السفير الليبي يوجه رسالة مهمة للملك .. تفاصيل

mainThumb

02-08-2020 05:38 PM

عمان -السوسنة -وجه السفير الليبي في الاردن الدكتور محمد البرغثي رسالة الى جلالة الملك عبدالله الثاني مطالبا فيها جلالته بالتدخل في الملف الليبي لرأب الصدع والخروج من المازق الذي قد يؤدي الى حرب طاحنة في المنطقة .

المدعي العام يوقف مالكي مستودع الدجاج الفاسد

وقال السفير البرغثي في الرسالة التي حصلت السوسنة على نسخة منها : “لا يخفى عليكم ياصاحب الجلالة ، وانتم المتابع الدقيق للملف الليبي ، الظروف الصعبة والإستثنائية التى تمر بها بلادي ، بلادي التى حباها الله بنعمٍ عديدة ، يأتي فى طليعة ذلك : موقعها الاستراتيجي المميز ، والذى جعلها ذات أهمية بالغة لأطراف عديدة فى هذا العالم ، فمنذ التدخل الدولي فى ليبيا عام 2011 ، والذى فتح الباب على مصرعيه لأن تتحول بلادي _ وبكل أسف _ إلى ملعب دولي وساحة لكل أنواع الصراعات ، ونتيجة لذلك دفع الليبيون جميعهم دون إستثناء ، ثمناً كبيراً ومُكلفاً ؛ لقد أُزهقت الأرواح ، نُهبت الأموال ، أٌستبيحت الحرمات ، تكدس السلاح ، أنتشرت المليشيات ، هُجّرت الناس ، تدفق المرتزقة ، تقطعت أوصال الوطن ، تحول الوطن الى ملف فى أيدي أطراف دولية ، وبذلك أصبح الحضور الدولي كبير ، والغياب الوطني كبير “ .

وتاليا نص الرسالة

 

صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين ،

ملك المملكة الأردنية الهاشمية ،

بعد التحية ،

أود فى البداية أن أتقدم إليكم بأجمل التهاني وأطيبها ، بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، داعياً الله لكم بدوام الصحة والعافية ، وللشعب الأردني الشقيق بدوام الأمن والآمان والتقدم ، فى ظل قيادتكم الحكيمة ، كما أود أن أشير إلى أن هذا الخطاب ، لا علاقة له بموقعي الذى أشغله كسفير ، ولكن يأتي فى إطار واجبي وإلتزامي بقضيتنا الوطنية ، هذا الالتزام هو الذى دفعني إلى أن أخاطبكم مباشرة ، موضحاً النقاط التالية :

  • لا يخفى عليكم ياصاحب الجلالة ، وانتم المتابع الدقيق للملف الليبي ، الظروف الصعبة والإستثنائية التى تمر بها بلادي ، بلادي التى حباها الله بنعمٍ عديدة ، يأتي فى طليعة ذلك : موقعها الاستراتيجي المميز ، والذى جعلها ذات أهمية بالغة لأطراف عديدة فى هذا العالم ، فمنذ التدخل الدولي فى ليبيا عام 2011 ، والذى فتح الباب على مصرعيه لأن تتحول بلادي _ وبكل أسف _ إلى ملعب دولي وساحة لكل أنواع الصراعات ، ونتيجة لذلك دفع الليبيون جميعهم دون إستثناء ، ثمناً كبيراً ومُكلفاً ؛ لقد أُزهقت الأرواح ، نُهبت الأموال ، أٌستبيحت الحرمات ، تكدس السلاح ، أنتشرت المليشيات ، هُجّرت الناس ، تدفق المرتزقة ، تقطعت أوصال الوطن ، تحول الوطن الى ملف فى أيدي أطراف دولية ، وبذلك أصبح الحضور الدولي كبير ، والغياب الوطني كبير .
  • بلدية سحاب تغلق منشاتين مخالفتين

- صاحب الجلالة : المجتمع الدولي يُطلق اليوم صيحات التحذير ، من خطورة الوضع فى ليبيا ، طبولُ الحرب تُقرع ، وهذه الحرب إذا قامت ، فإنها حربٌ تختلف عن سابقاتها ، ستكون حرباً إقليمية شرسة ، أطرافها الدولية تمتلك مخزوناً هائلاً من العداوات والاحقاد والسلاح ، كفيلٌ بإشعال المنطقة بكاملها ، وجرّ العديد من الأطراف إلى ذلك ، بشكل مباشر أو غير مباشر .

- إن المصلحة العربية تستوجب الحفاظ على الجيش المصري ، فهو خطٌ رئيسي مُتقدم للدفاع عن العرب ، إن أمن مصر وإستقرارها هو مصلحةٌ مصرية وعربية وإسلامية وإنسانية ، علينا أن نُجنب مصر ، الخوض فى هذا الصراع ، كما أن المصلحة التركية والاسلامية ، تستوجب الحفاظ على الجيش التركي ، إن أمن تركيا وإستقرارها مصلحةٌ للجميع دون إستثناء .

- إن المصلحة الأوروبية تستدعي العمل بجدية وبشكل حثيث ، على خلق حالة من الأمن والإستقرار فى ليبيا ، إن غياب الإستقرار كفيلٌ بتحويل ليبيا إلى مستودع كبير للهجرة غير الشرعية ، وللمجموعات المتطرفة والخارجة عن القانون ، ولا أتصور أن البحر الأبيض المتوسط سيكون عائقاً أمام وصول هؤلاء إلى أقصى نقطة فى أوروبا .

  • يبدو ليّ أن الوضع الدولي فى ما يتعلق بالأزمة الليبية ، قد دخل فى مرحلة شديدة من التأزيم ، وقد يدخل لاحقاً فى مرحلة تكون فيها الأمور خارج نطاق السيطرة ، ولكي لا نصل إلى ذلك ، فإننا فى حاجة ماسة إلى سماع صوت العقل ، إنني أتطلعُ يا صاحب الجلالة إلى تدخلكم ، وتأتي دعوتي هذه لكم من خلال معرفتي الجيدة بشخصكم الكريم ، وقدراتكم وصلاتكم الطيبة ، والاحترام الذى تتمتعون به فى هذا العالم ، فأنتم الأقدر على التواصل مع كل الأطراف ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بالقضية الليبية ، نحن فى أمس الحاجة إلى هذا الدور ، الأطراف الدولية هى الآخرى فى حاجة ماسة إلى هذا الدور ، إن قبولكم بهذه المهمة التاريخية سيُجنب هذه المنطقة صراعات ، تعرفون أنتم جيداً ، ونعرف نحن جيداً : من هو المستفيد من ذلك ؟ فى تقديري بأن الجميع سيرحب بهذا الدور ، وهم فى إنتظار إتصالكم ووصولكم .
  • جابر : اصدار التعليمات الصحية للمنشات التجارية خلال ساعات

- إن فض الإشتباك بين الأطراف الدولية سيؤسس لحالة من الأستقرار ، تفتح الباب أمام الجميع للتنافس إقتصادياً للمساهمة فى إعمار وتنمية وإستثمار المنطقة ، كما أنها ستفتح الآفاق أمام الليبيين لإقامة حوار وطني ، ليبي ليبي ، نصلُ من خلاله إلى تفاهمات سياسية ، يتم الإتفاق عليها ، كخطوة فى إطار خطوات وصولاً الى قيام الدولة المدنية المأمولة .

- ياصاحب الجلالة : نتطلع إلى حكمتكم ولدوركم فى دعوة الأطراف الدولية ، لإتخاذ موقفاً قوياً وداعماً لإستعادة الوطن ، والمساعدة فى بناء نموذج عصري للدولة الديموقراطية الآتية ، هذه الدولة الغنية بمواردها وإمكاناتها وعقولها ، فهى تمتلك كل ما يؤهلها لأن تكون .

- صاحب الجلالة : هل يُمكن أن تكون عمان هى البداية فى هذا المسار ؟ إنني لعلى ثقة بأنكم ستلعبون دوراً إيجابياً فى هذا الشأن ، وهذا ليس بغريب على بني هاشم ودورهم فى رأب الصدع ، ولم الشمل ، وتبقون دائماً الأخ الكبير والصديق العزيز ، لكم مني كل التقدير والأحترام ، حفظك الله ورعاكم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد حسن البرغثي

- عمان فى : 2 أغسطس 2020



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد