقدت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2025، ندوة تناولت أدب الرحلة العربية بين إدراك الذات وتأمل تأويل الآخر، مركزة على إشكالية العلاقة بين الحقيقة الجغرافية والخيال السردي، وكيفية تمثيل صورة الآخر في نصوص الرحلات القديمة والمعاصرة.

وشارك في الندوة التي أقيمت بالتعاون مع جمعية النقاد الأردنيين، كل من الدكتور زهير توفيق والدكتور نضال الشمالي، والدكتورة خولة شخاترة، وإدارة الدكتورة ليديا راشد.

وافتتح الدكتور توفيق مداخلته بالتأكيد على أن أدب الرحلة أداة من أدوات المعرفة، لكنه أثار تساؤلات جوهرية حول ميثاق الواقع، مشيراً إلى أن المعطيات الجغرافية لم تدل ولن تدل على واقع "الآخر".

وأوضح أن الرحلة عندما تحولت إلى "سردية"، أصبح الجزء الأكبر منها "سردًا أدبيًا ومختلقًا من كاتب السيرة"، وغرقت أغلب المواد في العموميات والتركيز على "العجيب والغريب".

وقدم الدكتور توفيق شواهد تطبيقية عن ابن فضلان، وابن بطوطة، وخلص إلى أن المركزية كانت هي الأساس لدى الرحالة القدامى، وكانت النظرة إلى الآخر "نظرة دونية لم تتزحزح".

من جانبه، طرح الدكتور نضال الشمالي تساؤلاً حول سبب تسمية نصوص الرحلة بـ"الأدب" بدلاً من "التاريخ" إذا كانت تقوم على "ميثاق الواقع"العالي.

وركز على تحول الرحلة من مجرد فعل إثنوغرافي إلى "فعل حضاري"، حيث يجب أن يتحول نص الرحلة اليوم، في ظل وجود التقنيات الحديثة، من تقديم "المرئيات" إلى تقديم "الرؤى".

وشدد على أن *أدب الرحلة العربي الحديث متفوق جداً على الأدب العربي القديم، لأنه استفاد من "طاقات السرد وطاقات الرواية"، وكان القائمون عليه "من المثقفين العرب أصحاب الرؤية والوعي" الذين ذهبوا مختارين.

واختتم الشمالي مداخلته بالقول إن الرحلة في عصر النهضة مثلت "اختياراً واعيًا"، ووصفًا لحالة "الأنا الجريحة مقابل الآخر المتقدم"، وتعتبر"إرهاصاً لولادة الرواية العربية".

وأكدت الدكتورة خولة شخاترة على ضرورة "دراسة كل رحلة بسياقاتها التاريخية والثقافية"، وعدم جواز النظر إلى كل الرحلات بنظرة واحدة.

وأشارت إلى أن أدب الرحلات أُخرج من "المعتمد الأدبي" لأنه مليء "بالعجيب والغريب والمبالغات" ولغته ليست عالية.

 كما نوهت إلى أن الرحالة الذين "قطعوا القفار"كان لديهم خرائط ومعلومات "تستفيد منها الدولة أيام السلم والحرب".

وفي نهاية الأمسية تم  تكريم المشاركين في الندوة بدرع المعرض .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد