ما هي قضية المقاومين العالقين في أنفاق رفح

mainThumb

10-11-2025 02:43 PM

السوسنة

عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، برزت مؤخرا قضية المقاومين الفلسطينيين العالقين داخل أنفاق في مدينة رفح المدمرة جنوبي القطاع، وسط مساع إسرائيلية لتحويل هذه القضية لعقبات تحول دون التنفيذ السريع للاتفاق.

وبات مصير المقاومين العالقين في رفح موضع سجال بين الاحتلال وحركة حماس، وتتحدث تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية عن ضغوط تمارسها إدارة الرئيس دونالد ترامب لحل هذه القضية بما يؤدي لاستمرار وقف إطلاق النار.

وأكدت كتائب القسام، أن هؤلاء المقاومين من عناصرها الذين ظلوا في منطقة تخضع لسيطرة قوات الاحتلال في رفح.

ويتواجد المقاتلون في أنفاق داخل نطاق "الخط الأصفر"، وهو الحد الذي انسحبت إليه قوات الاحتلال بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وتقع كامل مدينة رفح ضمن هذا النطاق.

وتقدر إسرائيل أعداد المقاتلين العالقين بالمنطقة بين 150 و200 مقاتل، في حين لا تشير بيانات حماس أو القسام إلى أي تقديرات بهذا الشأن.

وتفجرت القضية في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي احتياط جراء استهداف قوة عسكرية في رفح، مدعيا أن ذلك يعد خرقا لوقف إطلاق النار.

وبعدها شن جيش الاحتلال غارات واسعة على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، كما أنه خص رفح بعمليات قصف متكررة ونسف لما تبقى من المباني فيها.

وكانت إسرائيل أعلنت قبل ذلك بـ10 أيام عن مقتل جنديين في رفح، وتذرعت أيضا بهذا الحدث لتقصف عدة مناطق في قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد نحو 50 فلسطينيا.

وتحدثت تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية عن ضغوط أميركية على إسرائيل وحماس لحل قضية المقاتلين العالقين في أنفاق رفح.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية السبت عن مسؤول أميركي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ضغطت على حماس لإعادة جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن، وذلك لإتاحة الفرصة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء أزمة مقاتلي حماس العالقين برفح.

وكانت كتائب القسام أعادت أول أمس جثة غولدن الذي قتل في عملية للمقاومة برفح عام 2014، وأكدت إسرائيل أن الرفات التي تسلمتها تعود له.

ويفترض أن تكون مسألة المقاتلين العالقين ضمن المحادثات التي يجريها اليوم المبعوثان الأميركيان، جاريد كوشنر وستيفن ويتكوف، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالمطلعة.

وأشارت تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية إلى عدة مقترحات طرحت لحل أزمة مقاتلي حماس في رفح.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنه لا خيار لمقاتلي حماس برفح إلا الاستسلام أو الموت في الأنفاق، وطرح آخرون فكرة اعتقالهم والتحقيق معهم في إسرائيل.

بيد أن التقارير الإعلامية الأميركية والإسرائيلية تداولت مقترحات تشمل السماح للمقاتلين بالمرور الآمن إلى غزة بعد تسليم سلاحهم.

كما تم طرح فكرة نقل مقاتلي حماس إلى دولة ثالثة بعد خروجهم من الأنفاق في رفح.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن إسرائيل تدرك أن الضغط الأميركي سيدفعها لإبداء مرونة في هذا الملف.

وقالت حركة حماس إن المقاتلين المتحصنين في رفح لن يستسلموا، وحثت الوسطاء على إيجاد حل للأزمة التي تهدد وقف إطلاق النار.

وأوضح القيادي في حماس إسماعيل رضوان أن الحركة أخبرت الوسطاء باستعدادها لإخراج المقاتلين من المنطقة التي يسيطر عليها الاحتلال خلف الخط الأصفر، محملا الجيش الإسرائيلي مسؤولية أي تصعيد في حال دهمه أماكن وجودهم.

كما حذرت كتائب القسام أمس الأحد إسرائيل من أي اشتباك محتمل مع عناصرها العالقين برفح، مؤكدة أن "الاستسلام أو تسليم النفس ليسا واردين في قاموس القسام".

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي كبير قوله الليلة الماضية إن بلاده نجحت في تسهيل إعادة رفات الضابط الإسرائيلي هدار غولدن.

وأضاف المسؤول نفسه أن أنقرة تسعى لتوفير ممر آمن لنحو 200 فلسطيني عالقين في أنفاق غزة، في إشارة إلى مقاتلي حماس برفح، بعد أن سهلت عودة جثة غولدن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد