تصعيد في خان يونس : غارة للاحتلال تدمر شركة الكهرباء

mainThumb

30-10-2025 01:09 PM

السوسنة - في تصعيد ميداني جديد، كثف جيش الاحتلال من عملياته العسكرية في مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.

ودمرت غارات الاحتلال جوية بشكل كامل مبنى شركة الكهرباء في بلدة عبسان شرقي المدينة، فيما نفذ جيش الكيان لـ "عملية نسف" في مدينة خان يونس نفسها.

يأتي هذا التطور في ظل استمرار العمليات العسكرية للاحتلال المركزة في جنوب القطاع، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية عبر استهداف واحدة من أهم مرافق البنية التحتية الحيوية المتبقية في المنطقة.

يعد التطور الأبرز هو غارة الاحتلال التي استهدفت مبنى شركة الكهرباء في بلدة عبسان شرقي خان يونس.

لا ينظر إلى هذا المبنى كهدف عسكري تقليدي، بل كـ "شريان خدمة" حيوي للمنطقة، ويثير هذا الاستهداف مخاوف جدية حول تداعياته المباشرة على المدنيين. حيث تدمير مرفق توزيع الكهرباء يعني انقطاع التيار عن آلاف المنازل والمرافق في عبسان والمناطق المجاورة لها، في وقت يعتمد فيه السكان بشكل شبه كلي على المولدات التي تعاني أصلا من شح حاد في الوقود.

بالتزامن مع غارة عبسان، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي " عملية نسف" في مدينة خان يونس.
ورغم أن التفاصيل الأولية لم تحدد طبيعة الأهداف المنسوفة (سواء كانت منازل سكنية، أو مربعات سكنية كاملة، أو بنى تحتية أخرى)، إلا أن مصطلح "عملية نسف" يشير إلى استخدام كميات كبيرة من المتفجرات لتدمير أهداف محددة على الأرض، وهو تكتيك استخدمه جيش الكيان بكثافة خلال عملياته البرية في القطاع.

هذه العمليات غالبا ما تهدف إلى:

تدمير ما يعتقد أنها شبكات أنفاق.
إزالة مبان لإنشاء مناطق عازلة أو ممرات لآلياته.
تغيير معالم المنطقة جغرافيا وديموغرافيا.
تترك عمليات النسف هذه دمارا هائلا يصعب إصلاحه، وتزيد من تعقيد عودة النازحين إلى مناطقهم مستقبلا، حيث تمحو أحياء بأكملها عن الخريطة.


إن الجمع بين تدمير البنية التحتية (الكهرباء) وعمليات النسف الأرضية يخلق أزمة مركبة. يمكن تلخيص التأثيرات المباشرة والمتوقعة على النحو التالي (قائمة مرنة):

شلل الخدمات الصحية: يعد انقطاع الكهرباء بمثابة حكم بالإعدام على الخدمات الطبية المتبقية في خان يونس. المستشفيات والنقاط الطبية القليلة التي لا تزال تعمل في المنطقة (مثل مستشفى غزة الأوروبي القريب) تعتمد على الكهرباء لتشغيل أجهزة غسيل الكلى، والحاضنات، وغرف العناية المركزة.

أزمة المياه والصرف الصحي: يؤدي تدمير محطات الكهرباء إلى توقف مضخات المياه الصالحة للشرب ومحطات معالجة الصرف الصحي. هذا ينذر بفيضان مياه الصرف في الشوارع، وانتشار الأوبئة والأمراض المنقولة بالمياه، فضلا عن العطش.

توقف الاتصالات: تعتمد أبراج الاتصالات وشبكات الإنترنت على مصدر ثابت للطاقة. انقطاعها يعني عزلا شبه كامل لسكان خان يونس عن العالم الخارجي وعن فرق الإنقاذ.

تفاقم أزمة الغذاء: يؤدي انقطاع الكهرباء إلى توقف المخابز القليلة المتبقية التي تعتمد على الكهرباء، مما يزيد من صعوبة الحصول على الخبز.

زيادة حركة النزوح: يدفع تدمير مقومات الحياة الأساسية مئات العائلات إلى النزوح مجددا، بحثا عن أماكن أكثر أمنا (إن وجدت)، مما يزيد الضغط على مناطق مثل رفح أو المواصي.

لم تكن خان يونس يوما هدفا عاديا. باعتبارها واحدة من كبرى مدن قطاع غزة والمركز الرئيسي لجنوبه، ظلت المدينة ومخيمها محورا للعمليات البرية للاحتلال لعدة أشهر.

وبعد فترات من الانسحابات الجزئية وإعادة التموضع، يبدو أن العمليات الأخيرة (النسف والغارة على شركة الكهرباء) تندرج ضمن استراتيجية "تثبيت السيطرة" أو "تدمير ما تبقى من بنى تحتية مدنية وعسكرية" قبل أي انسحاب مستقبلي.

يشير استهداف شركة الكهرباء تحديدا إلى مرحلة جديدة من الضغط، تهدف لجعل المنطقة غير قابلة للحياة، وهو ما يتقاطع مع تحذيرات أممية متكررة من تدمير ممنهج لمقومات البقاء في غزة. وتبقى الساعات القادمة حاسمة لمراقبة مدى اتساع هذه العمليات وتأثيرها النهائي على المشهد الإنساني في جنوب القطاع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد