رونالدو يقترب من الألفية ويقود البرتغال لتفادي الخسارة أمام المجر

mainThumb

15-10-2025 12:37 AM

السوسنة - في ليلة كروية دراماتيكية، سقط منتخب البرتغال في فخ التعادل الإيجابي 2-2 أمام ضيفه المنتخب المجري المقاتل، في المباراة التي احتضنها ملعب "جوزيه ألفالادي" بلشبونة مساء الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الثامنة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026. ورغم تألق قائده كريستيانو رونالدو الذي سجل ثنائية، إلا أن هدفاً قاتلاً في الوقت بدل الضائع من نجم ليفربول دومينيك سوبوسلاي حرم أصحاب الأرض من حسم بطاقة التأهل المباشر، ليشتعل الصراع في المجموعة قبل جولتين فقط من النهاية.

بدأت المباراة على عكس كل التوقعات، حيث فاجأ المنتخب المجري أصحاب الأرض بأداء هجومي جريء ودفاع منظم. لم يدم الانتظار طويلاً، ففي الدقيقة الثامنة، ومن هجمة منظمة، استغل المدافع أتيلا سالاي حالة من الارتباك داخل منطقة جزاء البرتغال ليسدد كرة قوية سكنت الشباك، مطلقاً العنان لاحتفالات صاخبة في مقاعد بدلاء المجر ومسبباً صدمة مبكرة للجماهير البرتغالية الغفيرة.

بعد الهدف، بدا الارتباك واضحاً على أداء المنتخب البرتغالي الذي حاول استيعاب المفاجأة وتنظيم صفوفه. وكما هي العادة في اللحظات الصعبة، تقدم القائد كريستيانو رونالدو ليحمل فريقه على عاتقه. وفي الدقيقة 22، ومن كرة عرضية أرسلها برونو فيرنانديز، ارتقى رونالدو بذكاء وتابع الكرة بلمسة مباشرة في المرمى، معيداً المباراة إلى نقطة البداية ومشعلاً حماس المدرجات.

أهم اللحظات:
النتيجة النهائية: البرتغال 2 – 2 المجر.
اللحظة الحاسمة: هدف التعادل القاتل الذي سجله دومينيك سوبوسلاي في الدقيقة 91، والذي غيّر مسار المباراة ومنح المجر نقطة ثمينة حرمت البرتغال من التأهل المبكر.
اللاعب الأبرز: كريستيانو رونالدو، الذي سجل هدفي منتخب بلاده وأنقذه من الخسارة في الشوط الأول، مؤكداً مرة أخرى على دوره الحاسم كقائد للمنتخب.
لم يكتفِ رونالدو بهدف التعادل، بل واصل قيادة الهجوم البرتغالي بحثاً عن هدف التقدم. وعندما كانت المباراة تتجه إلى نهاية شوطها الأول بالتعادل، عاد "الدون" ليترك بصمته من جديد. في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، ومن عرضية متقنة أخرى، هذه المرة من رافائيل لياو، وضع رونالدو الكرة برأسه ببراعة داخل الشباك، ليقلب الطاولة على المجريين وينهي الشوط الأول بتقدم مستحق للبرتغال بنتيجة 2-1، وسط احتفاء كبير من الجماهير التي رأت في قائدها المنقذ كالعادة.

في الشوط الثاني، حاول المنتخب البرتغالي فرض سيطرته الكاملة وحسم اللقاء بهدف ثالث، لكنه اصطدم بمنتخب مجري منظم وعنيد لم يفقد الأمل في العودة. اعتمد لاعبو المجر على إغلاق المساحات والتحولات السريعة، معتمدين على مهارة نجمهم الأول دومينيك سوبوسلاي في وسط الملعب.

مرت الدقائق وسط محاولات برتغالية خجولة ودفاع مجري صلب، وبدا أن المباراة في طريقها لفوز صعب لأصحاب الأرض. لكن كرة القدم أبت إلا أن تكشف عن وجهها الدرامي في اللحظات الأخيرة. كانت نقطة التحول الكبرى في الدقيقة 91، عندما وصلت الكرة إلى دومينيك سوبوسلاي على مشارف منطقة الجزاء. وبلمسة فنية رائعة، أطلق نجم ليفربول تسديدة صاروخية ومتقنة بيسراه، عجز الحارس ديوغو كوستا عن صدها، لتنفجر في الشباك وتعلن عن هدف تعادل قاتل وصادم.

ما القادم؟ بهذه النتيجة، أجل المنتخب البرتغالي حسم تأهله الرسمي إلى كأس العالم. ورغم أنه لا يزال في صدارة المجموعة برصيد 10 نقاط، إلا أنه أصبح بحاجة إلى تحقيق نتيجة إيجابية في الجولة المقبلة لضمان مقعده في المونديال دون الدخول في حسابات معقدة في الجولة الأخيرة. سيواجه المنتخب البرتغالي نظيره منتخب [اسم المنافس التالي] في نوفمبر القادم، في مباراة ستكون بمثابة النهائي لكتيبة المدرب روبرتو مارتينيز.

على الجانب الآخر، تعتبر هذه النقطة بمثابة انتصار للمنتخب المجري، الذي رفع رصيده إلى 5 نقاط في المركز الثاني. هذا التعادل الثمين من لشبونة يبقي على آمال المجر حية في المنافسة على التأهل، حيث ستكون المباراتان المتبقيتان في التصفيات بمثابة معارك حاسمة لتحديد مصيرهم في حلم الوصول إلى كأس العالم 2026.

واصل كريستيانو رونالدو، أسطورة كرة القدم البرتغالية ونجم نادي النصر السعودي، كتابة التاريخ في عالم المستديرة، وهو على مشارف عامه الأربعين، بعد أن أضاف إنجازًا جديدًا إلى سجله الذهبي ليصبح الهداف التاريخي لتصفيات كأس العالم.

خلال المواجهة التي جمعت منتخب البرتغال بنظيره المجر، ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، سجل رونالدو هدفين جديدين ليصل إلى 41 هدفًا في تاريخ مشاركاته بالتصفيات، متفوقًا على جميع نجوم العالم في هذا المجال، بما في ذلك ليونيل ميسي (36 هدفًا)، وروبيرت ليفاندوفسكي (32 هدفًا)، وعلي دائي (35 هدفًا)، وكارلوس رويز (39 هدفًا).

لم يتوقف تألق رونالدو عند هذا الحد، إذ بلغ هدفه رقم 948 في مسيرته الاحترافية مع الأندية والمنتخب، مؤكدًا أنه لا يزال الرقم الأصعب في كرة القدم العالمية، ومثبتًا أن العمر مجرد رقم أمام إرادة لا تعرف المستحيل.

يأتي هذا الإنجاز ليؤكد أن رونالدو لا يزال يملك الشغف ذاته الذي ميزه منذ بداياته، وصولًا إلى تجربته الحالية مع النصر السعودي. وعلى الرغم من بلوغه الأربعين تقريبًا، يقدم "صاروخ ماديرا" أداءً مذهلًا داخل المستطيل الأخضر، محافظًا على لياقته البدنية ومستواه التهديفي، ومثبتًا أن روح المنافسة والرغبة في تحقيق المزيد من الإنجازات لا تتوقف مع تقدّم العمر، بل تزداد قوة وإصرارًا مع مرور الزمن.

بهذا الإنجاز، يضيف رونالدو صفحة جديدة إلى تاريخه المضيء، ويواصل ترسيخ مكانته كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، جامعًا بين الاستمرارية، والانضباط، والعزيمة التي جعلت منه أيقونة لا تتكرر في عالم الرياضة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد