الحريري يحمل سوريا مسؤولية انفجار بيروت

mainThumb

25-01-2008 12:00 AM

السوسنة -  اتهم زعيم الأغلبية النيابية اللبنانية النائب سعد الحريري دمشق بالتورط في الاعتداء الذي أودى بحياة ضابط أمني لبناني كبير وثلاثة أشخاص آخرين، الجمعة .وقال الحريري في بيان إن "هذه الجريمة النكراء تأتي عشية انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب المخصص للبحث في أوضاع لبنان، وهي بهذا المعنى تشكل رسالة واضحة لكل العرب بأن مصير هذا البلد سيبقى محكوما بالإجرام والإرهاب، رغما عن كل المبادرات والجهود ومساعي البحث عن حلول".

ويأتي الاعتداء عشية انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيرفع خلاله الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تقريرا حول وساطته الأخيرة في لبنان التي انتهت بالفشل.

وأضاف الحريري أن ذلك "يدعونا إلى إطلاق النداء تلو النداء بوجوب رفع يد النظام السوري عن لبنان، وتعطيل مخطط الاستيلاء مجددا على قراره الوطني المستقل". وأكد أن الاعتداء "لن ينتهي إلا بالتضامن الوطني على إسقاط مشروع تطويع لبنان وإعادته إلى زمن الهيمنة والتسلط"، مشددا على أن "لبنان ليس ساحة لتصفية حسابات النظام السوري".

استهدف الاعتداء سيارة رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات النقيب وسام محمود عيد -31 عاما- الذي كان يحقق في عمليات القتل التي تهز لبنان منذ 2004
وقد قال مصدر أمني إن الانفجار استهدف رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي النقيب وسام محمود عيد، فيما أعلن الصليب الأحمر اللبناني أن القتلى الأربعة هما مدنيان صدف مرورهما في مكان الحادث إضافة إلى المسؤول الأمني ومرافقه.

وأضاف المصدر الأمني أن عيد كان قد تعرض قبل عامين لمحاولة اغتيال فاشلة عندما ألقيت خلالها قنبلة على منزله في بيروت.

وشدد المصدر على أن عيد كان قياديا مهما في قوى الأمن الداخلي، وشارك في العديد من التحقيقات المتعلقة بالتفجيرات التي شهدها لبنان ومن بينها التفجير الذي وقع في فبراير/شباط 2007 في منطقة عين علق كما شارك في العديد من التحقيقات الحساسة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي عربي مطلع على التحقيقات التي جرت حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري إن النقيب عيد كان مقربا من الحريري وكان رئيس فريقه الأمني كما كان قد أودع لجان التحقيق الدولية معلومات عدة بشأن التحقيقات.

واعتبر وزير الداخلية اللبنانية حسن السبع في تصريح صحافي أن الحملة التي تستهدف قوى الأمن الداخلي، وخصوصا فرع المعلومات هي نتيجة العطاء والنتائج التي حققها هذا الفرع، والنقلة النوعية لقوى الأمن من العام 2005 حتى الآن.

الجامعة العربية تندد

أدانت الجامعة العربية الاعتداء، وحذّر أمينها العام عمرو موسى من "انزلاق لبنان إلى الهاوية من جراء الفشل في التوصل إلى توافق لبناني حول الاستحقاق الرئاسي الذي تأخر كثيرا".

البيت الأبيض يتجنب اتهام سوريا

كما دان البيت الأبيض "بشدة" الاعتداء، واعتبره محاولة جديدة لتأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية, متجنبا في الوقت نفسه اتهام سوريا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن من يقف وراء الانفجار هم "أولئك الذين يسعون إلى ضرب المؤسسات والأصول الديمقراطية اللبنانية، والاستمرار في تأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

وردا على سؤال حول احتمال ضلوع سوريا في هذا التفجير، جريا على عادة الحكومة الأمريكية في التنديد بدمشق عقب كل اعتداء مماثل، قالت المتحدثة إنه لا يمكنها إعفاء سوريا من المسؤولية، مضيفة في الوقت نفسه "لست متأكدة من ذلك".

الاتحاد الاوروبي يندد

كذلك أدان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الاعتداء "الدنيء"، الذي رأى فيه محاولة أخرى لزعزعة استقرار هذا البلد. كما نددت دول بريطانيا، فرنسا، روسيا، أسبانيا، ومصر بالتفجير.

السفارة الأميركية: الجريمة هجوم ضد الدولة

هذا ودانت السفارة الأميركية في لبنان جريمة اغتيال المسؤول في شعبة مخابرات قوى الأمن الداخلي. وقالت السفارة في بيان صادر عنها إن هذه الجريمة هي أيضا هجوم مباشر وشائن ضد لبنان الدولة والمؤسسات. وأضافت أن الهجوم هو أحدث حلقة من سلسلة طويلة على مدى فترة تزيد على ثلاث سنوات تستهدف أولئك الذين يعملون على حماية اللبنانيين وعلى بقاء لبنان سيدا ومستقلا.

وأكد البيان أن الولايات المتحدة، شأنها في ذلك شأن أصدقاء لبنان من الأسرة الدولية، ما تزال ملتزمة التزاما راسخا بدعم ديمقراطية واستقلال لبنان ومؤسساته الشرعية.

فرنسا تدعو إلى وقف مساعي زعزعة استقرار لبنان

من ناحيتها دانت فرنسا التفجير داعية المجتمع الدولي إلى إنهاء المساعي المدمرة المتكررة لزعزعة استقرار لبنان. وأكد بيان لوزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تدعو المجتمع الدولي إلى وضع حد لهذه المساعي.

وجدد البيان دعوة جميع الأطراف في لبنان وفي الخارج إلى تحمل مسؤولياتهم بلا تأخير والقيام بكل ما من شأنه إنهاء حالة الفراغ على رأس الدولة اللبنانية. وأكد البيان أن فرنسا تؤكد تصميمها على القيام بدورها في الجهود المبذولة، بدعم من المجتمع الدولي لتعزيز استقلال واستقرار ووحدة لبنان.

أبو الغيط يندد بانفجار بيروت

كذلك، دان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التفجير الذي وقع في بيروت الجمعة. وقال أبو الغيط في بيان "إن حملة الاغتيالات التي يشهدها لبنان باتت أمرا لا يمكن القبول به ولا يصح السكوت عنه." وأضاف "إن تصور البعض أن الاغتيالات يمكن أن تحسم تسوية الأزمة الحالية لصالحه هو تصور مغلوط ولن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار العربي والدولي بإنهائها."

دمشق: سوريا حريصة على استقرار لبنان

من ناحيتها، استنكرت دمشق الحادث ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر إعلامي إدانة سوريا لعملية التفجير في بيروت، معتبرا أن مثل هذه العمليات تستهدف أمن لبنان واستقراره. وأبدى المصدر حرص سوريا الدائم على استقرار لبنان.

أسبانيا تصف الانفجار بالاعتداء الإرهابي

بدورها، نددت الحكومة الأسبانية اليوم الجمعة بما وصفته الاعتداء الإرهابي في بيروت الذي أدى إلى مقتل ضابط لبناني رفيع المستوى. وجاء في بيان للخارجية الأسبانية "إن الحكومة الاسبانية تندد بشدة بالاعتداء الوحشي المقترف هذا الصباح في بيروت، وتعرب عن أملها في أن يتم توقيف مرتكبي الاعتداء وإحالتهم على القضاء."

وأعربت الحكومة الأسبانية "عن ثقتها بان هذا الهجوم الإرهابي الجديد لن ينال من تصميم اللبنانيين على استعادة الاستقرار والتعايش السلمي."

متظاهرون لبنانيون يغلقون الطريق الرئيسي إلى سوريا

وعلى أثر عملية الاغتيال أغلق مئات الأشخاص بالإطارات المشتعلة الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة طرابلس بشمال لبنان مع سوريا. وأحرق المتظاهرون الذين قدموا من قرية دير عمار التي يتحدر منها النقيب عيد إطارات تعبيرا عن الغضب وأغلقوا الطريق في الاتجاهين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد