نجاد يستعد لزيارة بغداد ويتحدى مشاعر العراقيين

mainThumb

25-01-2008 12:00 AM

السوسنة - يستعد الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد لزيارة العاصمة العراقية بغداد، فى خطوة ستثير الكثير من الجدل سواء بالنسبة إلى العراقيين الذين ما يزال الكثير منهم يكرهون الجار الشرقى بعد مخلفات حرب طاحنة، أو بالنسبة إلى الأمريكيين ورئيسهم بوش الذى أدى منذ أيام زيارة إلى المنطقة وحث زعماءها على الاستعداد للمواجهة مع إيران.

وفى حال تلبية نجاد الدعوة المرتقبة، فإنها ستكون أول زيارة تاريخية لرئيس إيرانى إلى العراق منذ الحرب التى خاضها البلدان، واستمرت ثمانى سنوات قتل فيها قرابة مليون شخص، فى ثمانينات القرن الماضي.

ويقول المحللون إن العراقيين ازدادوا، مع مرور أكثر من أربع سنوات على الغزو، قناعة بكراهية إيران وحكامها، فإذا كانت الحرب الأولى مكشوفة والمواجهة فيها فى النور، فإن الحرب التى تشنها إيران على العراق أكثر شراسة وأعمق تأثيرا.

فقد تمت تصفية العشرات من الكادر العسكرى الذى شارك فى الحرب الأولى بمن فى ذلك الجنود، ويتم اغتيال أو اعتقال المئات ممن تحوم حولهم شبهات المشاركة فى تلك الحرب.

كما أن الزيارة فى حال حدوثها تأتى فى وقت تسعى فيه واشنطن إلى حشد التأييد الدولى لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإيرانية على خلفية برنامجها النووي.
ويقول المتابعون إن زيارة نجاد تدخل فى سياق ردّ الفعل الآنى على زيارة بوش الشرق أوسطية، وهى تحاول أن تقطع الطريق أمامها وتبدأ الحرب السياسية عليها.

يُذكر أنه ومنذ الغزو الذى قادته الولايات المتحدة الأمريكية وأدى إلى الإطاحة بنظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين عام 2003، شهدت العلاقات بين طهران وبغداد تحسناً وتوافقا حول استهداف الأطياف الوطنية التى تقود عملية المقاومة.

كما أن إيران التى دعمت الغزو الأمريكى وشاركت بالوكالة "عبر أتباعها" فى حوارات ما قبل الإطاحة بحكم صدام، استغلت "التوافق" مع القوات الأجنبية لتسيطر فعليا على مختلف مفاصل الحياة العراقية "الشرطة والجيش، المليشيات،النفط، الحسينيات، الأسواق...".

وإدارة الرئيس بوش اكتشفت أخيرا أن إيران التى تعلن باستمرار أنها لن توقف برنامجها النووى وتتحدى الجبهة الأمريكية – الدولية الداعية إلى تفكيك ما توصلت إليه من تجارب، أن إيران لا يمكن الضغط عليها ما دامت ممسكة تماما بالورقة العراقية.

وتشعر هذه الإدارة بالحرج، فهى من ناحية تبرر محاصرة إيران ومنعها من الاستئثار بالعراق ومن ناحية ثانية تريد أن تنسحب من العراق فى أقرب فرصة لتتخلص من العبء المالى والسياسى الثقيل الذى أثّر على سمعة أمريكا فى العالم، كما أحدث أزمة سياسية داخلية تضرر منها حزب الرئيس بوش، كما أن الانسحاب الأمريكى يعنى ترك العراق لقمة سائغة لإيران، خاصة انهّ لا نفوذ عربياً فى العراق على الإطلاق، لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الاقتصادية ولا حتى من الناحية العسكرية، ذلك أن الدول العربية على خلاف مع المقاومة الوطنية السنيّة التى تشكّل الامتداد الطبيعى للعمق العربى والسني، وبالتالى فالمستفيد الوحيد من كل ما يجرى هو إيران، وهذا ما لن تقبله الولايات المتّحدة ولا الدول العربية التى تبدو عاجزة عن فعل أى شيء.

ورغم نذر المواجهة التى تبدت خاصة فى تصريحات المسؤولين الأمريكيين، فإن المراقبين يرون أن المواجهة العسكرية مستبعدة حاليا خاصة من ناحية الأمريكيين وأن التصريحات الملوحة بالحرب لا تعدو أن تكون ضغوطا معنوية على الإيرانيين.

ويقول هؤلاء المراقبون إن المتضرر الأكبر من التوافق الأمريكى الإيرانى تارة والتلويح بالمواجهة تارة أخرى هم العراقيون المدعوون إلى تشكيل جبهة وطنية واسعة لاستعادة استقلالهم بعيدا عن الصراع الدولى والإقليمي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد