من هو أبو فراس الحمداني ؟

mainThumb

27-12-2017 09:15 PM

السوسنة – هبة خالد الفاخوري - فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي , ولد في العراق بمحافظة الموصل عام  932م .
 
ظهر وترعرع أبو فراس في كنف سيف الدولة الحمداني ابن عمه في حلب ، فأصبح فارس وشاعر، دافع عن إمارة ابن عمه ضد هجمات الروم ويحارب الدمستق , وكان يشارك في مجالس الأدب في السلم فيذاكر الشعراء وينافسهم ، وبعد ذلك ولاه سيف الدولة مقاطعة منبج وأحسن حكمها .
 
ولكن كانت المواجهات والحروب عديدة بين الحمدانيين والروم في أيام أبي فراس ، وعام 347 هـ 959 م في إحدى المعارك وقع أسير في مغارة الكحل ,  واختلف في كيفية نجاته ، فمنهم من قال إن سيف الدولة افتداه ومنهم من قال إنه استطاع الهرب .
وبعدها انتصر الحمدانيون أكثر من مرة في معارك كرٍ وفرٍ ، وبعد ذلك توقف لفترة من الزمن , ثم عاد القتال بينهم , حيث أعدوا جيش كبير وحاصروا أبا فراس في منبج , وسقطت قلعته سنة 350 هـ  962 م ووقع أسير , وحمل إلى القسطنطينية وأقام بين ثلاث وأربع سنوات ، وأرسل جملة رسائل إلى ابن عمه وقصائد مليئة بمشاعر الألم والحنين إلى الوطن في حلب ، وعبر فيها عن تذمره من طول الأسر وقسوته ويلومه على المماطلة في افتدائه ويشكو الدهر .
 
وهو صاحب البيت الشهير :
الشعر ديوان العرب أبداً وعنوان الأدب
وفي   قصيدة أخرى يقول :
فان عشت فالإنسان لابد ميتاً وان طالت الأيام وانفسح العمر
 
ثم افتدى أسره بعد انتصاره على الروم ، فكان يتذمر من نسيانه له ,  وبعد مضي سنة على خروجه من الأسر توفي سيف الدولة 355 هـ 967 م . 
 
وقبل وفاته رثى نفسه بأبيات مشهورة موجهة إلى ابنته يقول :
أبنيّتـي لا تحزني كل الأنام إلى ذهابْ
أبنيّتـي صبراً جميلاً للجليل مـن الـمـصابْ
نوحي علـيّ بحسـرةٍ من خلفِ ستركِ والحجابْ
قولـي إذا ناديتني وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ
زين الشباب أبو فراسٍ لم يمتَّعْ بالشبـابْ
 
ثم دارت معركة قتل فيها أبو فراس  في ربيع الأول سنة 357 هـ  968 م ببلدة صدد جنوب شرق حمص .
 
وقال الصاحب بن عباد : بدئ الشعر بملك ، وختم بملك ، ويعني امرأ القيس وأبو فراس.
ومن أعماله البارزة أراك عصي الدمع , وأكد الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه في الأدب والفن أنه يكاد يتفق النقاد على أن أجمل قصيدة للشاعر هي قصيدة أراك عصي الدمع التي أخذت مكانها في الشهرة بين قصائد الغزل العربية .
 
ومن قصيدته أراك عصي الدمع الشهيرة يقول :
أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟
نعم أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُّ
إذا الليل أضواني بسطتُ يدَ الهوى وأذللتُ دمعاً من خلائقهِ الكِبْرُ
 
 ولم يجمع شعره وقصائده ، إلا أن ابن خالوية جمع قصائده ، واهتم الثعالبي بجمع الروميات في يتيمتة ، وعام 1873م طبع ديوانه الطبعة الأولى في بيروت  ، ثم الطبعة الثانية عام 1900 م في مطبعة قلفاط ، واعتمدت الطبعتان على جمع ابن خالويه .
وعلى يد المستشرق بن الورد نقلت وترجمت بعض أشعار أبو فراس إلى اللغة الألمانية ، وكانت أول طبعة للديوان عام 1944 م للمعهد الفرنسي في دمشق .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد