ضعف العربية لدى الطلبة .. أستاذة جامعية تطرح الحل

mainThumb

01-09-2020 01:29 AM

عمان – السوسنة - ضُحى محمد الدقامسة - ترتفع في يومنا هذا أصوات من كل جانب تطلب يد العون لمساعدة لغة الضاد من الضياع الذي حل بها و شاكية الالم الذي وصلت إليه هي و ابناءها ، و خائفة أشد الخوف من القادم.

هذه الأصوات ما هي إلاّ أصوات صادقة تنزف من الواقع الذي وصلنا إليه ، و صادقة أشد الصدق في أنّ لُغة الضاد أصبحت فريسة في خطر إن لم يسارع العالم في تغيير واقعها الذي لا ينكره احد.

و تشهد الجامعات الأردنية اليوم تراجُعًا كبيراً في لغة الضاد لدى الطلبة وضعفًا في القراءة والكتابة و حتى التعبير و قد تفشت هذهِ الظاهرة حتى أصبحت أمرًا ملحوظًا في جميع الأقطار العربية.

وفي هذا الصدد تقول الدكتورة خلود العموش أُستاذة علم اللغة والنحو المشاركة في الجامعة الهاشمية لــ " السوسنة " بأن الطلبة يعانون عمومًا ضعفًا كبيرًا في اللغة العربية قراءة و كتابة و محادثة ، وهذا الضعف له تجليات و مظاهر عديدة من أبرزها عدم قُدرة الطلبة على التعبير عن ذواتهم بلُغة صحيحة و عدم اقتدارهم على ما يجول بخواطرهم دون أخطاء كما أنّ مَلكاتِهم القرائية في الشعر و النثر تُعد متواضعة جدًا ".

وأضافت أن "أسباب ذلك مُتعددة و بعضها جوهري و بعضها ثانوي و من أهم ذلك ضعف مُعلمي اللغة العربية في المدارس كما عبرّت الأستاذة خلود بأن "فاقد الشئ لا يُعطيه".

و أشارت الى أنّ اهتمام أولئك ينصب في العادة على استظهار القواعد أو المسائل اللغوية دون الحرص على تطبيق المهارات اللغوية في واقع الإستعمال ؛ فتكون القاعدة والمسائل النظرية في واد واستعمال القاعدة وتطبيق مهارات اللُغة في وادٍ آخر.

كما أشارت أنه من أسباب ذلك ضعف القراءة والمطالعة لدى الطلبة وهذا لا يؤدي إلى ضعف اللغة فقط و إنما ضعف البُنيان الثقافي لدى الطالب في المجالات المُختلفة.

و قالت العموش بأن العلاقة بين المدرسة والجامعة جدليّة تستحق الوقوف إذ تدفع المدارس بطلبتها الضعفاء أصلًا إلى الجامعة ويأتي إلى أقسام اللُغة العربية أضعف الطلبة ومهما اجتهدت هذهِ الأقسام بسويّة أولئك الطلبة فإن النتيجة بالغالب تكون لصالح استمرار متوالية الضعف ، و يعود اولئك الطلبة مُعلمين إلى المدارس . فماذا ننتظر من ثمارههم؟

و لا بد من معالجة الموضوع معالجة جذرية بأن يُختار أفضل الطلبة لدراسة لُغة الأمة ووعاء ثقافتها و لسان تنزيلها.


كما لفتت الأُستاذة خلود العموش بأنه لا بُدّ أن يَخرج مُعلم اللغة العربية من حدود المهنة إلى آفاق تخصصهِ العظيم عنوانًا لهذهِ اللُغة الشريفة التي خصّها الله عز وجل لسانًا لقرآنهِ سُبحانَهُ و تعالى فهو ليس موظفًا و هو ليس كأي مُعلّم ، بل هو رُكن ركين في بناء الأمة ، فليس كُل أحد يصلُح لأن يكون مُعلمًا للعربية ، بل لا بُدّ من الإصطفاء و الإختيار و حُسن الإعداد و التسلح بكل مقومات العلم الحديث.

كما أضافت العموش أنهُ علينا أن نقف طويلًا أمام ظاهرة ضعف الطلبة في العربية ، فهو ضعف في مقومات الأمّة والدولة، فاللغة القومية هي واحدة من أسرار قوّة الدول و الأمم و العمل على الإرتقاء بها إنما هو إرتقاء ببناء الدولة و الأمة ، و الأمة التي لا تحسن التعبير بلسانها ضعيفة مهما توافرت لها أسباب القوة المادية.


كما أشارت أستاذة علم اللغة والنحو أنه لا بُدّ من مواجهة المشكلة لا التسويف بها ، و علينا أن نوظف الإعلام فهو حصان طروادة كما يصفهُ الأستاذ الدكتور نهار الموسى ، خاصة في بناء لغة الصغار من خلال توفير برامج للأطفال و مواد إعلامية ثمينة في المحتوى و اللسان والثقافة فهو أقدر على الإرتقاء بذائقة الطلبة و تعبيرهم.

و كما وصفت الدكتورة خلود العموش بأن وسائل التواصل الحديثة سلاح ذو حدين فإما أن تكون آداة للهدم أو للبناء بحسب ما يُراد لها ، و إن من يتصفح مواقع التواصل اليوم ليظن أن اللغة العربية في حالة احتضار لكثرة ما فيها من الأخطاء.

كما ذكرت العموش أنه في الجامعات لا بُدّ من تعريب التعليم في التخصصات كافة و لا بُدّ من تطوير المُحتوى لمادة اللغة العربية مُتطلبًا جامعيًا بحيث تؤدي غرضها قي رفع سوية الطالب اللغوية في واقع الإستعمال ، قراءة و كتابة و محاورة ، و لسي مُجرد متطلب عابر في حياة الطالب.

و لفتت الدكتورة خلود العموش أنهُ يجب الإبتعاد عن التلقين في تدريس اللغة و الإنتقال إلى فضاء الممارسة و التواصل و أن ندرب طلبتنا على مهارات التواصل اللغوي الفعّال و المُثمر.

و قالت العموش أنّ هناك ضعفًا لدى طلبة الدراسات العُليا ، و الطموح أن تكون أطاريحهم أفضل مما هو كائن و أن تكون هذه الرسائل مرآة ساطعة للغتهم الأم في أجمل تجلياتها.

و كما اعترفت الدكتورة خلود العموش بأن الطالب يقوم بالتفاخر بإستعمال اللغات الأجنبية و زهوهِ بها يجب أن يتوقف و يجب أن يحل محلَهُ اعتزاز صريح بلغتنا القومية لُغة القرآن الكريم فإنه ما تركَ قوم لغتهم إلاّ ذلّوا.

و اختتمت العموش في نهاية حديثها لـ السوسنة بأن الطالب اليوم لا يُحسن القراءة و لا يُحسن التعبير ، و إذا قرأ فإنهُ لا يفهم بشكل صحيح ما يقرأ وهذهِ مظاهر صغيرة ينبغي أن تتوقف ، و لا بُدّ من تضافر الجهود لحلها و التنسيق الكامل بين المدرسة و الجامعة و وسائل الإعلام في خدمة هذا الهدف الجليل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد